ثغر اليمن الباسم.. يتحول إلى مرتع للحيوانات السائبة

> استطلاع/ وئام نجيب

> بدأت ظاهرة انتشار الحيوانات السائبة خاصة الكلاب والحمير تهدد أرواح الكثيرين من المارة بمختلف فئاتهم العمرية في مدينة عدن وتثير قلق الأهالي من تزايد أعدادها في الأحياء السكنية، وأصبحنا نشاهد اليوم في شوارع وطرقات مدينة عدن مرتع للحيوانات من الحمير والكلاب والأغنام، حيث إن تلك الحيوانات أصبحت تسير مع المارة جنبا إلى جنب، وكثير من أصحاب هذه الثروة الحيوانية خاصة الأغنام يقومون بتركها ترعى في الشوارع من حاويات النفايات في المناطق السكنية، وتترك هذه الحيوانات مخلفاتها من براز في الطرقات وتربك كثيرا من سائقي السيارت عند خروجها مما يتسبب بحوادث مميتة ومنظر غير حضاري للمدينة, ونظراً لما باتت هذه الظاهرة بالتفشي قامت صحيفة «الأيام» بالنزول إلى المواطنين والذين يعدون الفئة المتضررة من ذلك وخرجت بالحصيلة التالية:
تربية الحيوانات هواية وتقليعة جديدة
كانت بداية حديثنا مع الأخ علوي عبدالله فقال: “الحيوانات السائبة انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة مما أدى إلى تلوث البيئة، وتشكل خطورة على حياة الإنسان إذا تعرض الانسان لعضة كلب، وتثير الخوف والرعب في نفوس الكبار والصغار، فانتشار الكلاب مظهر غير حضاري وينشر الخوف والأمراض وهناك الكثير من الحالات التي تعرضت لهذه الحيونات”.
سخب علي
سخب علي

ويؤكد من جانب آخر الأخ سخب علي بأن “هذه الظاهرة التي بدأت بالانتشار تعد منظرا غير لائق، وأكثر المتضررين منها هم الأطفال كون تلك الحيوانات السائبة تكون مليئة بالجراثيم ومتوحشة في كثير من الأحيان”.
“أصبح تربية الحيوانات هواية أو تقليعة جديدة من قبل البعض” هذا ما قاله الأخ محمد العريقي وأضاف “تعتبر عادة سيئة وخطيرة يلجأ إلى البعض لممارستها وتكمن خطورتها في أن تلك الحيوانات تتنقل بين الأماكن الملوثة وبعد ذلك تسير مع المارة، وتكمن الخطورة عندما يتعرض الطفل لعضة كلب يتسبب ذلك في عمل عاهة، ناهيك عن أنه منظر غير لائق لمدينة عدن السياحية”.
**تواجد الكلاب يزيد في فصل الشتاء**

من الممارسات غير اللائقة عندما نرى من يقود الحيوانات من خلال سيرهم في الطريق العام ومع المارة هذا ما أشارت إليه الأخت شذى وأضافت قائلة: “كان هناك شخص قام بتربية كلب على ممارسة الجنس معه وبعد ذلك أصبح الكلب يقوم بعمل حركات جنسية أمام المارة”، من جانب آخر تحدثت شذى : “هناك طائشون ومتعاطو المخدرات والحشيش تمارس الجنس مع الحيوانات ويعود ذلك نتيجة إلى البطالة وارتفاع أسعار المهور”. واختتمت حديثها بالقول: “إن ذلك يعمل على تشويه المنظر العام لمدينة عدن حيث أصبحت شوارع مدينة عدن منتجع وبيئة للحيوانات”.
أما الأخ محمد صلاح فتحدث لنا قائلاً: “بالنسبة للكلاب المنتشرة في الشوارع والطرقات، فهي تتواجد فقط في موسم الشتاء فقط لأنها لا تتحمل السكن في الجبال، أما في موسم الصيف يعودون إلى الجبل”، وأضاف “ إن من الأضرار الناجمة عن الحيوانات أنهم مصدر إزعاج للمواطنين ويثيرون القلق وعدم القدرة على النوم من أصوات تلك الحيوانات”.
**غياب دور الرقابة**
أما من جانب الأخ نظمي العبد (طالب في كلية الطب): أشار إلى أن “تربية الحيوانات حق لأي فرد في المجتمع، بل وتعتبر درجة عالية من الإحسان وما يتعلق بظاهرة انتشار الحيوانات السائبة والمتوحشة في الشوارع والطرقات فإن ذلك يعود إلى غياب دور الرقابة في الحد من ذلك من خلال توفير بيئة ملائمة لهم في حضانة مناسبة لتلك الحيوانات تتسبب هذه الظاهرة في إحداث القلق بين أوساط الناس والتخوف جراء هذه الظاهرة”.
واختتم حديثه بالقول : “من الأضرار الصحية لعضة الكلب في أنه عندما يكون الكلب مصابا بمرض معين تنتقل الفيروسات للإنسان إضافةً إلى أن تلك العضة لها آثار على الجلد ويتحول ذلك إلى بقعة داكنة أما بالنسبة لعلاج عضة الكلب متى ما تعرض أحد الأشخاص إلى عضة كلب، فهنا يستوجب إسعافه على الفور إلى أقرب مركز صحي حتى يتسنى له الحصول على علاج أولي وضروري”.

أما من جهة الأخ بسام صالح تحدث عن قصة حصلت معه شخصياً في الأسبوع الماضي وبسببها أتى بتقديم شكوى على من يقوم بتربية الحيوانات لأنه من المستحيل أن نقوم بمحاسبة حيوان وابتدى حكايته قائلاً: “في صباح يوم الخميس وأنا عائد من منطقة العيدروس إلى شارع الشيخ عبدالله وكان هناك إحدى الكلاب وعند مروري من أمامه قام الكلب بالنباح وحاول أن يعض يدي اليسرى عندها قمت بدفعه بعد ذلك توجهت إلى البلدية لإخبارهم عما حدث بسبب وجود هذه الحيوانات السائبة في الطرقات العامة وكان رد البلدية عليَّ أنه وفي السابق كانت تقوم بقتل الكلاب عن طريق إعطائهم السُم ولكن في السنة الماضية وتحديداً في شهر 2014/11 م تم منع محاربة الكلاب، وأنا من هنا أتوجه عبر صحيفة “الأيام” بالقيام بدورها الإعلامي وهو المساهمة في نشر كل ما يساعد في الحد من هذه الظاهرة والوصول ومعرفة الأسباب من الجهات المعنية من ذلك على السماح بانتشار الحيوانات السائبة في الشوارع العامة”.
**ستة أشهر نطالب بتوفير المبيدات والسموم**
محمد عبدالله موسى
محمد عبدالله موسى

محمد عبدالله موسى مدير الصحة البيئية في عدن أشار إلى أنه “في السابق كانت توجد هناك حظائر تخصص للحيوانات السائبة وكانت البلدية تقوم بدورها في توفير كل المستلزمات الخاصة بالحيوانات وأي شخص يقوم بالإبلاغ عن فقدانه للحيوان الذي يمتلكه، تقوم بدورها في أخذه إلى الحظيرة للتعرف على الحيوان الخاص به وإذا تأكدت البلدية بأن ذاك الحيوان هو ملك لذلك الشخص تعيده إليه مع أخذ غرامة مالية معينة وعمل تعهد بعدم جعل الحيوان في الشارع”.
وأضاف “أما الآن لا توجد حظائر، فالحيوانات أصبحت سائبة والحلول ليست قاطعة لأن ذلك يحتاج إلى توفير ميزانية، ومن حوالي شهر لوحظ أن هناك غنمة في عمران وكانت تعوي كالكلب وهي مصابة بداء الكلب نتيجة تعرضها لعضة كلب تهاجم الناس وأتت لنا شكوى من قبل سكان عمران وقمنا بدورنا بالتنسيق مع شخص هناك بحجزها في حظيرة خاصة وبمفردها إلى أن توفيت”.
وحول سؤلنا كيف تتم مكافحة الحيوانات السائبة في الشوارع ولماذا توقفت حاليا ؟.
أجاب “لا يوجد لدينا السُم الخاص بقتل الكلاب السائبة والضالة، ومن المفترض على وزارة الأشغال العامة توفير كل الأشياء اللازمة لمكافحة الحيوانات السائبة، ونحن نضطر إلى تقديم طلب إلى المحافظة بعد ذلك يقوم مكتب المحافظة بإعطاء تعليمات إلى صندوق النظافة بدوره يقوم صندوق النظافة في توفير حد أدنى من تلك المبيدات والسموم”.
وأضاف “لنا ستة أشهر ونحن نطالب بشراء وتوفير المبيدات والسموم، ولم نلقَ أي استجابة”، مشيراً إلى أن “عبوة السُم الواحدة تقدر بلتر واحد وقيمته 3400ريال ونقوم بإعطاء 8 لتر لكل مديرية في الشهر الواحد وهي كمية غير كافية”.
واختتم حديثه بالقول: “يعد الفقر أكبر عامل ضار بالصحة، وعندما يكون الظرف الاقتصادي متدهور ينعكس ذلك على كل المجالات”.
متمنياً من الجهات المعنية في عدن توفير موقع لبناء الحظائر والعمل على توفير حراسة بالإضافة إلى صرف شهري للأعلاف والمياه وتوفير طبيب بيطري، ومن جانب المواطن فعليه الاستجابة لتلك الحظائر وعدم تركه للحيوان الذي يملكه يعبث بالشوارع.
**الخاتمة**
قد يعتقد البعض بأن الحيوانات السائبة لا تعد مشكلة بحد ذاتها ولا تستدعي تسليط الضوء عليها في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلد، ولكني أقول بأنه وبصرف النظر عما يجري في الساحة اليوم إلى أني أشعر بالحسرة والحزن لما توصلت إليه عدن اليوم من طمس لهويته ولا يوجد ماهو أكثر أهمية عنها.
وفي نهاية الموضوع همسة في آذان من نسوا أو تناسوا قيمة مدينة عدن وأهملوها إلى هذه الدرجة.
أهذه هي عدن التي تميزت عن كثير من مدن العالم؟!
عدن هي تلك المدينة التي كما قيل بأنها تميزت بواحد وثلاثين صفة تميزها عن مدن العالم شواطئها عروسة، وترابها هريسة، ترقد بين الجبل والبحر كالبرنسيسة. وهي التي فيها للسعد (دار) وكريتر لؤلؤة في محار، والقلوعة روعة، والبريقة تاريخ له بريقه والمنصورة أجمل صورة، وهي التي تعد نموذج للتعايش الديني فيها مساجد في كل حي.. وغيرها من الصفات، و كلمتي الأخيرة لا أحد سيعيد إلى عدن بريقها إلا سكانها البسطاء وليس حكامها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى