الرافض الوحيد للانقلاب هو الرئيس عبدربه منصور هادي، والبقية جميعهم دون استثناء يتماهون مع انقلابيين!.
الصورة واضحة وتؤكد أن القوى السياسية تقف ضد هادي، ويمكن الاستدلال على ذلك في الإجابة على هذه التساؤلات.
لماذا لا ترفع صور الرئيس عبدربه في مظاهرات رافضي الانقلاب؟ ولماذا لم نجد بيانا واحدا من القوى الرافضة للانقلاب تطالب بعودة الرئيس المنتخب؟ لماذا لم نسمع دعوة من الأحزاب السياسية لقواعدها بالخروج في مسيرات تناصر رئيسنا المحاصر في منزله؟.
مؤسف جدأ أن نجد صمتا شعبيا غير مبرر تجاه رمز الجمهورية انتخبه الشعب بإجماع واسع، في تقديري غياب صور عبدربه من المظاهرات الرافضة للانقلاب ليس محض صدفة، بل هو عمل متفق عليه، فلماذا إذن الحديث عن الانقلاب والضحك على الذقون؟!!.
حزب المؤتمر انقلب عليه بعد أن سلمه زعيم الحزب صالح وظيفة ليواصل عمله موظفا جنوبيا في سلطة الحكم المقدس، كما انقلب عليه حزب الإصلاح بعد أن جعل الساحات منابر لحملته الانتخابية لأنه لم يحارب في صفهم ضد خصومهم ورفض أن يكون موظفا أو يكون أحد رعايا الشيخ أو الجنرال!.
انقلب عليه الناصري والاشتراكي بعد أن كانوا يعتبرونه قارب النجاة، واليوم لم ينصروه حتى بصورة في مسيرة أو بيان، انقلب عليه الحوثيون بعد أن حشدوا صعدة لانتخابه لأنهم يرون في الأمر انتصارا على المبادرة الخليجية والسعودية.
الرئيس عبدربه منصور هادي انقلب عليه الجيش وهو رجل عسكري لأنه ليس من حاشد أو بكيل، انقلبت عليه قوى الشمال لأنه جنوبي، انقلب عليه الزيود لأنه شافعي.
الرئيس عبدربه منصور هادي خذله حتى أبناء الجنوب، لأنه يعيش في الشمال ولا يدعم فك الارتباط، كما خذله عشرة ملايين ناخب وناخبة لا صوت اليوم لهم.
الرئيس عبدربه منصور هادي الذي جاءت به ثورة 11 فبراير إلى دار الرئاسة، خذلته هي أيضا يوم أمس، ولم ترفع له صورة، ولم يجد له في ساحات الثورة نصيرا!!.
شكرا لك أيها الصادق في لحظة استقالتك التي أزالت كل الأقنعة عن الزائفين الذين حينما تآمروا على الثورة حشدوا الشارع لانتخابك كمخرج لهم.
واليوم حينما أصبحت السلطة هدفهم خذلوك واحتالوا على الشارع وتآمروا جميعا لإسقاطك كما تآمروا لإسقاط الثورة بانتخابك.
كل من يخرج اليوم رافضا للانقلاب ولا يرفع صور عبدربه كرمز للشرعية هو في الحقيقة راغب في الانقلاب، وأقصد هنا القوى السياسية تحديدا وقواعدها من الذين ملأوا صفحات الـ(فيس بوك) بصور علي صالح وعلي محسن وبني الأحمر والزنداني والحوثي وعلي سالم و..و..و.
رفعوا صور المتردية والنطيحة وما أكل السبع من رموز عصابات النظام السابق وأركانه الفاسدين، وكل يصارع من أجل حزبه، وحينما أصبح الرئيس عبدربه منصور هادي هو الخيار الجامع لهم وللشعب تخلوا عنه، لأنه لم ينحز إلا للإجماع الوطني وللمصالح المشتركة وللوطن دون تمييز.