> ثبت أن العالم كله يتغير إلى الأفضل، لأن هناك شعوبا حية وهناك إرادة وطنية، وما أصعب الحديث عن الوطن والوطنية، لأن ذلك مرتبط بالانتماء والولاء، ولأن تلك الشعوب لها تاريخ واحد لا تاريخ مجزأ ونضال خاضته أحزاب وقادة، أي قائد لكل شعب وليس (20) قائدا للشعب الواحد، إذا افترضنا أن هناك شعبا.
عندما أتحدث عن شعب استشهد مثلا بماليزيا، ومساحتها (332) ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها (29) مليون نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي (305) مليارات دولار.
خذوا مثلا فيتنام دولة لها تاريخ مرتبط بالإثنية الفيتنامية، مساحتها (329) ألف كيلو متر مربع، وسكانها (89) مليون نسمة، لا يوجد فيهم متسول وناتجها (171) مليار دولار.
خذوا كوبا، لها تاريخ واحد وليس متعددا، ومساحتها (110) آلاف كيلومتر مربع، وعدد سكانها (11) مليون نسمة، وناتجها (68) مليار دولار.
هناك تشيكيا مساحتها (78) ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها (11) مليون نسمة، وناتجها (196) مليار دولار.. وهناك سلوفاكيا مساحتها (49) ألف كيلومتر مربع، وتعداد سكانها (5) ملايين ونصف المليون نسمة، وناتجها (91) مليار دولار.
هناك كيانات كانت ضمن كيان ورفعت شعار الانفصال في مطلع التسعينات من العام الماضي في إطار قارة أوربا وحققت شعوب تلك الكيان في هدفها بالانفصال منها:
سلوفينيا ومساحتها (20) ألف كيلومتر مربع، وسكانها مليونا نسمة، وناتجها (45) مليار دولار.
كرواتيا مساحتها (56) ألف كيلومتر مربع، وسكانها (4) ملايين نسمة وناتجها (59) مليار دولار.
ليتوانيا مساحتها (65) ألف كيلومتر مربع، وسكانها (3) ملايين نسمة وناتجها (46) مليار دولار.
لاتفيا مساحتها (64) ألف كيلومتر مربع، وسكانها مليونا نسمة، وناتجها (31) مليار دولار.
استونيا مساحتها (45) ألف كيلومتر مربع، سكانها مليون ونصف المليون نسمة، وناتجها (24) مليار دولار.
هذه الشعوب تستحق كل الاحترام ولم تدخل دائرة التلوث والهلوسة لأنها اتسمت بالآتي:
1 - إنها قوميات وكل قومية لها لغتها.
2 - لها رؤيتها وتمسكت بها.
3 - برهنت للعالم أجمع بأنها شعوب لها مطالبها تعبر عنها سلميا وفق برامج تثبت صدقيتها وصحتها.
4 - لها حاملها السياسي ويتقدمه قائد سياسي واحد.
5 - لم يظهر أي قائد على الشاشة الصغيرة يوميا أو كل يومين ليثرثر، فالشعب الناضج يكون قائده ناضجا عاملا وليس صارخا ثرثارا.
6 - إن مساحات دول تلك الشعوب متواضعة، ولم تتعرض للبسط والنهب والمتاجرة والسمسرة، كما هو حال الأرض عندنا.
7 - إن تلك الشعوب تؤمن بعصرية المفاهيم وعلميتها ومن ضمنها التنمية المستدامة (أي أن الثروة أمانة في أعناقنا نسلمها للأجيال القادمة)، ولا توجد التنمية المستدامة في قاموس القبيلة عندنا.
8 - إن الأرض في تلك البلدان موزعة على وحدات سكنية وطرقات وحدائق ومتنفسات ودور حضانة ورياض أطفال ومرافق تعليم وتعليم فني وتدريب مهني وتعليم عال ومصانع ومزارع مع وجود احتياط لأي توسع مستقبلي واستخدام الأرض سيئ للغاية.
يا قوم ألا تستحق هذه الشعوب أن نرفع لها القبعات لأنها شعوب محترمة خالية من “طلبة الله” BEGGING.