هل يكون 2015م عام الجنوب؟!

> عبدان دهيس

>
عبدان دهيس
عبدان دهيس
نحن في أول أيام العام الميلادي الجديد 2015م، وعام سعيد على الجميع إن شاء الله، وبحلول هذا العام، تدخل (القضية الجنوبية) عامها الثامن، ومنذ أن تأسس الحراك الجنوبي السلمي في 2007م، بإرادة جنوبية شعبية خالصة، تكاد تكون (إرادة جمعية)، تصدرتها جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، والتحق بهم المتقاعدون المدنيون والأمنيون والدبلوماسيون والإعلاميون، وغيرهم من منظمات المجتمع المدني الجنوبي وسائر فئات شعب الجنوب الصابر والصامد في ملحمة نضالية سلمية واسعة، بدأت فعالياتها من مدينة عدن الجسورة، وانطلقت من شوارعها وحواريها وساحاتها، وجمعياتها، ومنتدياتها الثقافية والاجتماعية، لتعم كل مناطق الجنوب الثائر، تنشد الحرية والخلاص والكرامة، وبحثاً عن الإنصاف والعدالة، واستعادة الهوية والوطن المنهوب والمسلوب، فهل يكون هذا العام 2015م (عام الجنوب) وحلحلة (القضية الجنوبية) قولاً وفعلاً، وإخراجها من دائرة الركود والفتور، والانكماش السياسي الرتيب، ومن مرحلة الاعتصامات والعصيان والتجمهر ـ وإن كان لذلك فاعلية - إلى آفاق أكثر فاعلية وجذب وتأثير داخلي وخارجي؟.
هذا السؤال مهم للغاية، بالنسبة للجنوبين جميعاً، شعبا ومكونات وقيادات، وهم المعنيون قبل غيرهم، بالإجابة عنه، بكل وضوح وشفافية، ولا أظن أن هناك جنوبيا في الداخل أو الخارج لا يريد أن تحل (القضية الجنوبية) حلاً عادلاً ومنصفاً وواقعياً ومقبولاً، يعيد للجنوبيين كرامتهم وحريتهم وحقوقهم وأرضهم المسلوبة، وثروتهم المنهوبة، منذ أن أعلنت (الوحدة الجوفاء) بين (الجنوب والشمال)، في 22 مايو 1990م المشؤوم.
لقد انقضت أكثر من (8) أعوام والجنوبيون يناضلون من أجل استعادة وطنهم، ودحر (...) الشمالي، الذي استباح الجنوب، إثر حرب 1994م الظالمة، ولكن للأسف إن ثمار هذا النضال لم تتحقق بعد وما زال الجنوبيون يلهثون وراء سراب، بسبب غياب الرؤية والقيادة الجنوبية الجمعية الموحدة، ورغم ذلك لا يمكن لأحد أن ينكر، أن العام المنصرم 2014م، قد شهد جهوداً طيبة على صعيد النضال الجنوبي ومحاولات توحيد ولم شمل الجنوبيين، وهي جهود تستحق الثناء والتقدير، فخلال العام المنصرم، أعلن عن قيام (المجلس الوطني للإنقاذ الجنوبي)، وعن (المجلس العسكري) أيضاً، وقبل ذلك تم تأسيس (المؤتمر الوطني لشعب الجنوب)، كما تم في ذات العام أيضاً دمج المجلسين الأعلى للحراك (فصيل البيض وفصيل باعوم)، في مجلس واحد كما كان للرابطين حضورهم الجنوبي، في هذه التفاعلات، لكن كل هذه الجهود تظل ناقصة، إذا لم يتمخض عنها برنامج سياسي وطني جنوبي موحد لجميع مكونات الحراك السلمي الجنوبي في الساحة، وقيادة جنوبية موحدة، لا تستحضر الماضي، ولكن تنظر إلى المستقبل، بكل ثقة ونكران ذات، يجمعها هدف واحد، وهو النضال من أجل (القضية الجنوبية) والانتصار لشعب الجنوب المقهور.
نأمل أن يكون العام الميلادي الجديد 2015م (عام الجنوب) الحاسم، في مختلف المجالات، السياسية والإعلامية، التي تخدم (القضية الجنوبية)، وعلى الصعيد الخارجي، ووحدة المكونات، فكفى شعب الجنوب عذابات ومتاعب وقهر وحرمان وامتهان الكرامة، وكفى المكونات والقيادات، حالة الشتات والتشظي، التي تعيشها، وينبغي أن يستثمر الجنوبيون التعاطف الإقليمي والدولي مع قضية شعب الجنوب، على نحو أفضل، وعلى القيادات - بالذات - أن لا تضيع فرصا من هذا النوع، وأن يكون لها حضور فاعل في المحافل الإقليمية والدولية، وفي المحيطين العربي والإسلامي، وأن لا تكون منعزلة عن ذلك، وأن تبحث عن الوسائل الممكنة والمعقولة والمقبولة، التي تساعد على إيصال القضية الجنوبية، إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي، ومن دون السير في هذا الطريق، سيظل الجنوبيون يراوحون في مكانهم (محلك سر) لكن مازالت الفرصة أمامهم أن يفعلوا شيئا مفيدا خلال العام 2015م، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى