لنكن أصحاب قرار

> عفان عبدالله نعمان

>
عفان عبدالله نعمان
عفان عبدالله نعمان
مما لا شك فيه أننا في الجنوب نعاني الأمرَّين من الانقلاب على رئيس الجمهورية ومن ضياع الدولة المنشودة.
وكم كان لنا جولات وصولات في الحراك السلمي ومليونيات سلمية عديدة تنادي باستعادة الدولة الجنوبية التي يسعى نظام صنعاء القبلي إلى ضياع حقوقها بضياع إقامة دولة تعطي لها الحق بحلها واسترداد حقوقها، وكان الجنوب يشعر بِأن القادة الجنوبيين في صنعاء كرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يريدون مساعدة أبناء جلدتهم باستعادة حقوقهم المغتصبة والبدء بتنفيد مخرجات الحوار رغم وجود معارضة من الحراك الجنوبي بهذه المخرجات.
ولكن برغم وطنية رئيس الجمهورية والحكومة والعمل الجاد بالنهوض باليمن ووحدته إلى بر الأمان، إلا أن قوة السلاح طغت على قوة السلام والعمل الذي قام به الحوثي مع نظام صالح بالانقلاب على الرئيس هادي ورئيس حكومته في سبيل إفشال المبادرة الخليجية وإفشال عمل الرئيس هادي في هذه المرحلة الصعبة.
ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي الحوثي وصالح حتى لو جنح للحرب والسيطرة، فالمبادرة الخليجية هي الشرعية الوحيدة دستوريا وقانونيا أنقذته وأخرجت اليمن من الحرب والاقتتال، والخروج من هذه الأزمة بالتوقيع عليها من جميع الأطراف السياسية كمخرج للأزمة، ووصلت إلى مجلس الأمن كراعٍ للمبادرة الخليجية وبكل بنودها.
والآن وبعد ثلاث سنوات من المبادرة الخليجية انقلب صالح والحوثي عليها وخرج الرئيس ورئيس حكومته من الحكم ثم وضعهم تحت الإقامة الجبرية، وبهدا يعتبر أي انقلابي يمسك الحكم كرئيس لليمن يعتبر غير شرعي بحكم المواثيق والقرارات التي تنص عليها المبادرة الخليجية، ولهذا خرجت الجماهير بمظاهرات تندد بالانقلاب على الشرعية الدستورية، وبهدا الانقلاب أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا شديد اللهجة عن عدم الاعتراف بأي شخص غير الرئيس هادي، وهذا ما أكده أمين عام مجلس التعاون الخليجي في تصريح لصحيفة (الحياة) بتاريخ 30 يناير الماضي بقوله إن الشرعية الدستورية هي لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وأنا أنصح بعدم المساس بشرعية الرئيس من أجل المصلحة العليا لليمن من دون ضغط أو إكراه ودعمه من الأطراف كافة والقوى السياسية والجهات المحبة لليمن لتمكينها من قيادة دفة السفينة في هذه المرحلة الحرجة.
إن دعم مجلس التعاون الخليجي للرئيس هادي يعبر عن موقفه، ويساند من يقف مع هذه الشرعية والاعتراف بها ومنها الجنوب. لهذا علينا الآن ألا ندع أي شخص أو قائد عسكري في المحافظات الجنوبية يتحكم بمعسكرات الجيش بعد الخيانة التي تعرض لها رئيس الجمهورية الشرعي في صنعاء وعدم حمايته وحماية حكومته من قبل قيادات الجيش في صنعاء الموالية للانقلاب.
ولهذا أطالب المحافظين الموالين لشرعية الرئيس هادي بأن يسلموا هذه المعسكرات إلى القادة والعسكريين الجنوبيين المتقاعدين الذين لهم الحق حسبما أكدته النقاط العشرون والإحدى عشرة حسب مخرجات الحوار الوطني بعودتهم إلى أعمالهم، والذين أقصاهم صالح من وظائفهم، وحتى لا تسلم المعسكرات بخيانة إلى الانقلابيين، ومن والاهم أو تسلم إلى القاعدة، كما عهدناهم في أبين وغيرها، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها.
ولهدا ينبغي أن تكون كلمتنا واضحة وقوية ضد أي متمرد من الجيش والأمن إذا رفض توجيهات اللجنة بقيادة قائد المنطقة لأن من يرفض أن يسلم فهو عميل لصالح والحوثيين وخائن ومتورط بالانقلاب على الرئيس هادي. وأنا على ثقة أن إخواننا في الخليج بعد هذا التصريح يقفون إلى جانب الشرعية الدستورية وبناء الدولة، وليس مع الانقلاب والحرب.
والآن فلينتبه دكتورنا حبتور والمجيدي والعاقل وقائد المنطقة أنهم مع الشرعية، ودول الخليج تساند شرعية هادي وأي تأخير لبسط السيطرة على المعسكرات لتكون بيد أبناء الجنوب قبل أن يسعى صالح والحوثي إلى دخول الجنوب والسيطرة عليه بكل سهولة ويسر من خلال هذه المعسكرات الذي لا نضمن بعد اليوم خيانتها للجنوب بعد خيانة قادتهم للرئيس، وحتى لاتسلم هذه الأسلحة للقاعدة مرة أخرى، وهذه خيانة عظمى ستتحملون نتائجها وعواقبها، والدليل ما تشاهدون الآن في صنعاء من فرض الإقامة الجبرية على الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء، فهل أنتم راضون عن هذا الانقلاب.
وهناك مقولة هي “كل ما هو محتمل حقيقة”.
فنحن يا نعيش بكرامة ونستعيد الشرعية الدستورية والدولة المسلوبة أو الموت بشهادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى