رسالة تعز إلى عبدالملك الحوثي

>
عبدالإله هزاع الحريبي
عبدالإله هزاع الحريبي

من المهم جداً إيصال رسالة إلى زعيم الحركة الحوثية (أنصار الله) السيد عبدالملك الحوثي من أهل تعز، الذين يذكرهم في خطاباته الأخيرة كمناطقيين بطريقة غير مباشرة، متناسياً أو جاهلاً ما يمثله أهل تعز في اليمن كله شرقاً وغرباً وجنوبا وشمالا، وربما يحاول مراوغة أهل تعز الذين ظلموا لفترات طويلة في التنمية وفي العدل، وظلموا بطرق كثيرة، ولعل أكبر ظلم يعاني منه أبناء تعز مركزية صنعاء، مركزية القرار الإداري، مركزية القرار الاقتصادي، المعاملات الخاصة بالموظفين مرتبطة بالمركز.
تعز في ذكرى ثورة 11 فبراير 2011م وجهت رسالة قوية للسيد عبدالملك الحوثي، تقول فيها إن تعز ترفض الطائفية، وترفض المناطقية، وترفض المذهبية التي يحاول الحوثيون زرعها بقوة في صفوف المجتمع اليمني، من خلال استيلائهم على السلطة في العاصمة صنعاء، ومن خلال مليشياته الطائفية المنتشرة في المدن، ومن خلال الاعتداء على شباب الثورة في مسيرات الثورة والحرية في صنعاء، ومن خلال محاولة تقويض نتائج مؤتمر الحوار الوطني، ومن خلال تفسير الشراكة بتسليم سلطة القرار إلى السيد، بعد المبادرة الخليجية التي رفضها شباب الثورة في حينه، حاول الإصلاح أن يستحوذ على الوظيفة العامة، وعلى مناصفة السلطة في كل الوظائف الصغيرة والكبيرة، وهو ما أدى إلى سقوط الإصلاح في نفوس الناس، ومن ثم تعاطف الناس مع الحوثيين، وقد خرج الكثير من الشباب المستقل والشباب اليساري معكم في مسيرات ما قبل 21 سبتمبر 2014م، ولكن انحرافهم عن أهداف الثورة، ومحاولة تكرار أساليب الإصلاح في الاستحواذ على السلطة، وبشكل أبشع، من خلال سيطرة طائفة معينة على الحكم، وهذا ظاهر من خلال بعض الأسماء التي برزت في قرارات سلطة الانقلاب الطائفي، لعل أبرزها قائد اللجان الثورية محمد علي الحوثي، ونائب رئيس هيئة الأركان، وغيرها من المظاهر.
لا نشعر بانتماء أنصار الله إلى وطن، يشعر أبناء تعز أنكم في الأخير تستهدفون إقليم الجند الناشئ والذي أصبح موجودا تلقائياً في تعز وإب نظراً للظروف التي يعيشها هذا الإقليم الذي هو بحاجة إلى أن يستمر لمصلحة اليمن كله، كنتاج لحالة التهميش التي عاشها الملايين من أبنائه، ونتج عن ذلك حرمانهم من مشاريع التنمية، ومن المساواة في المعاملات وفي التوظيف بالسلك العسكري، والكثير من المظاهر والأفعال التي أثرت في الناس وحان الوقت كي تصحح.
عندما كنت تتحدث عن القوى التقليدية في البلاد وعرقلتها لأهداف ثورة الشباب الشعبية السلمية، كان هناك تصديق لهذه الخطابات الرنانة، ولها تأثير واسع بين شباب تعز، ولكن ما إن سيطرتم على عاصمة البلاد حتى ظهر الوجه الطائفي بشكل قبيح ينفر منه القريب قبل البعيد، وكل الذين كانوا يقفون مع أنصار الله أصبحوا على النقيض اليوم، لأن ما ظهر هو مشروع ما قبل الدولة، مشروع الطائفة، مشروع القبيلة، وبشكل أكثر تمييزاً مما كان في عهد علي صالح.
رسالة تعز رسالة محبة وسلام لمن يفهم تعز ويفهم أبناءها وتطلعاتهم، إقليم الجند تعزيز لوحدة اليمن، ولا يشكل ذرة تهديد لوحدة البلاد، ينشدون السلام والأمن والتنمية، ومحاولة القضاء على أحلامهم في ذلك الأمر هو بمثابة إعلان حرب عليهم، ولعلك تعرف أن أبناء تعز كما يجيدون التعبير بالقلم والكتاب، يجيدون أيضاً الضغط على الزناد وبمهارة عالية عندما يتطلب الأمر ذلك، عندما يصبح السلاح هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن أحلامهم وطموحاتهم، أنت ستكون في موضع التقدير حين تقدر حجم ما يعانيه أبناء تعز وإب والجنوب، المسيرات الشعبية في تعز ليس لها لون سياسي معين، وغالبيتها عفوية رافضة لمساراتكم الخاطئة، مسيرة 11 فبراير في الذكرى الرابعة للثورة الشبابية الشعبية كانت أبلغ من أن أصفها بكلمات، توضح لك ولكل العالم أن تعز ترفض المشاريع الأحادية، ترفض الزج بالوطن في أتون الفتن الطائفية والمذهبية، ومصممة على استعادة حرية أبنائها ورفضهم عودة الوصاية والعبث بتعز الذي كان يمارس من صنعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى