صورة من قريب.. لعنة التزوير تطارد مسابقات الفئات العمرية لكرة القدم.. التزوير له آثار تدميرية بالغة على تربية وأخلاقيات الأجيال

> كتب / عوض بامدهف

> يبدو أن قدر مسابقات الفئات العمرية للبراعم والأشبال والناشئين والشباب في عدن تلاحقها وتطاردها لعنة التزوير وتفسد أجواءها ومجالات تنافساتها .. ففي كل مرة ينظم فيها ويقيم إتحاد عدن الكروي مسابقات البراعم والأشبال والناشئين والشباب لأندية عدن ، تجد أن التزوير يقف لها بالمرصاد ليعرقل سير مشوارها ويبتعد بها عن أهدافها المرجوة.
**ظاهرة ملازمة :
كم هي غريبة تلك الطريقة التي تتعامل بها الأندية مع مسابقات الفئات العمرية بمختلف درجاتها براعم - أشبال - ناشئون - شباب..ففي الوقت الذي تملأ فيه هذه الأندية المكان والزمان ضجيجاً وصخباً وكلاماً ، لا أول له ولا آخر حول أهمية إقامة وتنظيم مسابقات الفئات العمرية من أجل التحقيق الأمثل والموفق للتطور الكروي المنشود وذلك باعتبار أن الفئات العمرية هي الرافد الأساسي لضمان تواصل العطاء والإبداع في ساحات التنافس الكروي وبوتائر عالية.
ورغم السيل العارم والجارف للدعوات الحارة إلى ضرورة تواصل واستمرارية إقامة تنظيم مسابقات الفئات العمرية من قبل إتحاد عدن الكروي فإن التزوير والذي تحول إلى ظاهرة مزمنة تتكرر بشكل تلقائي وتحت سمع وبصر الجميع ومباركة البعض دون أن يحرك أحد ساكناً ،

وإن تكرار ظاهرة التزوير ، والتي تترافق وتتزامن ، مع كل مسابقات الفئات العمرية ، وذلك من خلال إصرار البعض على ارتكاب فعل التزوير السيء مع سبق الإصرار والترصد ، والنية المبيتة ، وذلك عبر تقديم وثائق مزورة.
وهذا الأمر يدفع بقيادة إتحاد عدن الكروي إلى القيام بأعمال هي خارج دائرة إختصاصها ، بحيث تتحول هذه القيادة ، لممارسة أعمال السجل المدني والبحث الجنائي وكذا البحث في أرشيف سجلات التربية والتعليم ومؤسساتها التعليمية ، ويا لها من مهام شاقة وصعبة ، ولكن لا بد مما ليس منه بد.
**تزوير بالجملة :
ولقد ساد الظن والإعتقاد بأن تشهد مسابقات الفئات العمرية التي أقدمت على تنظيمها قيادة إتحاد عدن الكروي هذا العام بعد تحضيرات واسعة ، وإعداد جيد إمتد لفترة زمنية طويلة بذلت خلالها جهوداً كبيرة وإجتماعات متواصلة حررت فيها محاضر كثيرة ، إستهلكت الكثير من الحبر والأوراق ، حيث سادت الأجواء تباشير وبوادر الثقة والإطمئنان بأن هذه المسابقات هذه المرة سيكون حالها ووضعها أفضل من سابقاتها،

لتدور بعد ذلك عجلة المنافسات ، ولتلعب المباريات ، في أغلب ملاعب أندية عدن وشرع البراعم والناشئون في سعيهم ، لحصد النقاط وتسجيل الأهداف..وفي ظل هذا الزخم المتعاظم من الضجيج والصخب الكروي السائد ، ودون مقدمات ، فوجئ كل من له صلة من قريب أو بعيد بهذه المسابقات وكذا الوسط الكروي العدني بالتزوير ، يطل بوجهه المقيت والكئيب ليكتشف القائمون على إدارة هذه المسابقات ، أن التزوير هذه المرة فاق كل ما كان متوقعاً حيث سقطت أربعة من أندية عدن العريقة وهي التلال ووحدة عدن والشعلة والمنصورة في مستنقع التزوير ..
وبشجاعة كبيرة تعاملت لجنة المسابقات واتحاد عدن الكروي مع واقعة التزوير وبالجملة المدوية والتي خيبت كل الآمال.
إن التزوير له آثار تدميرية على بناء وتربية وأخلاقيات الأجيال الناشئة وأن الذين يقومون به هم عناصر ، تتعامل مع مسابقات الفئات العمرية بانتهازية واضحة جراء سعيهم المشبوه لتحقيق المكاسب التافهة والآنية على حساب مصلحة الأجيال الناشئة ، الأمر الذي يوقع الجميع في المحظور مع مطالبة إتحاد عدن الكروي ، بالعمل على تشديد العقوبات على كل من يقوم بالتزوير وذلك على طريق التخلص من هذه الظاهرة اللا أخلاقية والمقيتة ، لضمان إقامة مسابقات الفئات العمرية ، في ظل أجواء نقية ونظيفة تسودها أخلاقيات الرياضة والروح الرياضية العالية.

**كتب / عوض بامدهف**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى