الحقيقة البشعة

> م. جمال باهرمز

>
م. جمال باهرمز
م. جمال باهرمز
في كثير من الأحيان من يؤرخ ويكتب التاريخ هو المنتصر ومؤرخوه وكتابه وإعلاميه.
وفي حالتنا بعد الوحدة المغدور بها استطاعت الآلة الإعلامية والاستخباراتية المرصودة تعمدا لعصابة صنعاء الحاكمة أن تجعل بعض أبناء الجنوب يصدقون أن دولتهم قبل الوحدة كانت دولة ظلم وبطش واحتكار وغيره.
وكان الحزب الاشتراكي هو من يمثل الجنوب ولم يستدرك قادته وأعضاؤه ما يعتمل من تآمر على الوحدة، وعليهم وعلى الجنوب أرضا وإنسانا فقد أبهرتهم السيارات الحديثة والشقق الفاخرة والأثاث المستورد والنية الطيبة، ولم يتنبهوا إلا بعد توالي كوارث اغتيالات كوادرهم وكوادر أبناء الجنوب ثم الدخول في حرب 1994م المخطط لها سلفا من قبل الوحدة مع عصابات الإرهاب في الخارج.
أيضا كثير من أبناء الشعب في الجنوب زغللة أعينهم رؤية التفاح والليم وبسكويت أبو ولد وعصير المانجو وغيره، ولم يتنبهوا أن هذه الأشياء ماهي إلا قشور تخفي تحتها أنفس خائسة وعطبة، وأن المقابل هو ضياع ما تحت أيديهم من نعمة مثل توفير الرعاية الاجتماعية على أعلى مستوى والمسكن والمأكل المتوفر والمشرب النظيف والتأمين الصحي والتعليم.
وبعد سنوات من الاضطهاد والظلم تبين لأبناء الجنوب الحقيقة البشعة وهي:
1 - إن دولة الوحدة لم تكن إلا وحدة مع عصابة في الشمال، وأرض وثروات الجنوب، وأن هذه الدولة في الشمال لم تكن إلا حديقة خلفية لدول الجوار تتحكم في كل صغيرة وكبيرة فيها، وأن شعبنا هناك مغيب.
2 - إن جيشها مجرد مليشيات تتبع النافذين تستقر في المدن لتنفيذ أجندة قادة العصابة واسيادها في الإقليم والعالم، والحدود تحرسها وتستقطعها الدول.
3 - إن من يدير المديريات والمقاطعات شيوخ يستلمون رواتب من دول أجنبية لرعاية مصالح هذه الدول ومؤسسات الدولة خاضعة لرغبة هؤلاء المشايخ والقادة العسكريين، والذين بعضهم ضرب به المثل في رعاية مصالح الدول أكثر من أبناء هذه الدول نفسها.
4 - مطارات ومنافذ وسواحل هذه الدولة هي مرتع لوصول وسفر كثير من إرهابيي العالم من جنسيات مختلفة، والذين يحظون بالرعاية ويقيمون في معسكرات للتدريب وتنفيذ مهام ما تريده العصابة، بل إن بعضهم لديه الجنسية اليمنية، وأصبح مسئول في أجهزة الأمن والجيش والمؤسسات المدنية، وهو من يعرقل إقامة دولة ونظام.
5 - بحار وسواحل وجزر هذه الدولة تستعمل لنقل وإيصال تجارة السلاح والمخدرات والإرهابيين من وإلى العالم.
6 - وزارات هذه الدولة كراسي تورث للأبناء، ومجالس نواب تجد فيها عائلات بكامل أفرادها.
7 - المليشيات الطائفية المسلحة هي السمة الأبرز، وهي من تحكم، وآخر صرعاتها اختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية، ومحاصرة الرئيس والتنصت على مكالماته الخاصة.
8 - دولة لا تنتج إلا فتاوى القتل والإبادة، ثم يأتي في الأخير أحد شيوخ هذه الفتاوى المستفيد من الإيرادات الشهرية للنفط المنهوب من الجنوب ليغرد (الوحدة فرض عين، والانفصال ردة وكفر) أو سياسي ناهب للأراضي في الجنوب ليقول (إن الانفصال خيانة لدماء الشهداء)، أو يكتب أحد الكتاب المرتزقة (لماذا الجنوبيون لا يشكروا دولة الوحدة بعد أن حررتهم من قبضة الاشتراكية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى