كيف نحول الجريمة إلى فرصة تاريخية

> ياسين التميمي

>
ياسين التميمي
ياسين التميمي
صنعاء عاصمة اليمن الموحد تحت احتلال المليشيات الحوثية الغاشمة والطائفية، كما وصفها مجلس شباب الثورة، ووصفتها السيدة توكل كرمان، ومهمة القوى الوطنية اليوم أن تقتنص هذه اللحطة التاريخية التي قدمتها المليشيا لتنتظم في تكتل وطني موحد وتقود فعلا ثورياً منظماً مهمته الأولى هو استعادة العاصمة والدولة اليمنية الموحدة، ووضع البلاد في مسار التسوية السياسية والاستفتاء على الدستور، وإنقاذ البلاد من التشظي.
الحوثيون بعد أن أجبروا وزير الدفاع المستقيل اللواء محمود الصبيحي على المجيئ إلى مؤتمرهم الانقلابي، كما أفاد هو يثبتون أنهم معزولون وطنيا عزلة تامة، وأن اجتماعهم كان متواضعاً وعبر عن نزعة فئوية واضحة من طبيعة الحضور والمتكلمين، والذين أسندت إليهم مهمة التحكم بمصير الدولة خلال المرحلة المقبلة.
اليمن سيدخل مرحلة صعبة عنوانها العزلة الدولية والمأزق الاقتصادي والسياسي والأمني.
لا أعتقد مطلقاً أن المجتمع الدولي والإقليمي على الأقل سيقف متفرجاً أو سيسكت أو سيقبل بالأمر الواقع، فإعلان الانقلاب بصنعاء يشكل تحدياً إستراتيجياً لدول الجوار، ومن شأن هذا أن يشكل قوة دفع حقيقية للكتلة الوطنية لكي تتحرك باتجاه إسقاط الانقلاب ودحره وتحرير العاصمة.
الفعل الثوري يجب أن يتنوع ويتكامل، فالمظاهرات تُظهر حجم الرفض الشعبي، لكنها لا تكفي إذا لم تعزز بقوة حماية من أي تحرك ميداني مستقبلي للعصابة الإجرامية الحوثية المسلحة.. ومهمة من هذا النوع ستمثل أقدس المهمات لدى أي يمني حريص على دولته ووطنه ونظامه الجمهوري.
إن إعلان الانقلاب من المقر الرسمي لآخر إمام حكم اليمن عام 1962 يحمل دلالات لا تقبل الشك على طبيعة المشروع الذي تحمله هذه العصابة الإجرامية المسلحة، وكيف كشفت صيغة الهيئات الانتقالية الانقلابية حضوراً للإمام المتستر خلف عسيب عبدالملك الحوثي وتأثيره وحجم مسئولياته خلال مرحلة الانقلاب المنتظرة.
لا يجب أن يخالط يقين أي منا ظن أو شك بأن المرحلة الحالية من تاريخنا هي مرحلة تمحيص للإراداة الوطنية لدى كل منا، لقد استنفد الانقلابيون كل ألاعيبهم التي نجحوا من خلالها في ضرب الصف الثوري والوطني والبنيان الحزبي بمساندة الرئيس السابق، لكنهم اليوم مكشوفون تماماً أمام الشعب اليمني.
إلى النخب السياسية وإلى شباب القبائل في صنعاء ومحيطها، أنتم أمام لحظة اختبار حاسمة لوجودكم ولمستقبلكم.. فالانقلاب يقود إلى العبودية من جديد، لم تعد هناك حجة، لقد استنفد عفاش كل ما بجعبته من ألاعيب وحجج، وانتقم من خصومه بما يجعلكم جميعاً تدركون أن الوطن أكبر من الصراع الفئوي والصراع بين مراكز القوى، الوطن هو المظلة التي يمنح وجودنا معنى في الجغرافيا السياسية لهذا العالم. عاش اليمن.. عاشت الجمهورية!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى