على خلفية المؤتمر الرابع للشركات العائلية بعدن.. رأيت عدن في قصيدة (بلقيس) لنزار قباني

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب  محمد  يابلي
نجيب محمد يابلي
كان لي شرف الحضور إلى فندق كورال بخور مكسر صباح السبت 27 ديسمبر 2014 للاطلاع على فعاليات المؤتمر الرابع للشركات العائلية بدءاً من كلمة دولة المهندس خالد محفوظ بحاح، رئيس مجلس الوزراء ومرورا بالكلمة النوستالجيا لرئيس النادي فتحي عبدالواسع الذي قلب المواجع بدءاً من عدن موئل ولادته عام 1952م ومروراً بنشاط والده فيها وانتهاء بتذكرنا بخاله الفارس الشمساني عادل إسماعيل الذي يرقد في فراش المرضى وتمنى فتحي وتمنينا معه شفاء هذا الأخ العزيز على قلوبنا.
الجلسة الأولى للمؤتمر مثلت حالة “عاشوراء” عند أبناء عدن ومحبيها فقدم الأساتذة: بلال غلام: عدن مهد التجارة، وكلها بيانات وأرقام دارت في خانة (عدن - كيف كانت وكيف أصبحت؟) ثم مع علي حسن باهارون وتجربة آل باهارون العطرة.. أعرق بيت عدني وأعرق بيت تجاري ثم مع أمين أحمد قاسم (الذي عانى الأمرين من جماعة يزيد بن أبي سفيان) وهو يستعرض تجربة صديقه الحميم توني بس وما أدراك ما انتوني بس ونجله توني بس الذي لا يتسع له مجلد بل مجلدات عن فترة بقائه الذهبية في عدن.. أطلعنا على الزمن الجميل والذي أعقبته كوابيس القبيلة في الجنوب حتى عام 1990م والعبث الأكبر للقبيلة في الشمال بعد 7 يوليو 1994م العفن الذكر، وكانت عدن ولا تزال هي المجني عليها، إذا خسر آل باهارون وآل أمين قاسم سلطان وآل البس وآل محمد علي مقطري وأحمد عبد الله العاقل وغيرهم كل ممتلكاتهم وغادروا عدن ليبدؤوا خارجها من نقطة الصفر فإن عدن خسرت كل شيء منذ أول يوم في الاستقلال بدءاً من طردهم من وظائفهم بحجة أنهم غير مواكبين للثورة وشرد أصحاب الجبهة القومية وخسروا كل شيء بحجة اليمن الرجعي، فاليسار الانتهازي ثم اليمين الانتهازي، وبعد ذلك 7 يوليو 1994 المطرقة الضخمة التي هوت على رؤوس الجنوبيين عامة وعدن خاصة.
رأيت عدن في قصيدة “بلقيس” لنزار قباني:
كان الواقع في عدن متقدما جدا لا نظير له سواء في جنوب الجزيرة أو شمالها، شرقها أو غربها.. عدن التي احتضنت الناس من كل الأجناس والمذاهب والديانات.. عدن التي أطعمت وكست ووظفت البشر القادمين من محميات عدن الشرقية ومحميات عدن الغربية والمملكة المتوكلية اليمنية، وسبحان الله اتسعت لهم جميعا ومساحتها (75 ميلا مربعا).
من هذا الواقع المتقدم إلى هذا الواقع المتخلف رأيت في عدن قصيدة “بلقيس” لنزار قباني ومطلعها:
شكراً لكم / شكراً لكم
وخبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأسا على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت / وهل من أمة في الأرض .. إلا نحن نغتال القصيدة؟
بلقيس.. يا وجعي / ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل / هل يا ترى/ من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل/
..... ..... ......
قتلوك يا بلقيس / أية أمة عربية/ تلك التي/ تغتال أصوات البلابل؟ أين السمؤل؟/ والمهلهل/ والخطاديف الأوائل؟
فقبائل أكلت قبائل/ وثعالب قتلت ثعالب/ وعناكب قتلت عناكب
......
سأقول في التحقيق/ إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل/
وأقول في التحقيق إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول.
......
هذا هو التاريخ يا بقليس/ كيف يفرق الإنسان/ مابين الحدائق والمزابل والموت في فنجان قهوتنا/ وفي مفتاح شقتنا/ وفي أزهار شرفتنا/ وفي ورق الجرائد والحروف الأبجدية/
القصيدة طويلة تقع في (93) صفحة من الحجم الصغير، رثى فيها نزار قباني زوجته الشهيدة “بلقيس الرواي” التي لقت حتفها في تفجير قذر للسفارة العراقية في 15 ديسمبر عام 1981م عن عمر ناهز 42 عاماً.. رحم الله بقليس ورحمة الله عليك ياعدن.. ولا نامت عين للجاحدين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى