الرفض الشعبي للانقلاب يدخل أسبوعه الرابع في إب وتعز

> تعز/ إب «الأيام» فهد العميري/ عبد العزيز الويز

> دخلت الاحتجاجات الشعبية في محافظتي تعز وإب أمس الجمعة أسبوعها الرابع لرفض الانقلاب الحوثي على مسار العملية الانتقالية والتوافق السياسي والسطو المسلح على العاصمة ومؤسسات الدولة، منددين بما وصفوه بالحوار العبثي مع الجماعة الانقلابية.
وخرج أبناء تعز أمس في تظاهرة حاشدة منددين بالانقلاب وإعلان جماعة الحوثيين عقب صلاة أمس الجمعة انطلقت من ساحة الحرية وصولا إلى أمام ديوان المحافظة.
ورفع المشاركون لافتات تؤكد رفضهم للانقلاب وما سمي بـ “الإعلان الدستوري”، ومطالبتهم بتنفيذ مخرجات الحوار وإنهاء سيطرة المليشيات على العاصمة والمحافظات واستعادة الأسلحة المنهوبة.
كما أدى الآلاف من أبناء محافظة تعز صلاة أمس الجمعة في كل من شارع جمال عبدالناصر وساحة الحرية.
ودعا الناشط نشوان الحاشدي خطيب جمعة شارع جمال إلى “المصداقية وتوحيد الصفوف، وأن يكونوا على قدر من المسؤولية”، كما دعا قادة اللقاء المشترك إلى أن “يجعلوا الشارع هو الحل ويكفوا عن المساومات”.
وأكد على “رفض أبناء تعز للانقلاب والإعلان الحوثي، وسيطرة المليشيات على السلطة والعاصمة وجميع مؤسسات الدولة، ونبذ الطائفية والمذهبية”.
وانتقد موقف مجلس الأمن من الانقلاب الحوثي قائلا: “أحسست أن مجلس الأمن يقول إن عبدالله نعمان، أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري هو من قاد الانقلاب، وأنا هنا لا أعاتب مجلس الأمن ولا مجلس التعاون الخليجي لأنهم لم يؤمنوا بثورتنا، وجمال بنعمر مبعوث الأمم المتحدة ضيع البلاد والعباد، وأحزاب المشترك تحاور الانقلابين وجمال بنعمر، فعلى ماذا يتحاورون، ولماذا؟ يتحاورون على ما يسمى بـ “إعلان دستوري”، وكأنهم يعطونه مشروعية”.
وطالب خطيب الجمعة قيادات تكتل اللقاء المشترك والقوى السياسية المدنية في الشمال والجنوب بأن “يكونوا مع إرادة الشعب لمرة واحدة، وأن لا يصدقوا جمال بنعمر الذي سلم رقابهم ورقاب اليمنيين للنظام الذي خرجوا ضده”، داعيا قيادة السلطة المحلية بتعز إلى “تكثيف الأفعال بما يتناسب مع الأقوال”، مشيرا إلى أن “قيادة اللواء 35 أعطت إجازات للكثير من الضباط خلال الأسبوع الماضي”.
وذكر أن “الجميع يقولون لا للمناطقية ولا للمذهبية، ويدَّعون أن أبناء تعز هم من يدعون إلى المناطقية والطائفية، وتعز لم تدعو أبدا إلى ذلك، وكل من لديه معاملة في صنعاء يتم التعاطي معه بمناطقية، في حين أن تعز تقبل الجميع”.
وقال: “تأتي الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير المجيدة ويمننا الحبيب في حال يرثى له، جماعة مسلحة تسيطر على مفاصل الدولة والنظام الذي خرجت عليه الثورة وتثير القلاقل والفتن، ولدينا أحزاب ساومت بالثورة واتصلت مع بنعمر الذي سلم الجمل بما حمل للحوثيين”.
وتابع قائلا: “تأتي الذكرى الرابعة ولم يتم الإفراج عن الأسرى، بل أصبحت اليمن أسيرة للحوثيين، كما لم يتم إنصاف أسر الشهداء، بل أعطيت للقاتل حصانة، وما زال يقتل اليمنيين”.
وقال: “إننا في الأشهر الثلاثة الأولى من الثورة حققنا معنى عظيما في التعايش، وقبول بعضنا البعض، رغم الاختلافات الفكرية والحزبية، إضافة إلى أن أول شهيد سقط بتعز في جمعة البداية 18/2/2011م هو مازن البذيجي، فانتفضت تعز كلها ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ناهيكم عن الإيثار فالكل كان يعمل من أجل اليمن ووضوح الهدف وتجاوزنا كل الخلافات التي نقلها المركز المقدس لأحداث شرخ وانقسام بين أبناء تعز”.
من جهته استعرض خطيب جمعة “فبراير ثورة تتجدد” في ساحة الحرية الناشط مهيوب الشرعبي ثورات شهر فبراير “وكانت الروعة الثورية بخصائصها الثلاث مثالية الانطلاق وسلمية الأسلوب والخيار والفعل والأداء من حيث مشاركة الرجال والنساء والشباب والصغار وأبناء الجنوب وأبناء الشمال، والنقابات والأحزاب والفلاحون والأكاديميون”، مشيرا إلى أن “فبراير 2015 جدد ثورة وانتفاضة شعبية في وجه التآمر واستفتاء إسقاط الانقلاب”.
وأضاف: “لا يمكن لمن انقلب على إرادة الشعب أن يحترم حرية، ولا يمكن لمن استباح دماء الآخرين أن يقدس حرمة، ولا يمكن لمن انتهك حقوق الآخرين أن يدعي الكرامة، ولا يمكن لمن سلك طريق النهب والتدمير أن يبني أو يعمر، وأن الانتفاضة الشعبية التي شهدتها اليمن في الأسابيع الماضية وحصول يوم الأربعاء في ذلك السيل الهادر ضد الانقلاب الحوثي ومثاليات الصمود أكبر دليل على تلاحم أبناء اليمن”.

ووجه عدة رسائل كان أبرزها إلى قبائل اليمن قاطبة التي وقفت مع شباب الثورة على مدار السنوات الماضية قائلا: “أنتم وقفتم مع ثورة شعب لا مع ثورة طائفة، ونريد اليوم مزيدا من الوقوف مع شباب الثورة ضد الانقلاب وضد استخدام العنف من قبل مليشيا الانقلاب ضد المسيرات السلمية في صنعاء والحديدة”، والثانية شكر فيها اللجنة الأمنية والسلطة المحلية والقوى السياسية والمكونات الثورية بمحافظة تعز الذين أكدوا وقوفهم مع الشعب وحفظهم للأمن والاستقرار.
وعلى صعيد متصل تواصل أمس الجمعة في محافظة إب خروج الحشود الجماهيرية للأسبوع الرابع على التوالي في إطار حركة الاحتجاجات الشعبية السلمية التي تشهدها عديد من محافظات اليمن ضد الانقلاب والإعلان الحوثي، والمطالبة باستعادة الدولة لوظيفتها.
وأدى الآلاف من مواطني المحافظة شعائر صلاة وخطبة الجمعة أمام مقر السلطة المحلية وسط مشاعر من الغليان الثوري المندد بالعنف والعبث، وتمزيق الوطن، والرفض لما سموه “الاحتلال المليشياوي المسلح” للمحافظة.
وكان خطيب الجمعة عبدالواحد النجار قد أشاد في خطبته بالتلاحم والاصطفاف الشعبي الذي وصفه بـ “الرائع” وبأنه “شكل لحمة وطنية عير مسبوقة”، مؤكدا على “استمرارية الثورة في ميادين النضال السلمي”.
ووجه النجار ما قال عنه “رسائل للجميع” قال فيها: “اليمن ليست ملكا لحزب ولا لجماعة ولا لطائفة، اليمن لكل اليمنيين، والوطن لكل المواطنين، ومن أدار لنا منصبا فهو موظف براتب، وإن علت به المناصب”.
وأضاف: “شعبنا لديه عقل يفكر، ولن ينحاز إلا لمن يبني ويعمر، لا إلى من يكفر ويخرب ويفجر، ولبنيته وبنيانه يدمر”.
وفي استفهام استنكاري أشار فيه إلى الحوثيين تسائل خطيب جمعة إب الرابعة قائلا: “نشرتم الرعب في كل أرجاء الوطن، فكيف تريدون أن تحكموا اليمن؟، ونهبتم أموالهم وخربتم بيوتهم وقتلتم أطفالهم ونسفتم أحلامهم، فكيف تريدون أن ينقاد الناس خلف آمالكم؟”.
وزاد النجار: “لقد أطلقنا أذان الثورة في 11 فبرايرالمجيد (بحي على الثورة)، وهانحن اليوم في ذكراها الرابعة نقيم صلاتها (قد قامت الثورة.. قد قامت الثورة)”، داعيا الحضور إلى “الاستمرار وعدم الانجرار لما فيه الخراب والدمار”.
وأعلن عن مسيره مليونية اليوم السبت تنطلق من ساحة خليج الحرية تطالب برحيل المليشيات وترفض الانقلاب.
وعقب الانتهاء من خطبتي وصلاة الجمعة ردد جموع المحتشدين شعارات حماسية مناهضة لحكم الحوثيين، والاستقواء بالسلاح والعنف، ومطالبة ببسط الدولة نفوذها وبتحقيق الشراكة، والحفاظ على البلد من التشظي والانهيار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى