اتفاق بين الرئيس والحوثيين يلزم بإطلاق بن مبارك وسحب النقاط .. تحقيق مطالب الحوثيين وأبرزها تعديل مسودة الدستور والشراكة بمؤسسات الدولة.. مجلس التعاون الخليجي: ما حدث في اليمن انقلاب على الشرعية

> صنعاء«الأيام»

> بات اليمن رئيسا وحكومة وسلاحا في قبضة جماعة الحوثيين “انصار الله” بعد سيطرة الجماعة على مقرات صنع القرار السياسي بصنعاء، وتلويحهم بإزاحة الرئيس عبدربه منصور هادي في حال لم يستجب لمطالبهم.
وتطورت الأحداث بصنعاء على نحو متسارع انتهى بالسيطرة على منزل الرئيس هادي الواقع بشارع الستين بصنعاء إثر اشتباك مع حراسته مما خلف قتلى وجرحى.
وكانت وكالة فرانس برس قد ذكرت أمس الأربعاء نقلا عن مصادر طبية وأمنية يمنية: “ان حصيلة المواجهات مع الحوثيين بصنعاء يومي الاثنين والثلاثاء بلغت 35 قتيلا و94 جريحا”، فيما كانت حصيلة سابقة قد أشارت الى مقتل 18 شخصا خلال التصعيد الحوثي الذي انتهى بالسيطرة على دار الرئاسة الثلاثاء.
وتمت سيطرة الحوثيين على المنزل بعد ساعات من بسط نفوذهم على دار الرئاسة حيث يمارس هادي مهامه، واستيلائهم على أسلحة وآليات اللواءين الأول والثالث المكلفين بحمايته.
كما أحكم الحوثيون قبضتهم على القصر الجمهوري القديم مقر رئيس الحكومة خالد بحاح دون مقاومة وفرض مسلحوهم حراسة على بواباته، وباتوا يتحكمون في الدخول إليه والخروج منه.
وتضاربت الأنباء بشأن وضع الرئيس عبدربه منصور هادي، فبينما ذكر بعض المسؤولين إن مسلحي الحوثيين يحتجزونه تحت الإقامة الجبرية، أفاد آخرون بأنه لا يزال في السلطة ولم يحتجز.
ولم يرد أي تعليق رسمي من الرئيس هادي نفسه حتى الآن، منذ أن حاصر الحوثيون منزله القريب من دار الرئاسة في صنعاء الثلاثاء، لكن مصدرا مقربا من الرئيس قال في تصريح لقناة (بي بي سي): “الرئيس هادي موجود في منزله بصنعاء، وإنه مصر على البقاء في عاصمة البلاد ، وإنه لن يغادرها مطلقا بالرغم من التطورات الحالية”، مؤكدا إن الرئيس هادي حريص على ممارسة مهامه الشرعية والدستورية لإيصال البلاد إلى بر الأمان وتجنيبها حربا أهلية.
وأضاف المصدر: “الرئيس يشدد على أهمية إقرار الدستور الجديد للبلاد بموافقة كل القوى السياسية، وترتيب الأجواء الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية ونيابية حرة ونزيهة بعد استكمال متطلبات المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة وقرارات الحوار الوطني”.
في وقت لاحق بثت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الحكومية والتي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، خبرا مفاده إن الرئيس هادي اجتمع أمس الأربعاء بمستشاريه ممثلي المكونات السياسية بمن فيهم الحوثيون، ولجنة مأرب الرئاسية، مبينة أن الاجتماع الذي استمر يومين انتهى بإصدار بيان يتضمن الاتفاقات التي تم التوصل إليها لمعالجة مختلف القضايا.
وفي ما يلي نص البيان الصادر عن الاجتماع والذي نشرته وكالة أنباء “سبأ”:
“اجتمع رئيس الجمهورية على مدى يومين متتاليين مع مستشاريه ولجنة مأرب الرئاسية وتم خلال هذه الاجتماعات المتواصلة استعراض الأوضاع التي تعيشها صنعاء والتي عطلت السير الطبيعي للعمل اليومي في كافة مرافق الحكومة وأجهزتها، ومن اجل وضع نهاية لهذه الحالة المؤسفة فقد توصلت المناقشات الى الاتفاق على ما يلي:
1. الدستور: مسودة قابلة للتعديل والحذف والتهذيب والإضافة من قبل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وحذف وإضافة أي نصوص في المسودة لم تتضمنها وثيقة مخرجات الحوار الوطني.
2. مسودة الدستور خاضعة للتوافق بين كافة المكونات وفي حالة عدم التوافق يرفع الأمر للأخ رئيس الجمهورية وهيئة رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار، بعد تصحيح وإقرار اللائحة الداخلية للهيئة الوطنية وفقاً لاتفاق السلم والشراكة.
3. يتم التأكيد في مسودة الدستور على أن اليمن دولة اتحادية طبقاً لمخرجات الحوار الوطني.
4. توسيع العضوية في مجلس الشورى خلال مدة أقصاها اسبوع واحد وفقاً لمخرجات الحوار.
5. لأنصار الله والحراك الجنوبي السلمي وبقية المكونات السياسية المحرومة من الشراكة في مؤسسات الدولة حق التعيين في كل مؤسسات الدولة بتمثيل عادل وفقاً لما تضمنته وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، وتبدأ عملية اتخاذ إجراءات التعيين طبقاً لما ورد أعلاه بصورة فورية.
6. فيما يتعلق بمحافظة مأرب على اللجنة الوزارية تقديم تقريرها للرئيس وإصدار قرارات وفقاً لاتفاق السلم والشراكة والملحق الأمني خلال أسبوع.
7. على ممثلي المكونات السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة وضع آلية تنفيذية لتطبيق الشراكة في مؤسسات الدولة، ويرفع للأخ الرئيس للتنفيذ خلال أسبوعين.
8. يلتزم الأخوة أنصار الله بالآتي:
1. الإطلاق الفوري للأخ الدكتور أحمد عوض بن مبارك.
2. سحب اللجان الشعبية من الأماكن الآتية:
‌أ. سحب كافة المواقع المطلة على منزل رئيس الجمهورية.
‌ب. الانسحاب من دار الرئاسة والقصر الجمهوري الذي يسكن فيه رئيس الوزراء.
‌ج. معسكر الصواريخ.
‌د. الانسحاب من كافة النقاط المستحدثة من قبل أنصار الله يوم 19 /1 /2015م.
9. تطبيع الأوضاع في صنعاء على النحو الآتي:
ـ عودة الحكومة وكافة مؤسسات الدولة الى ممارسة عملها بصورة سريعة.
ـ دعوة كافة موظفي الدولة والقطاع العام والمختلط للعودة الى أعمالهم، وكذا فتح المدارس والجامعات.
ـ تقوم اللجنة الأمنية بالتنسيق مع الأخوة في اللجان التابعة لأنصار الله بتنفيذ ذلك.
ويرى مراقبون ان البيان جاء مترجما لما سعى الحوثيون الى تحقيقه من وراء التصعيد الأخير، والمتمثل بالسيطرة على مؤسسات صنع القرار السياسي، مشيرين الى المطالب الأربعة التي وردت في الخطاب التلفزيوني الذي القاه عبدالملك الحوثي، مساء الثلاثاء، وطلب فيه من الرئيس هادي تحقيقها على وجه السرعة، وإلا فإن كل الخيارات متاحة ضده”.
وتضمنت تلك المطالب تصحيح وضع الهيئة الوطنية للإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار، وتعديل مسودة الدستور، وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة، وإجراء تغييرات أمنية وعسكرية.
الى ذلك ذكرت مصادر مطلعة أن رئاسة الوزراء ألغت اجتماعها الاسبوعي امس الأربعاء نتيجة الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد عقب سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة والقصر الجمهوري مقر رئيس الحكومة، مشيرة الى أن رئيس الوزراء خالد بحاح دعا وزراءه إلى الاستمرار في العمل من مكاتبهم.
في هذه الأثناء أفاد مصدر مقرب من رئيس الوزراء اليمني، خالد بحاح، بأن رئيس الحكومة غادر مقر سكنه داخل القصر الجمهوري القديم، بعد ثلاثة أيام من حصار فرضه مسلحون حوثيون على القصر وسكن رئيس الحكومة.
وكانت تطورات الأحداث باليمن مثار نقاش ومداولات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومقر الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق وصف وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ما حدث في اليمن بأنه انقلاب على الشرعية، وطالبوا الحوثيين بوقف استخدام القوة وسحب قواتهم وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها، وأكدوا دعمهم الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي.
وزراء مجلس التعاون الخليجي
وزراء مجلس التعاون الخليجي

وأعلن بيان لوزراء الخارجية الخليجيين أن مجلس التعاون سيوفد الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني لاستكمال ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.
وأكد البيان ان مجلس التعاون لا يزال متمسكا بمبادرته حول اليمن، وحريصا على تنفيذها، ولم يلمح لإجراء أي تعديل عليها، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية تعهدوا باتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لحماية أمن اليمن واستقراره.
وطالب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أيضا بالإفراج عن أحمد بن مبارك مستشار الرئيس اليمني المحتجز لدى الحوثيين منذ الأسبوع الماضي، ورفع نقاط التفتيش عند مداخل صنعاء وداخلها ورفع النقاط الأمنية وتطبيع الأوضاع الأمنية.
تجدر الإشارة الى أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي شارك فيه د. خالد بن محمد العطية، وزير خارجية قطر رئيس الدورة الحالية، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت، يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل ثاني وزير خارجية مملكة البحرين والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية السعودي، بالإضافة إلى مشاركة وزير خارجية اليمن عبدالله الصايدي.
الى ذلك دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي جميع الأطراف اليمنية الى “احترام السلطات الشرعية للدولة” وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء معربا عن استنكاره الشديد “للأعمال العدائية التي تحاول فرض إرادتها بقوة السلاح” على الشعب اليمني ومؤسساته الدستورية.
وفي بيان أصدره أمس نبه العربي من المخاطر الناجمة عن استمرار القتال حول مقر رئاسة الجمهورية اليمنية ومحاصرته من قبل جماعة (أنصار الله) إضافة الى حصارها المفروض على مقر إقامة رئيس الوزراء اليمني خالد محفوظ بحاح وكذلك استمرار احتجازها لمدير مكتب رئيس الجمهورية احمد عوض بن مبارك.
وناشد جميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية وقف الأعمال العسكرية “فورا” وتغليب المصالح العليا لليمن فوق أي اعتبار وذلك عبر الاحتكام الى الحوار الوطني والوسائل السلمية لحل الخلافات السياسية.
ودعا الى تنفيذ مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية “التي تشكل جميعها الأساس الحقيقي لضمان أمن واستقرار اليمن”.
من جهة أخرى أفاد مصدر في مقر الأمم المتحدة بأنه من المقرر أن يصل المبعوث الأممي جمال بنعمر صنعاء في وقت لاحق للوقوف على آخر التطورات التي تشهدها البلاد، وإجراء لقاءات مع هادي والمكونات السياسية اليمنية لبحث مخرج للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان كي مون، للصحفيين، إن المبعوث الأممي بنعمر في طريقه للعودة إلى اليمن في أقرب وقت ممكن، وسط مخاوف من انزلاق البلد إلى الفوضى بعد يوم ثان من العنف في صنعاء.
من جانبها أكدت الخارجية الأمريكية أن عبدربه منصور هادي الرئيس الشرعي في اليمن وأن واشنطن على اتصال وثيق به.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، في تصريحات صحفية أمس الأربعاء، “هادي ما يزال رئيس البلاد وما زلنا على اتصال معه”.
وأضافت أن التعاون الأمريكي مع اليمن في مجال مكافحة الارهاب مستمر في الوقت الحالي. ويكتسب هذا التعاون أهمية كبيرة بالنسبة للجهود الأمريكية ضد المرتبطين بتنظيم القاعدة في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى