عندما يريد الثعلب أن يصبح ملك الغابة

>
عفان عبدالله نعمان
عفان عبدالله نعمان

كثير من قصص القرآن الكريم ذكرت الحيوانات والطيور والحشرات ليقدّم الله لنا العِظة والعبرة، وتحدث كثير من الأدباء والشعراء عن مخلوقات الله العجيبة، وقال عنها تعالى “وَمَا مِن دَابّةِِ في الأرضِ وَلاَ طَائرِِ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ إلا اُمَمُُ أمثالُكم” كما كانت لقصص الحيوان مكانة مشهودة في الأدب العالمي مندُ أقدم العصور، وكان إيسوب من أشهر الشخصيات قبل الميلاد الذي نُسبت إليه المئات من قصص الحيوان، والتي جعلت هده القصص تُنقذ سيّده من الخصوم. ومن الأدب العربي كليلة ودمنة وقد نقله عن الهندية والفارسية إلى العربية عبدالله بن المقفع في القرن الثاني الهجري وكذا ألف ليلة وليلة.
إن قصة الثعلب تحتّل مكانة خاصة مع حيوانات الغابة التي يعتبر الثعلب فيها محور الصراع القائم بين الحيوانات وملك الغابة. ولكن أن يريد الثعلب أن يكون ملك الغابة فهذه قصة عجيبة وغريبة، ولكن في هذا الزمن أعتقد أنها حقيقة، وبرغم ضعف جسمه وكبر ذيله إلا أنه يمتلك عقلا ودهاء والقدرة على الاحتيال والمراوغة.
ففي اليمن برغم وعورة البلاد ووجود حيوانات مفترسة عديدة إلا أنها تقوقعت في مناطقها ولم تستطع الوصول إلى كرسي العرش، وملك الغابة يعتبر هو المعتلي للسلطة والحكم وبرغم من تحالف ملك القرود والضِباع على ملك الغابة استطاعوا أن يجبروه على التخلي عن الكرسي مقابل سلامته منهم. ولكن عندما نظر الثعلب إلى الغابة وفراغها من كرسي الملك تملكه شعور بأن يصبح ملك الغابة بدلاََ عن الملك المفقود، وعندما شاهد الكثير من الحيوانات المفترسة متقوقعة في مناطقها ولا تسعى إلى كرسي الزعيم.. هنالك فكر الثعلب بدهاء ومكر لماذا لا يجمع بقية الحيوانات التي نأت بنفسها عن الكرسي إليه ويجتمع معهم للخروج بحل يضمن حصوله على قيادة بقية الغابة ونقل كرسي الملك إلى منطقته لكي يكون ملك الغابة الجديد.
وكيف راوغ أبناء منطقته بأنه معهم برغم مطالبتهم بغابتهم المسلوبة وتحريرها، ولكنه راوغ وتحالف مع أبناء مناطق أخرى وإخبارهم أنه لن يسكت على ما قام به أعداء ملك الغابة وانقلابهم عليه ومحاصرته في ملكه، ودعاهم بقوله “لا يمكن أن نفك أسر ملك الغابة أو الحصول على كرسي الملك إلا لو نقلنا أمور الحكم إلى منطقتي لتكون هي من يفك أسره وسجنه، وسوف نجلب دعماََ من ملوك الغابات الآخرى المجاورة للوقوف معنا، لأننا ضد الانقلاب على ملك الغابة، وحتى لو لم يتم إطلاق الملك فسأكون أنا الملك الشرعي بعده للغابة”.
كيف فكر الثعلب بهذا الدهاء والمكر، وهل حقاَ كان يريد كرسي ملك الغابة أو مراوغة ملك القرود والضِباع لحاجة في نفسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى