الخليج والمتغيرات في اليمن

> د.شملان يوسف العيسى

>
د.شملان يوسف العيسى
د.شملان يوسف العيسى
المتغيرات السريعة في المنطقة العربية تتطلب من دول الخليج إعادة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية لتخطي المخاطر التي تواجه هذه الدول ومن أهم التحديات التي تواجه دولنا الصعود السريع للنفوذ الإيراني في المنطقة بعد سقوط اليمن في أحضان النفوذ الإيراني بعد سقوط كل من سورية والعراق ولبنان تحت وصاية طهران.
السؤال، ما السياسات الخليجية المتوقعة تجاه التطورات المتسارعة في اليمن؟ وهل تملك دول الخليج رؤية مشتركة متفق عليها تجاه ما يحدث في اليمن؟ وأين تتفق دول الخليج مع إيران وتختلف عنها خصوصاً وأن هناك دولا خليجية ترتبط بعلاقات وثيقة وخاصة مع إيران. هل باستطاعة دول الخليج اليوم تشكيل محور عربي فعال لاحتواء التمدد الإيراني في المنطقة خصوصاً وأن إيران تستغل عامل الدين والمذهب ودعم الأقليات في المنطقة العربية لتعزيز موقعها مما خلق أزمة بين دول الخليج وإيران.. لأن دول الخليج تعتبر تدخل إيران في شؤونها المحلية اختراقا لسيادة هذه الدول.
السياسة الإيرانية في المنطقة متناقضة ومزدوجة ففي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني سعيه إلى خلق أجواء إيجابية وتحسين علاقته مع دول الجوار الخليجية نجده في نفس الوقت يهاجم السعودية والإمارات لدعمهم لنظام صدام حسين في حربه ضد إيران.. ففي الوقت الذي يبعث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رسالة تهنئة للرئيس الإيراني بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 يقوم مرشد الثورة الإيرانية على خامئني باستقبال مجموعة من المعارضة البحرينية بارك فيها قوتهم وصمودهم!
دول الخليج العربية حاولت تحصين نفسها من امتداد النفوذ الإيراني عن طريق عقد تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، من المفارقات الغربية أن الحليف الأمريكي لا يريد مواجهة إيران حالياً بل إن كل تركيزه منصب في محاربة تمدد الدولة الإسلامية (داعش) في المنطقة.. الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع وفد أمريكي كبير لتقديم العزاء للقيادة السعودية شملت مباحثات سياسية تناولت عدة قضايا بينها الحرب على الإرهاب والتطورات الأخيرة في اليمن.
علينا أن نفهم في الخليج أن الموقف الأمريكي تجاه إيران يعود إلى تغير في هيكل مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية وسعيها لاقتناص البدائل التي يتبعها التوافق مع إيران وخفض عبء المواجهة معها أكثر مما يعكس انتصاراً لأي طرف من الطرفين في الصراع الممتد بينهما.. اهتمامات الولايات المتحدة في المنطقة انحصرت في أمن اسرائيل بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن سياسة إدارة التغيير في المنطقة وتم خفض التورط الأمريكي في المنطقة.
مطلوب من دول الخليج العربية تقوية الجبهة الداخلية باتباع نهج إصلاحي يركز على مفهوم المواطنة لتقريب شعوب المنطقة لحكامهم وإبعاد كل المحاولات الخارجية للتمدد في بلداننا.
* عن الوطن الكويتية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى