بالوثائق .. بعد (16) عامًا مضت على غلق القضية ..«الأيام الرياضي» تُعيد ملف مسبح حقات إلى الحياة: رغم التوجيهات الرئاسية وترسيم الحدود (مسبح حقات) جزء من الأرض مفقود !!

> كتب / آزال مجاهــد

> يعاني التلاليون في كل مرحلة تاريخية كثيرًا، وخصوصًا في تلك المراحل التي تقع بين فترات زمنية (سياسية) فارقة يمر بها هذا الوطن من شتى النواحي المتعلقة بوجود، وتواجد هذا النادي ورجالاته ضمن قوام الأندية الرياضية التي يقع على كاهلها عادة (ثُقل) شريحة الشباب، والرياضيين الأكبر بين شرائح المجتمع، والشعب إجمالاً.
تحمل هذا النادي منذ العام (1975م) بحكم المتغيرات التي كان يمر بها جنوب الوطن العديد من القضايا الوطنية بامتياز، وبالذات تلك المتعلقة بعكس الصورة الحقيقية للنظام السياسي (القوي) من خلال قوة نادي التلال الرياضي الثقافي، وتفوقه واقعًا على الأرض وحصده للقدر الأكبر من البطولات والكؤوس، وكذا القلوب التي تنبض حبًا له قبل حلول العام (1990م) وبعده، وهو ما جعل هذا النادي محط أنظار الجميع بداية بالمواطن اليمني البسيط، ومرورًا بالتلالي السعيد الذي أعتاد أن يفاخر بناديه الوطني، وانتهاء بالمسئول (العبيط) الذي تخيل في فترة زمنية معينة أن ناديًا كنادي التلال سيقبل أن يعيش في الظل تحت ضغوط مرحلة (لعينة) معينة أخذت من التلال أكثر مما أعطته.
«الأيام الرياضي» تحصلت على وثائق مهمة تحاكي فترات زمنية مختلفة مرت على هذا النادي، وبالتحديد على منشأته (مسبح حقات) التي كانت تابعة إداريًا لبلدية عدن، وبالتالي محافظ المحافظة في حينه طه أحمد غانم، وهي ذات المنشأة التي يقوم التلاليون عليها دون قعود حاليًا بعد أن عادت ملكيتها إليهم بموجب محضر تسجيل وتوثيق عقار مملوك للدولة ورقمه (2032) بتاريخ 26/5/2008م وإدعاء أحد رجال (المال) والأعمال أحقيته بإدارة المنشأة بموجب اتفاقية أبرمها مع محافظ محافظة عدن الأسبق طه غانم (1994-2003م).
وكيل المحافظة أحمد الضلاعي و رئيس اللجنة التلالية المؤقتة عبدالله ابراهيم ( 1998-1999 ) و محافظ محافظة عدن 
طه غانم ( 1994 - 2003 )
وكيل المحافظة أحمد الضلاعي و رئيس اللجنة التلالية المؤقتة عبدالله ابراهيم ( 1998-1999 ) و محافظ محافظة عدن طه غانم ( 1994 - 2003 )

* في صبيحة يوم (19) أغسطس من العام 2007 كان للتلاليين أن يلتقوا برئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح بعد نجاحهم في تحقيق بطولة كأس رئيس الجمهورية للمرة الأولى في تاريخ النادي العريق (الغريق) في ذات الموسم (2006/2007) بسقوطه إلى الدرجة الثانية بعد موسم استثنائي خاضه التلاليون ضد الجميع وأولهم أحمد صالح العيسي أفضى إلى هبوط التلال بعد مباراة فاصلة شهيرة جمعته بنادي وحدة صنعاء وأثارت العديد من التساؤلات عن الغرض من (تركيع) التلال، والتلاليون في فترة كان يتولى فيها العميد أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري الرئاسة الفخرية للتلال!، قبل أن يحقق الفريق بطولة كأس رئيس الجمهورية على حساب نادي الهلال الساحلي الذي عرف من خلاله رئيس الاتحاد اليمني العام لكرة القدم أحمد صالح العيسي (كرة القدم)..! وكذلك الوصول إلى سدة حكم الكرة اليمنية المتواصلة لثلاث فترات تزيد (ما تنقصش) ! حينها كان التلاليون وكأن لسان حالهم يقول: «هذا الكأس لإعادة البأس لنادٍ سيفتقده كل الناس»، عطفًا على الحالة البائسة التي كان يعيشها النادي الأعرق على مستوى الوطن، وما كان من الرئيس، وابنه سوى إعادة النظر بشكل جاد بعد الإطلاع على تفاصيل (الهبوط التلالي الحاد) بمستوى الدعم المقدم لنادٍ عُرف عنه في زمن مضى بأنه (مرآة) الرياضة اليمنية، وكرة القدم على وجه الخصوص، ونظام الدولة بشكل أدق.
*ضرب التلاليون في صبيحة ذلك اليوم (عشرة) عصافير بحجر واحد حينما التقوا بقيادات الدولة جميعها بترتيبات خاصة أشرف عليها شخصيًا العميد أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري، الذي حرص من موقعه كرئيس فخري لنادي التلال أن يعيد ماء وجه الفريق، ويخفف وطأة سقوطه المدوية إلى دوري (الحرافيش) لأول مرة في تاريخه المئوي، وامتصاص غضب الشارع الرياضي اليمني الذي كان يعلم بكافة تفاصيل حكاية (المدد) التي أسقطت نادي البلد بسبب عناد (شيخ العباد)، فكان أن تمَّ خلال عدد من اللقاءات الإطلاع عن كثب على الحالة العامة التي يعيشها التلاليون، ومن ضمنها عدم توفر أي مشاريع استثمارية تعيل النادي سوى (دكاكين) وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد الرحمن الأكوع! في ظل وجود مدينة كاملة بالإمكان الاعتماد عليها كاستثمار طويل الأمد يضمن من خلاله التلال والتلاليون الاستمرارية في زمن (العمدة) وشيخ الغفر.
العقود
العقود

*تحدث التلاليون إلى رئيس الجمهورية كثيرًا، وعوضًا عن استمرار الحديث أكثر من اللازم في ظل وجود (الماء) وبطلان استمرارية تيممهم قام رئيس الجمهورية الأسبق علي عبد الله صالح بإصدار توجيهاته الفورية بأن يتم منح نادي (الوطن) - كما ذكر حرفيًا - منطقة حقات بشكل كامل (مسبح + ملاعب)، وقد تمَّ فعليًا أن أصدر مكتب رئاسة الجمهورية رسالة خاطب فيها كلاً من: (وزير الشباب والرياضة - رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني - قائد الحرس الجمهوري - محافظ محافظة عدن) بأن يتم تمكين نادي التلال بعدن من منطقة حقات لممارسة أنشطته فيها، واستثماره بالطريقة التي يراها النادي لصالحه، ومنحهم كافة التسهيلات والتعاون معهم حسب الوثيقة المرفقة.
*وجه مدير عام فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني في محافظة عدن شيخ بانافع رسالة إلى محافظ محافظة عدن في حينه وهو الدكتور عدنان الجفري بتاريخ 4/5/2008 يستفسر فيها عن توجيهات رئيس الجمهورية، وعما إذا كانت تلك التوجيهات (تُمكن) نادي التلال من الموقع المذكور دونما توثيق بحجة أن التوجيهات لم تقضِ بتوثيق الموقع خوفًا من تجاوز التوجيهات سهوًا، أو غفوةً من قبل الهيئة العامة للأراضي كما جاء في الرسالة، وعليه فقد تمَّ عرض الأمر على المحافظ للتوجيه ولإخلاء المسئولية، وهو ما تم الرد عليه في تاريخ 12/5/2008 من قبل المحافظة جاء فيها: « للعمل حسب التوجيه».. بعد توضيح موجه إلى مدير الهيئة شيخ بانافع ينص على تسليم نادي التلال الموقع حسب التوجيهات التي نصت على (تمكين) الموقع، وترسيم حدوده عبر محضر تسليم، وهو ما تمَّ لاحقًا بين الهيئة كطرف أول، ونادي التلال كطرف ثاني.
التوجيهات
التوجيهات

*لم يكن التلاليون على معرفة (كاملة) بتفاصيل الحالة التي وصل إليها الموقع قبل ذلك اليوم، وخصوصًا أن جزء من (الأرض) كان مفقود !، وتلك المفاجأة راجعة أن إحدى الإدارات المؤقتة التي تعاقبت على النادي في الفترة ما بين (1998-1999) وبالتحديد إدارة الأخ عبد الله إبراهيم التي جاءت بقرار من مدير عام مكتب الشباب والرياضة الأخ أحمد الضلاعي في فترة تمَّ فيها منح جزء من (أرض) المنطقة لأحد المستثمرين بمقابل مادي (بخس) مقداره (300.000) ريال فقط لا غير! رغم أن المساحة كانت (30 × 75 متر مربع) من ناحية، ومن ناحية أخرى تمَّ توقيع عقد من قبل محافظ محافظة عدن السابق طه غانم مع أحد المستثمرين ينص على أن يقوم المستثمر بتشغيل منشأة مسبح حقات لمدة (30) عامًا بمقابل (40.000) ريال بالشهر! ليس ذلك فحسب، فالعقد أيضًا قد نص على أن يتم إسقاط إيجار أول سنتين عن كاهل المستثمر (بن عطاف) الذي استغل الموقع لمدة زمنية لا تتجاوز العام الواحد قبل إغلاقه في وجه الجماهير لمدة (14) سنة!، وهو الأمر الذي ما تزال (أزمته) قائمة إلى اليوم، مع احتمالية تصعيده بعد أن ارتأت إدارة نادي التلال الرياضي أن تقوم بعرض منشأتها للاستثمار واصطدمت بالمستثمر الصائم (دهرًا) ..! وهو ما يتنافى شكلاً ومضمونًا مع التوجيهات الرئاسية التي (جَبَّت) ما قبلها من اتفاقات أُبرمت بعيدًا عن القلوب (الحمراء) الحريصة على مصلحة ناديها.
**كتب / آزال مجاهــد**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى