فضيحة جديدة لشرطة باريس وإقصاء رئيسها

> باريس «الأيام» أ.ف.ب

> تنتقل الشرطة الباريسية من فضيحة الى اخرى، وتم اقصاء مديرها للاشتباه في انه قام بتسريب معلومات عن تحقيق حول قضية فساد بعد اشهر على عملية سرقة كوكايين موصوفة في مقرها.
فبعد وضعه في الحبس على ذمة التحقيق الاربعاء، وجهت الى برنار بوتي التهمة، واوقف على الفور عن ممارسة مهامه ليل الخميس الجمعة، فأحدثت هذه الخطوة زلزالا في هذه المؤسسة الامنية.
وقال رئيس الوزراء مانويل فالس أمس الجمعة ان “برنار بوتي رجل امن كبير، لكن عندما نقوم بهذه المهمة، لا يمكن ان نعرض انفسنا لأدنى الشكوك”، وان عزله “كان الخيار الذي لا بد منه”.
وبرنار بوتي الذي تسلم قبل سنة رئاسة الشرطة القضائية في باريس، يشتبه بانتهاكه سرية التحقيق مع الرئيس السابق لوحدة النخبة في الدرك كريستيان بروتو والمحتال الفرنسي الشهير كريستوف روكانكور.
ويتمحور هذا التحقيق حول ملف فساد تورط فيه كريستوف روكانكور الذي سجن في اكتوبر بتهمة الاختلاس واستغلال النفوذ. ووجهت التهمة ايضا في هذه القضية الى خمسة اشخاص منهم كريستيان بروتو.
ويشتبه في ان روكانكور الملقب “لص النجوم” لانه احتال في السابق على مشاهير في جميع انحاء العالم، حاول تسوية اوضاع اشخاص لا يملكون اوراقا ثبوتية في مقابل دفع اموال.
وخلال حبسه على ذمة التحقيق في اكتوبر، بدا كريستيان بروتو على اطلاع على هذا الملف، مما حمل المحققين على الاعتقاد بأنه كان على معرفة بالمسألة منذ البداية. وقد عززت هذه الفرضية عمليات تنصت على الاتصالات الهاتفية.
وهذه الفضيحة ليست سوى الاخيرة من سلسلة طويلة من فضائح الشرطة الفرنسية.
ولم يمر تعيين برنار بوتي (59 عاما) المفتش السابق الذي تسلق المناصب في جهاز الشرطة، من دون اعتراضات.
فقد خلف كريستيان فلاش الذي استبعده آنذاك مانويل فالس، وزير الداخلية آنذاك، لانه ابلغ احد اقرباء الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بريس هورتفو بأن اجهزته ستستدعيه.
وما كاد برنار بوتي يبدأ بترك بصماته على الشرطة القضائية، حتى تعرضت هذه المؤسسة في اواخر ابريل 2014 لاول امتحان. فقد رفعت سائحة كندية شكوى اكدت فيها انها تعرضت للاغتصاب من عناصر فرقة مكافحة الشغب في مقر الشرطة الباريسية نفسه.
وتحمل الرجل القوي الجديد عبء هذه المسألة وتحدث عن ضرورة ان يكون عناصر الشرطة “نموذجا يقتدى به”.
وبعد اسابيع، في اواخر يوليو، حصلت الصدمة الثانية. فقد اختفى 52 كلغ من الكوكايين من المقر الرئيسي للشرطة. وسرعان ما توجهت الشكوك نحو عضو سابق في فرقة مكافحة المخدرات، سجن في اغسطس، لكن المخدرات التي تبلغ قيمتها مليوني يورو لم يعثر عليها بعد.
وعلى رغم هاتين الهزتين، بقي برنار بوتي يحتفظ بثقة الحكومة. وقال احد المحققين “من الصعب ان تأخذ عليه اي شيء في هاتين القضيتين، لكنهما تركتا اثرا بالتأكيد”.
وفي رصيده اعتقال جان - لوك جرماني، المعروف في الاوساط الكورسيكية، والذي كان متواريا عن الانظار منذ 2011، وتعاطيه مع الاعتداءات الباريسية مطلع يناير.
وقال مسؤول في نقابة الشرطة ان “الامر المثير للاستغراب، هو انه اعطى عن نفسه صورة مسؤول يتولى القيادة وسط الاضطرابات، مستقيم ومتشدد”. واضاف “بنى لنفسه صورة الرجل الذي يقال عنه انه ملكي اكثر من الملك”.
ويطرح عناصر الشرطة الذين تخطوا الصدمة والمفاجأة الناجمتين عن توجيه التهمة الى رئيسهم، تساؤلات عن قدرة الشرطة الباريسية على التعافي من هذه الهزة الجديدة.. وبشيء من التهكم والمرارة قال شرطي سابق “كنا نعتقد اننا وصلنا الى القعر. لقد خدعنا، ما زلنا ننزل”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى