حرب الإثنين الصنعانية

> علي بن شنظور

>
علي بن شنظور
علي بن شنظور
الحرب العبثية التي تدور بين أطراف الصراع بصنعاء، والتي بددت الكثير من المقدرات في ظل ادعاء حرص تلك القوى على المال العام ومحاربة الفساد، والحرب أكبر فساد في الأرض، حرمها الله بين المؤمنين.
هذه الحروب التي وصلت يوم الإثنين الماضي 19 يناير ذكرى الاحتلال البريطاني لعدن محيط دار الرئاسة بصنعاء أكدت صوابية ومصداقية من رفضوا أو قاطعوا مؤتمر الحوار الوطني من القوى الجنوبية، لعلمهم أن المشكلة تصبح بعد الحوار أكبر من قبله بسبب غياب مصداقية بعض أطراف الحوار بصنعاء، وليست حرب 94م بعيدة عنا حينما تحولت وثيقة العهد والاتفاق إلى وثيقة للدم والدمار للجنوب ودولته، وعلى الرغم من أننا في الجنوب ليس لنا علاقة بهذا الصراع الدموي ونبرأ إلى الله منه بسبب حرمة سفك الدماء، إلا أننا في الأخير نركب سفينة واحدة فإن غرقت ستغرق بالجميع، لذالك من الواجب علينا المشاركة في تقديم النصح للإخوة المتصارعين على السلطة، وذالك بعد سيطرة جماعة الحوثي على ما تبقى من شرعية للرئيس هادي، ونقترح الآتي:
- بما أن جماعة الحوثي ترفض الدستور الاتحادي ومشروع الأقاليم الستة فإن أغلب شعب الجنوب كذلك يرفضون الدستور والأقاليم الستة، ويطالبون بدولتهم المستقلة ولايعترفون بنتائج مؤتمر الحوار بسبب عدم مشاركتهم به، في الوقت نفسه يخوض الحوثي وجماعته صراعا مع الإخوة في محافظات مأرب والبيضاء وتعز، وهي المحافظات التي لم تسقط حتى الآن، وترفض تواجد الحوثين وتتمسك بأقاليمها الخاصة، وهذا يعني أن الأخ عبدالملك بدر الدين الحوثي أصبح فعليا الحاكم لصنعاء والمحافظات الشمالية، وإن عصت عليه المحافظات المذكورة لذلك، وبحكم أن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس انتقالي مؤقت لايتطلب إزاحته كل ذلك الحشد العسكري الحوثي فإننا نقترح عليه تسليمهم العلم الذي تسلمه من الرئيس السابق صالح أو رده لصاحبه، ويقول له هذا علملك الأمانة، خذه واتركني أهجع لي من الحروب المستمرة والمسؤولية أمام الله، كما لم نسمع أن رئيسا يختطف مدير مكتبه ومحاصر بيته من مسلحين بهدف محاربة الفساد، ومن أجل الدستور سوى في يمن الحكمة! حتى قذائف الدبابات والرشاشات تقتل المواطنين الأبرياء في الشوارع وفي بيوتهم، والقتلة في خير وأمان، بل حتى الكهرباء لا تنقطع في وقت المعارك، بينما وقت السلم في الظلام الدامس!.
- بحكم ما تقدم ذكره، لماذا لاتتقدم جماعة الحوثي بحكم أنها المسيطرة على الواقع في صنعاء بمبادرة تقضي بالتفاوض والحوار المباشر مع القوى الجنوبية التي ترفض مشروع الأقاليم الستة، ويعمل الجميع على بحث مستقبل الحل النهائي لقضية الجنوب، ويخرج الوطن من دوامة الصراع باسم الوحدة وباسم مكافحة الفساد والإرهاب ومخرجات الحوار التي هي حبر على ورق، وكذبة كبرى اتضح زيفها بسقوط شرعية الرئيس هادي الذي أوصل نفسه لهذا المأزق الذي لا يحسد عليه، فالدستور سيظل مرهونا برفض شعب الجنوب له أو قبوله مهما قرر الإخوة في صنعاء من مسودات.
- في حال فشلت كل الحلول للوصول لاتفاق نهائي لقضية الجنوب والموقف من الفدرالية فنرى أن ترحموا الشعب المظلوم في الجنوب وفي الشمال، وتعلنوا عن فك ارتباط سلمي بينكم بدلا من الحروب العبثية والصراعات غير المجدية على كراسي ونفوذ ومال وإعلام وسلطات لا تسمن ولا تغني الشعب من جوع وخوف وفقر ومرض، فالمواطن يهمه أن يعيش بكرامته وحريته، وأن يضمن مصالحه، وليس السلطة والخطابات التي داخ منها الشعب، وملَّ من الحروب والصراع، فارحموا الشعب المظلوم قبل أن تقفوا بين يدي الله جل جلاله الجبار المنتقم، فلن تنفعكم القوة الزائلة، فهو ولينا ونعم النصير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى