لـصوص الـتـواصل

> محمد بالفخر

> بقدر ما نجده من نعمة التواصل التي تحققت في السنوات الأخيرة من خلال الشبكة العنكبوتية وبرامج التواصل التي قربت كل بعيد، وأتاحت للشخص كما هائلا من الأصدقاء من كافة أرجاء المعمورة، وقطعا وثّقت عرى التواصل بين الأقرباء والأرحام، وجعلت الجميع في دائرة واحدة من الأحداث بكل أنواعها أولا بأول ومباشرة وفي مقدمتها معلومات الأفراح والأحزان وكل ما يمت للأسرة الواحدة بصلة، وسهلت للجميع عملية الاتصال المجاني بالصوت والصورة وتبادل المعلومات السياسية والصفقات التجارية والأعمال الخيرية والدعوية، وغير ذلك من الأمور الإيجابية الجميلة التي استفاد منها الفرد والمجتمع.
وفي الوقت نفسه أتاحت للأشرار وضعاف النفوس تحقيق كل شرورهم الظاهرة والباطنة مستغلين علم التكنولوجيا للإيقاع بضحاياهم وتحقيق أهدافهم المريبة بكل يسر وسهولة.
ومن الوسائل الأكثر انتشارا في السنوات الأخيرة موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) الذي أتاح للفرد الواحد التعرف على ما يقارب 5000 صديق تتبادل معهم كل خير وشر وكل فكر زاعق وناعق، وكل خبر صحيح ومغلوط وكاذب، فلا يقيدك إلا الخوف من الله، إن وجد في حنايا قلبك، أما أن تترك للنفس الفلتان من قيودها، فهي أمارة بالسوء حتى تورد صاحبها المهالك إن لم تتداركه رحمة ربه ويعود بها إلى جادة الصواب.
ومن سيئات الفيسبوك الأسماء الوهمية أو انتحال أسماء معروفة، وليست هي والتي تتقدم إليك بطلب الصداقة، ثم لا تجد نفسك إلا أن تقبلها لأسباب عدة منها حسن النية ومنها الرغبة للوصول لأكبر عدد من الأصدقاء والمتابعين وإلى غير ذلك.
لكن في الوقت نفسه هناك من احترف النصب عبر التكنولوجيا فيوقع باسمك ضحايا كثر وأنت مما فعله بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وكما حصل لقريب لي مقيم في الرياض أن اخترق حسابه في الفيسبوك أحد هؤلاء اللصوص من أبناء الجمهورية اليمنية الذي سخّر معرفته وقدراته لاختراق حسابات الآخرين للإضرار والنهب، فقد تواصل هذا اللص باسم صاحب الحساب مع عدد من أصدقائه المتواجدين في الفيسبوك ومنهم شخصي الضعيف ولم يخطر على بالي أن الذي يكتب لي شخص آخر غير قريبي، وكان المطلوب أنه يريد خدمة مني “وما هي يا أبو أيمن؟” فقال لي صديق محتاج لمبلغ 300 ريال سعودي حالا في عدن وأنا خارج البيت الحين وغدا سأرسلها لك فحول له على الكريمي باسمي حتى يشعر أنها مني وليست من أحد آخر، فكان من الطبيعي جدا أن المبلغ بسيط وسرعان ما ستفزع من أجل قريبك أو صديقك دون الخوض في التفاصيل الأخرى، وخلال ساعة واحدة لا يقل عن ثلاثين شخصا ضحك عليهم بهذه الطريقة وقريبنا لا علم له ولا خبر، وكلما أراد أن يدخل حسابه لم يستطع الدخول إليه لأن هذا اللص قد غير الباسوورد حقه ولم نعلم إلا بعد أن عمل حسابا جديدا، وقال إن حسابه السابق تم اختراقه، وهنا عرفنا أننا وقعنا ضحية نصاب وأن (أبو أيمن) ليس من طلب منا التحويل، فالشخص المستلم للحوالات ليس في عدن وإنما جعلت عدن للتمويه، فالمستلم استلم كل الحوالات من الكريمي بصنعاء، ومن خلال اسمه يبدو أنه من الأسماء المعروفة أنها من تعز (اسمه وبطاقته قطعا معروفة عند الصراف)، طريقة جديدة من طرق اللصوصية القذرة.. فهل سيصل إليه رجال الأمن؟. عفوا، إنهم غير موجودين!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى