هادي عاد .. هادي لم يعد

> نوفل محمد المسني

>
نوفل محمد المسني
نوفل محمد المسني
إذا لم يتخذ هادي خطوات قوية وصادقة تجاه إعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها، كونه الرئيس الشرعي المخول من الشعب وكل القوى الداخلية والخارجية، فإننا سنبقى في مكاننا لن نبارحه، بل سيتعقد الوضع أكثر، فالحوثي لن يتراجع قيد أنملة عن أهدافه ومعطياته، بل سيتمادى في غيه أكثر وأكثر، وسيتهور أكثر مما هو فيه، فلا يجب أن يعتقد هادي وكل القوى السياسية أن وصوله إلى عدن، ونقل الحوار إلى منطقة آمنة سيغير شيئا لدى الحوثي الذي له هدف واحد يتيم وهو أن يبسط سيادته وسيطرته على كامل التراب اليمني بالحوار بالسلاح، والمهادنة بالقوة.
ولعل هادي وكل السياسيين قد خبروا الحوثي كثيرا وعرفوا حقيقة نواياه وأدركوا ماذا يريد وإلى من يرتهن، ومن يسانده، وقد نزعت منه آخر أوراق التوت التي كانت تغطي أهدافه ومراميه ومقاصده.. بل لقد تعرى مساندوه أيضا من المؤتمر وإيران وغيرهم، وكشروا عن نواياهم ومقاصدهم، تارة بالمواقف السياسية وأخرى بالتصريحات المنددة بعودة هادي ونقل الحوار، وثالثة بالدعم اللوجستي، وهذا دليل واضح على أنهم ماضون في مشروعهم مهما كلف الأمر.
ومن السذاجة أن ينتظر البعض تفجر الوضع بين الحوثي وصالح، فهما وجهان لعملة واحدة، من ناحية الاستحواذ والطائفية والإقصاء والعصبية الدينية والفئوية والأنانية المفرطة بالذات، والوطن لديهم ليس سوى رقعة شطرنج يبسطون أناملهم عليها كيفما يريدون، هم لا يريدون حرية لهذا الشعب ولا عدالة اجتماعية ولا انتقالا سلسا للسلطة ولا أقاليم ولا توزيعا عادلا للثروات، ولا ولا...إلخ.
غاياتهم وإراداتهم واضحة وصريحة، وطن مغلوب وشعب مسلوب، هم فقط أولياء أمره.. إن عقليتهم مازالت عقلية تطرف بين مطلع ومنزل، بين زيدي وشافعي، وسني وشيعي.. بمعنى مختصر وبسيط إذا طارت من صالح فلا بد أن تحط عند السيد، وتبيض بين القصرين.
إذا أغمض هادي عينيه عن هذه الحقيقة فإنه سيفقد زمام المبادرة مرة أخرى، وسيلقي بالشعب وأحلامه بالعدالة والمساواة إلى هاوية سحيقة مرة أخرى، وستعود عصور الإمامة معممة بعفافيش صالح وعمائم طهران وصميل السيد.
هادي عاد .. هادي لم يعد.. حيثية سوف تكشفها الأيام القليلة القادمة، لكنني أخشى، وأخشى ثم أخشى كثيرا أن يكون هادي لم يعد.. فحتى الآن لم نلمس أي ترتيب صحيح يقلب معادلة المواجهة، ومازال بنعمر يعرض بضاعته البائرة، ومازلنا نهز له الرؤوس.
الحوار مكرمة ووسيلة حضارية، لكنه يبقى عقيما حين يتخذه الآخر وسيلة للمراوغة وتحقيق أهدافه على حساب الشعب والوطن، حينها يصبح عبثا وخطرا، وهرولة إلى التلاشي والضياع وسحب البساط.
على هادي أن يرتكز ويتجه إلى الشعب، ولا يدخل في موت سريري مرة أخرى، وألا ترتعش يداه، وتزيغ عيناه، وتنهزم نفسيته و90 % من الشعب معه.. الحوثي سيستكمل مسيرته القرآنية، وسيزحف، نعم سيزحف مع قوات الحرس العائلي.. لكن يبقى السؤال حائرا: ماذا سيفعل هادي؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى