النداء الأخير لقيادات الحراك

>
م. خالد سامي
م. خالد سامي

ﻻ نراهن عليكم، فلم نرَ غير الفشل والتآمر على وحدة الصف الجنوبي.. الآن وفي هذا الوضع الخطير الذي يكاد يعصف باليمن نسمع جعجعة وﻻ نرى طحينا.. الاعتراف بالفشل أصبح أمرا ضروريا.. لم يعد بالإمكان القبول بما تسوقوه من وهم التمسك بأحقية كل فصيل من المكونات في القيادة يظهر مدى بؤس وعقم أفكار هذه القيادات، والتي يظهر عمالة الكثيرين منهم في حالة الجنون التي يصابون بها عند أية بادرة أو تقارب.. جماهير الشعب الأبي تشعر بهذا الإخفاق، وتبحث عمَّن يوصل قضيتها إلى بر الأمان.. التحركات العشوائية دون وعي وإدراك لخطورة الوضع، يطلقون الوعود والأمنيات الكاذبة ظناً منهم أنهم بذلك مستمرون في تآمرهم.
آن الأوان أن نتحدث بمسؤولية، وتحرك عاجل للمضي قدماً، وفضح كل المتآمرين والبائعين دون ثمن.. تضحيات أبناء الجنوب والتفاف الشعب هو صمام أمان لمنع الانهيار.. يركبون أية موجة.. أحداث الضالع راحوا يتحدثون عن البيان رقم 1 والكفاح المسلح.. في الوقت الذي نرفض الزج بالبلاد في مربع الاحتراب، ومؤخراً ما جرى في ردفان والتوقيت، ومعرفتنا أن اتفاق أو اختلاف كل القوى في الشمال على الجنوب، لمصلحة مَن الحديث عن معركة التحرير والشعارات التي تطلق صرخة تحذير للقيادات أن اختلافهم سيؤدي لانفصال الجنوب.
لنقرأ الأمر بتمعن.. نحن مع لجان شعبية لحفظ الأمن ولضمان عدم الانهيار، إلقاء الفشل على الآخرين وعدم الاعتراف به حماقة كبرى، مثلما يشن البعض حملة على هادي في الشمال متهم بخلط الأوراق أجَّل انفصال الجنوب، وفي الجنوب نجلده دون وعي، متى منع هادي توحدكم أو اتفاقكم، من منع أن تخرجوا بمشاريع تتوافق في ظل وحدة الهدف؟، نريد أن نرى بلاهتكم.. أنتم فقط تتحملون الفشل وتخونون دماء الشهداء وتتلاعبون بصبر أبناء الجنوب. بعدم اتفاقكم.. هل توجد مهزلة أكثر مما يجري، هذه الأوضاع هي التي ستفكك الجنوب وتؤسس لحرب عبثية، على كل القيادات أن تعمل في إطار محافظاتها، كل في إطار محافظته يظهر لنا القدرة على تشكيل مجلس طوارئ، أية أولوية لديكم أكبر وأسمى من سرعة التحرك مع شرط الابتعاد عن التخوين وشق وحدة الصف، متى تكبرون بفكركم، متى يكون الجنوب غاية سامية وعظيمة أكبر من أمراضكم بعفن القيادة؟.
سنون مضت لم نرَ غير خطابات جوفاء عملاء النظام أنصاف الحلول المقاطعة لتجار الشمال، أفكار وأطروحات تصيب بالغثيان، بينما الأفكار المطروحة لا تجد الوقت لديكم إظهار الاهتمام والكياسة بدراستها، حتى الآن لم نجد من يقيم ويناقش ويفند أسباب التعثر والاختلافات، وكيفية تقريب وجهات النظر، وتجاوز السلبيات بعد استعراضها. ﻻ توجد قيادة فاعلة تتواجد بين أوساط المجتمع تتحمل المسؤولية عمَّا يجري، فبسبب الحراك أتوا بالقاعدة، ونشرت المخدرات، ولم نجد أي تحرك في هذا الإطار، أليست من مسؤولية الحراك أن تقدم نفسها بصورة جيدة بدلا من الإسفاف في الطرح؟.
أنتم أيها الفاشلون بعيدون كل البعد عن مجريات الأحداث، غائبون عن البحث عن تأييد دولي.. هل تملكون إجابات لخوف الخارج من عدم قدرتكم على إدارة الأمور؟، أية دولة وتحرير تنشدونه في ظل هذا العجز.. آن الأوان أن نبحث في خيارات تستبعد كل عوامل الفشل، الجنوب اليوم أمام سؤال مصيري نكون أو ﻻ نكون، لا يوجد متسع من الوقت، الأحداث تتسارع والوقت يداهمنا، ونحن بعد ﻻ نعي ما يدور، كل من في الساحة عليهم التحرك لمحافظاتهم والبدء بالعمل أجل الجنوب، يجب أن نعمل مع كل الخيارات والقيادات الفاعلة على الأرض، وأن نعي أن أي انهيار للوضع في الشمال سيلقي بظلاله على كل اليمن، لنعمل بوعي وإدراك ومسؤولية، ولنتجاوز كل دعاة الفرقة.
الجنوب يفتح ذراعيه لكل أبنائه.. وحدتكم بمختلف رؤاكم هو سر انتصاركم.. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى