أكراد سوريا يقطعون خط الإمداد عن الدولة الإٍسلامية

> بيروت/عمان«الأيام» توم بيري وسليمان الخالدي

> واصل مقاتلون أكراد هجوما كبيرا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا أمس الأربعاء ليقطعوا واحدا من خطوط إمداداته من العراق بينما تزايدت المخاوف بشأن عشرات المسيحيين الذين خطفهم التنظيم المتشدد الذي أعدم في الآونة الأخيرة 21 قبطيا مصريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الصراع إن ما لا يقل عن 90 مسيحيا أشوريا خطفوا من قرى في محافظة الحسكة في عملية خطف جماعي تزامنت مع هجوم نفذته القوات الكردية في المنطقة ذاتها مدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة.
وقال المجلس السرياني الوطني السوري إن العدد زهاء 150. وهرب مئات المسيحيين إلى البلدتين الرئيسيتين في محافظة الحسكة حسبما أفاد المجلس والمرصد السوري.
وقتل تنظيم الدولة الإسلامية أفرادا من أقليات دينية بالإضافة للسنة الذين لا يبايعون دولته للخلافة. ونشر التنظيم الأسبوع الماضي تسجيل فيديو يظهر ذبح 21 مسيحيا مصريا في ليبيا.
وتأتي عملية الخطف في سوريا بعد المكاسب التي حققتها القوات الكردية ضد الدولة الإسلامية في مناطق بشمال شرق البلاد قرب الحدود العراقية وهي منطقة ذات أهمية كبيرة للتنظيم لانها واحدة من الجسور بين الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عبر الهاتف إن التنظيم يريد أن يظهر بمظهر القوي ويلعب على الوتر الديني في وقت يصاب فيه بشدة.
وطردت وحدات حماية الشعب الكردية السورية- بدعم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة- مقاتلي التنظيم من بلدة كوباني الشهر الماضي ومنذ ذلك الحين بدت إمارات الاستنزاف تظهر في صفوف الجماعة.
**الأكراد يكبدون تنظيم الدولة الإسلامية خسائر جديدة**
خطف المسيحيون الأشوريون من قرى قرب بلدة تل تمر على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة. ولم ترد أي معلومات عن مصيرهم. ووردت تقارير متضاربة بشأن المكان الذي نقلوا إليه.
وقال ناصر حاج محمود وهو مسؤول كردي في وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا عبر الهاتف من مدينة القامشلي إن هذه القرى كانت مسالمة ولا علاقة لها بالمعارك.
وأضاف أن بعض المسيحيين يحاربون تحت مظلة وحدات حماية الشعب في محافظة الحسكة ولكن ليس في تلك المنطقة.
وتركز الهجوم الكردي الجديد خلال مطلع الأسبوع على طرد مقاتلي التنظيم من مناطق على بعد 100 كيلومتر إلى الشرق وبينها بلدة تل خميس وهي من معاقل التنظيم.
وذكر المرصد السوري أن 132 مقاتلا من التنظيم على الأقل قتلوا في المعارك منذ 21 فبراير. وقال المسؤول الكردي محمود إن سبعة من أفراد وحدات حماية الشعب قتلوا بينهم أجنبي.
وذكر أنه لا يعلم جنسية الأجنبي لكن مواطنين بريطانيين وأمريكيين انضموا للقتال مع وحدات حماية الشعب ضد الدولة الإسلامية. وأكد مسؤول كردي ثان أن أجنبيا قتل لكنه رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي مقابلة هاتفية من مدينة القامشلي قال إن وحدات حماية الشعب قطعت طريقا رئيسيا يربط تل حميس بالهول وهي بلدة تقع على بعد عدة كيلومترات من الحدود العراقية.
وقال "هذا هو الشريان الرئيسي لداعش". وأضاف أن وحدات حماية الشعب سيطرت على أكثر من مئة قرية من الدولة الإسلامية في المنطقة.
وتابع قوله "نعتقد أننا سننهي معركة تل حميس في تلك الحملة."
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وحدات حماية الشعب على الانترنت مقاتلين أكراد وهم يطلقون النار على مواقع للدولة الإسلامية في الحسكة.
**هجوم منظم**
يسلط الهجوم الضوء على صعود القوة الكردية المنظمة بشكل جيد كشريك رئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا.
وطغى الجهاديون على غيرهم من الجماعات التي تقاتل الرئيس بشار الأسد الأمر الذي عرقل خطة أمريكية لتدريب قوات المعارضة السورية ومدها بالسلاح لمحاربة الدولة الإسلامية.
ورفضت واشنطن فكرة الشراكة مع حكومة دمشق إذ ترى الأسد جزءا من المشكلة. وتشن قوات الحكومة السورية حملة منفصلة ضد الدولة الإسلامية وحققت مكاسب ضد التنظيم في الحسكة في الأسابيع الأخيرة.
والمعارك في الحسكة هي جزء من الحرب السورية التي توشك على دخول عامها الخامس والتي تتقاتل فيها قوى مختلفة على عدة جبهات.
وتشن قوات الحكومة وفصيل متحالف معها حملة ضد الدولة الإسلامية بينما تحارب مقاتلين آخرين بينهم من لا ينتمي للفكر للجهادي بالإضافة إلى جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في المناطق الغربية التي تقع في معظمها تحت سيطرة الدولة.
ووفقا للمرصد السوري فقد حقق هجوم كبير لقوات الحكومة بدعم حركة حزب الله اللبنانية في وقت سابق هذا الشهر مكاسب سريعة في الجنوب قبل أن ينحسر بينما تم التصدي لمحاولة لفرض حصار على المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في مدينة حلب الشمالية الأسبوع الماضي.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة السورية أمس الأول الثلاثاء بتنفيذ مئات من الهجمات الجوية بدون تمييز العام الماضي معظمها كان ببراميل متفجرة في تحد لمطلب من مجلس الأمن الدولي لها بالكف عن ذلك. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى