الأوضاع العامة في عدن

> د. أسمهان العلس

>
د. أسمهان العلس
د. أسمهان العلس
في هذا الظرف العصيب الذي يأتي أثناء زيارتكم لعدن فإن الواجب الوطني والإنساني كمواطن في هذه المدينة وأمين عام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار التي تحمل على عاتقها المحافظة على الموروث الثقافي العام لعدن، يلزمنا أن نلفت أنظار هذه الحكومة إلى أن محافظة عدن تعيش أوضاعا عامة استهدفت الإنسان والبنى التحتية والممتلكات العامة والموروث الثقافي والبيئي لهذه المحافظة، مما أوصل الحالة العامة للمحافظة إلى مستوى لم تبلغه في منعطفات تاريخية تعاقبت عليها فيما سبق.. وينذر هذا الوضع بحدوث كارثة إنسانية وثقافية لا تحمد عقباها تستهدف أبناء هذه المحافظة وموروثها العام.
وعليه، فإننا نضع أمام الإخوة رئيس وأعضاء الحكومة موجزا للأحوال العامة التي وصلت إليها هذه المحافظة والتي من المؤكد أنها لن تقدم إليهم عبر الأجندة الرسمية، وذلك على النحو الآتي:
1 - تزييف عدن في كل ملامحها العامة.
2 - إهدار الممتلكات العامة عن طريق خصخصة القطاع وبيع ممتلكاته لذوي القدرات المادية وعدم تشغيلها وفقا لما كان مرسوما له.
3 - صرف الأراضي البيضاء لعدن وبمساحات شاسعة للمتنفّذين، دون مراعاة لقيمتها التنموية لعدن.
4 - تحويل مبان رسمية وشبه رسمية إلى ممتلكات خاصة للأفراد وإلغاء دور ومكانة هذه المباني الثقافية ورصيدها التاريخي.
5 - تعطيل ميناء عدن وتحويل مسار التبادلات التجارية وإلغاء دوره كميناء عالمي.
6 - حرمان المواطن من استثمار ممتلكات المدينة من الأراضي، وتنظيم استحقاقات الجمعيات السكنية لموظفي الدولة إلى المواقع النائية التي يتعذر السكن فيها.
7 - التمييز بين مواطن من عدن وآخر من مدن أخرى في حيازة الأراضي السكنية.
8 - حرمان المواطن من الإحساس بقيمة مدينة عدن التاريخية ذات السبق الخدمي والإداري والمؤسسي، وذلك بإدخال سلوك ثقافي ومعاملات لم تعهدها المدينة.
9 - حرمان المواطن من الاستمتاع بالملامح الجميلة الطبيعية والتاريخية، وذلك بسبب ردم البحار والمتنفسات لأغراض خاصة واستثمارية، وتشويه معالم المدينة والبناء بمحاذاة البحار وفوق الجبال وانتشار العشوائيات في الشوارع والجبال وتغيير الملمح الثقافي للمدينة دون مراعاة للطبيعة الجيولوجية للمدينة أو الموروث الثقافي والحضري لها.
10 - تغيير الهيكلية العامة لعدن والهيئة المتميزة لها بشكل عام.
11 - الإهدار العام لممتلكات عدن دون مراعاة للاحتياجات المستقبلية.
12 - التعويض للأطراف المتنازعة من أبناء المدن الشمالية بأراض شاسعة في مدينة عدن.
13 - عدم احترام خصوصية عدن وممارسة العبث بكل أشكاله بالشواهد التاريخية والطبيعية والمعالم والآثار التي تتميز بها عدن.
14 - هدم وإعادة بناء المساجد القديمة ذات البعد التاريخي الدال على دور عدن في الإسلام.
15 - هدم وإعادة بناء المدارس القديمة التي تحمل دلالات تاريخية لأقدمية عدن في التعليم النظامي.
16 - عدم احترام خصوصية عدن القديمة مدينة كوزمبوليتينية للتعايش السلمي الآمن لكل الأجناس والطوائف، وذلك بصرف وتحويل المعابد والكنائس الدينية إلى الملكية الشخصية لبعض الأفراد، مثال على ذلك معبد اليهود بشارع الشيخ عبدالله وأماكن خاصة بالهندوس ومدرسة البادري في كريتر والبناء الخاص في محيط كنيسة المدينة.. ولعلنا في هذه الأيام نعيش مأساة معبد «جين» وذلك بعد صدور الحكم في محكمة عدن الاستئنافية بجواز منح هذا المعبد لأحد التجار بعد صرف وثائق الملكية من قبل وزارة الوقاف.
17 - استمرار السطو من قبل الأفراد دون رادع إداري على برج الصمت وهضبة عدن ومحيط صهاريج عدن وهضبة صيرة.
18 - تعدد الجهات المسئولة عن المعالم التاريخية في عدن، في الوقت ذاته يمكننا القول إنه لا توجد جهة رسمية تمارس مهامها فعليا على هذه المعالم والعمل على صونها وتوثيقها وعدم اتخاذ الإجراءات الرسمية مع الجهات الدولية لإدراج مكونات الموروث الثقافي لعدن ضمن قائمة التراث العالمي أسوة بالمدن اليمنية الأخرى.
19 - عدم الاستجابة للمطالب الأهلية ومنظمات المجتمع المدني بصون مدينة عدن القديمة «كريتر» ووقف العبث بها واتخاد الإجراءات الكفيلة بإعلان «عدن محمية تاريخية»، وفرض النظام والإجراءات المناسبة للمحافظة على موروثها الثقافي وفقا لقانوني المدن التاريخية والآثار.
20 - تعطيل العمل باللوائح الخاصة بتراخيص البناء والتغاضي عما يدور من هدر للموروث المعماري المتميز في عدن القديمة والسماح بإدخال عمارة دخيلة إليها ومواد بناء غير متصلة بالبيئة.
21 - انتشار العشوائيات في شوارع المدينة القديمة وجبالها وباعة الطرقات وفوضى الإعلانات ولوحات المحلات التجارية بما يتنافى مع خصوصية المدينة التاريخية.
22 - التصرف الخاطئ بهضبة عدن بهدف الاستثمار دون الاكتراث بمضمون الدراسة التاريخية والبيئية المرفوعة من قبل متخصصين.
23 - التهافت المحموم دون رادع على استغلال كل شبر في شوارع وجبال وبحار المدينة القديمة للأغراض الشخصية.
24 - التغاضي عن توجيه القطاع الخاص للاستثمار في صناعة مواد البناء التقليدية المتوفرة في المدينة وإغراق عدن القديمة بمواد لا صلة لها بموروثها.
25 - طمس الهوية الثقافية بكل ملامحها في هذه المدينة سعيا نحو إعادة كتابة التاريخ وفقا للشواهد الجديدة التي يتم إدخالها يوميا إلى المدينة.
26 - السكوت الرسمي التام عما يدور من عبث وإهدار في هضبة صيرة وقلعتها التاريخية باعتبارها بوابة عدن، لما تحتويه هذه الهضبة من دلالات طبيعية وتاريخية، وذلك بالتغاضي عن نحت الهضبة والإخلال بطبيعتها الجيولوجية وانتشار العشوائيات حولها حتى غطت سفوحها، وتوظيف الموقع توظيفا منافيا لطبيعته.
27 - عدم احترام أقدمية هذه المدينة في الأنشطة المؤسسية والثقافية والاجتماعية والرياضية، والمحافظة على الشواهد المتصلة بذلك، مما عرّض مباني الأنشطة الفنية والرياضية والثقافية للعبث والسطو والهدم.
28 - عدم احترام تاريخية المدينة في النشاط الإعلامي، وذلك بتحويل مبنى إذاعة عدن للملكية الشخصية لوزير إعلام أسبق.
29 - هدم مطار عدن الدولي المؤسس منذ عام 1926 وتسويره استعدادا للتصرف الخاص بأرضيته.
30 - تردي الخدمات البيئية العامة وانتشار الأمراض وانعدام الأمن والتسيب العام في مدينة سجل لها التاريخ السبق العام في هذا المضمار.
أدعوكم باسم أبناء عدن وباسم الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار، عدن التي دأبت على رفع صوتها للمطالبة بالحق الثقافي لهذه المدينة، وأنتم في عدن، أن تتمثل في أجندتكم الأوضاع العامة السابق ذكرها أعلاه، وذلك من خلال ما يلي:
أولا: حملات إنقاذ عاجلة للمدينة في مختلف الميادين «التعليمية، الخدمية، الصحية، الثقافية».
ثانيا: تطبيق النظام والقانون في إدارة المحافظة.
ثالثا: التخطيط السليم لإدارة شئون المحافظة.
رابعا: توجيه أعضاء الحكومة كل في مجاله المتصل بخدمة المواطن للجلوس معنا وتلمس المشكلات عن قرب ورسم خطة معالجة سريعة لهذه المشكلات.
* أمين عام الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى