إلى المحافظ مع التحية

> محمد بالفخر

> برغم ما تمر به البلاد من أوضاع مأساوية على كل الأصعدة وما نعيشه من نكسات متتالية حتى أصبحنا نبحث عن نقطة ضوء في بحور الظلام التي تحيط بنا، فإنني وكغيري من الحالمين بغد أفضل سأحتفي بتعيين محافظ حضرموت كونه من أبنائها أولا، وبالتالي فلا بد أنه يعلم ما تعانيه البلاد من فساد استشرى في كل مرافقها حتى تراب الأرض لم يسلم منه، ولم يبق إلا الهواء يوزع بين النافذين، وليبحث البسطاء لهم عن هواء يتنفسونه.
ثانيا، لأنه شخص متعلم ومثقف، ونحسب أنه سيتعامل مع القضايا بعقلية منفتحة متحررة من القيود الضيقة التي يضع البعض نفسه داخل أسوارها.
الأخ المحافظ نحسن الظن بك ونأمل من توليك المسئولية خيرا، فاحرص على أن تحسن العمل، فالعبء كبير وتركة المشاكل التي تعانيها حضرموت بلا حساب، انفلات أمني لم تعهده من قبل، سطو على البنوك ومكاتب البريد وتكرار ذلك بفوارق زمنية قليلة وبنفس الأسلوب ظاهرة بدأت ويبدو أنها ستأخذ طابعا أشد ترهيبا مما هي عليه الآن، فيجب الوقوف ضدها بحزم حتى لا تجلب مزيدا من المشاكل الاقتصادية والأمنية، البسط على الأراضي وما يحدثه ذلك من استيلاء على حقوق الآخرين بقوة السلاح أو نفوذ القبيلة أو جاه الممول والمسؤول والذي غالبا ما ينتهي بإزهاق أنفس بريئة وما يترتب عليها من عداء بين أفراد المجتمع يؤثر على السلم العام.
تعليم رديء، وقد نبهنا إليه مرارا، ولا اتحدث هنا عن انعدام المعلومة داخل الكتاب المدرسي، بل عن الأيام التي تهدر في عطل وإجازات لا داعي لها كيوم العصيان الذي يفوت على الطلاب أياما في الشهر، سأتحدث عن المرافق التعليمية التي لا تليق بصناعة جيل قادم يعول عليه النهوض بالبلد، سأتحدث عن المعايير التي يتم اختيار المعلم على أساسها ومدى تأهيلهم لتولي مهمة التربية والتعليم.
مشاريع متعثرة وإنجازات وهمية، فكيف لبلد بحجم حضرموت سواء من ناحية المساحة أو التاريخ أو الثروات أن تخلو شوارعها من أعمدة الإنارة وعلى مساحات شاسعة من مناطقها، وأن تختفي الأشجار التي تزين الطرقات؟ تختفي في شوارع حضرموت وفي مدنها لمسات التقدم والفن لأهل الفن.
مساحة شاسعة من الشواطئ المطلة على البحر كان بالإمكان أن تكون متنفسا للناس وعائلاتهم، مدن ألعاب، كافيهات، أماكن مظللة تقي الناس شدة حرارة الشمس وبرعاية الدولة، لكن ما حدث هو أن ما وهبه الله للسكان من مناظر طبيعية وبفعل مافيا الفساد أعطيت لأشخاص ليبنوا عليها أسوارا تمنع الناس حتى من مجرد المشاهدة من بعيد!!. أعطيت لهم ليبنوا عليها فللا أو قصورا للمترفين، فأين حقوق غالبية السكان البسطاء.
الأخ المحافظ، قلت في كلامي السابق التركة ثقيلة بمشكلات متراكمة من عقود وبعضها من سنوات تحتاج منك أن تخلص لحضرموت وتشعر بما يعانيه أبناؤها، خاصة أنك من الطبقة الوسطى التي عاينت يوميات المواطن المعدم المضيق عليه في عيشه وتعليمه وصحته، فلم تأت من خارج البلد ولا تنحدر من عائلة برجوازية لم تعايش الوضع، وهذا ما يجعلنا نؤمل بك خيرا، ما لم يسع من لا يروق له خير البلاد إلى تضييق صلاحياتك وإعطائك منصبا من غير صلاحية تخولك البر بوطنك.
فهذه نصيحة محب، آمل أن يكون لها صدى لديك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى