أرانب هناك وضباع هنا

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
في جرائم متكررة أقدمت قوات أمنية على فتح نيران رشاشاتها (الدوشكا) من على مصفحة نوع (حميضة) حمضت الأجواء وأراقت الدماء، بطريقة استفزازية بقتلها مواطنين صبريين من قبيلة آل عزب العريقة والمسالمة، ذهب ضحيتها تسعة مواطنين بين قتيل وجريح في استهداف مدرعة الأمن لمواطنين لحوج باستخدام القوة المفرطة ضد مواطنين سلميين كانوا متجمعين عند أحد المنازل بصبر بعد أن عبروا عن استيائهم جراء الظلم الذي يواجهونه من قبل القوات الأمنية الضالعة بهذه الجريمة التي يندى لها الجبين.
أين هذه القوات الأمنية حين تعثرت مدرعاتها أمام مواطني (صعدة) في 21 سبتمبر 2014، وكيف أخرست رشاشاتها أمام قوة وصمود الصعداويين، ولماذا تظهر الشجاعة في صبر المسالمة، وتخر تلك الشجاعة ساجدة أمام الصعداويين.
هل تعلم قوى الأمن في لحج وفي كل مكان أن مرتباتهم الشهرية تقطع من الضرائب المتحصلة من هؤلاء الضحايا، وأن سلاح الدوشكا الذي يرمي القتلى، تم شراؤه من الضرائب التي يدفعها هؤلاء الضحايا.
لقد أصبح مواطنونا هدفاً لمثل هذه الأسلحة التي لا تستخدم إلا في الحروب، وتستخدم هنا لكي تهزم كرامة من يحاول الحفاظ على كرامته ويدافع عنها ويدفع مقابلها ثمناً باهظاً من دمه ولحمه وكبريائه.
ما هي الثقافة التي يعبر عنها جنود الأمن تجاه من يدفع لهم رواتبهم ورواتب أسرهم، أهي ثقافة القتل؟ لماذا لم يتحول هؤلاء الأمنيون إلى قوة تساعد الناس اجتماعياً؟ ولماذا لا نراهم يبنون البيوت المهدمة، إو ينقذون الغريق أو يحاولون إنقاذ من يتعرضون لأحداث مرورية. لماذا يدوسون المارة بجنازيرهم ولا نشاهدهم يمدون أيديهم لمساعدة العجزة على قطع الطريق بطريقة وادعة وسليمة.
أين الوعي والضمير، وأين قدراتهم في مواكبة التطور لحفظ القانون وتطبيقه بطريقة سليمة بعيدة عن التعصب وضيق الأفق.
لقد أحدثت مجزرة (صبر) ردود فعل غاضبة وجعلتهم يعبرون عنها بطريقة لاذعة (حيث يقولون) إنهم أرانب في صعدة وضباع في صبر، كناية عن هزيمتهم في صعدة وإذلالهم في أرحب وعمران، بينما يمارسون القوة المفرطة في صبر لحج وفي كل مكان بالجنوب.
لماذا تصمت حكومة (بحاح) على هذه الانتهاكات المحرمة دولياً، وماذا سيعمل محافظ لحج (المجيدي) أمام جرائم من هذا النوع؟.
وهل سيشكل لجنة كي تبرئ الجناة أم أنه سيدافع عن حقوق مواطنيه الذين تعبث بهم آلة الحرب المدمرة للوطن ولحياة الناس.
ليس من لبس بزته العسكرية تعطيه الصلاحية لإزهاق الأرواح، وليس من ارتدى قبعته العسكرية يسمح له بأن يعطي توجيهات بإعدام الناس المسالمين أمام بيوتهم ويفتح عليهم النار بدون حق وبدون أي وجه قانوني.
ونقولها حقاً، لن يتم استتباب الأمن بطريقة فتح النار واستخدام السلاح الثقيل، فهذا لن تكون نهايته سعيدة بل ستحدث ردات فعل لن يسلم منها كل لابس بزة عسكرية أو طربوش موسخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى