يمن (وقيص) !

> محمد العزعزي

>
 محمد العزعزي
محمد العزعزي
أمنية ألا يحدث ما لا نرضاه، وما لا تحمد عقباه، فلا نريد الحوثي الدخول في أتون حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، وسيجد أول المنقلبين عليه هم أقرب الناس إليه كما سيجني إقليم آزال العزلة الدولية، وهذا ستترتب عليه آثار كارثية من سفك للدماء وانهيار اقتصادي، وكما هي العادة تغيب كل ثروات الدنيا في صنعاء ولا نجد لها أثرا.
عبدالملك الحوثي عودنا في خطاباته تقمص السيد حسن نصر الله صانع المفاجآت التي يعقبها حدث جلل، لكن صاحبنا في خطابه الأخير بشر أتباعه بحل اقتصادي سار لانتشال الشعب من الضائقة المالية بتصدير أحجار الزينة الثمينة من جبال مران، وكأنه يملك كنز النبي سليمان وألف منجم من الألماس واليورانيوم والبلاتينيوم.
وبهذا فهو يطمن الشعب أن العمل “بالوقيص” سيزدهر ويجعل بلاده في مصاف الدول الكبرى، وهذا هو المضحك المبكي، فالوضع مزر، وحجارة السجيل مستحيلة، التي يلوح بها، فالفدرالية هي الحل ولا فكاك من هذه الاستحقاقات، فلن يخضع الشعب اليمني لإرادته ولن ترضى دول الجوار بما يفعله من رعونة واستقواء بالسلاح المنهوب والمهرب وتهديد خصومه السياسيين في الداخل والجوار.
رجل الكهف يلف على رقبته الحبل، وهو يدعو إلى مقتلة كبرى مع تصاعد الرفض الشعبي وحصار الخارج بينما تزايد التعنت الحوثي وإملاءاته المستحيلة، وهو بهذا يجعل صنعاء في مرمى النيران في الأيام القادمة، وهذا لا يرضي أحدا ولن ينجر هذا الشعب إلى نغمات طائفية وتحويله إلى عراق جديدة، فالوضع المعيشي لا يسمح، وسيجد أقرب المقربين منه ينفضون من حوله وينقضون عليه، فالمذهبية غير معلنة في هذا البلد والعزف على أوتارها ستجر له البلاء، ولهذه الطائفة تحديدا بعد تعايش استمر ألف عام، وهو بهذا يغرد خارج سياق الزمن، ويهدد وجوده ومستقبل البلاد، إن تمادى بهذا الغرور.
وبشهادة العالم كله فإن الحوثة خارجون عن القانون، فهذه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والاشتراكية الدولية اعتبرت هذه الجماعة انقلابية، وهي في نظر اليمنيين عصابة تعمل على تنفيذ أجندة إيرانية، وبالتالي لن يسمح العالم بأخذ اليمن إلى حيث تريد الأجندة الخارجية، كما أن السيطرة على القصور وبعض المحافظات لا يجدي، فالسماء مفتوحة أمام خيارات الردع.
الحوثيون أغلقوا كل منافذ الحوار والتفاهم، وهذا يجعلهم تحت طائلة المساءلة، لاسيما وهم غارقون بقضايا قتل وإرهاب ضد الإنسانية خلال السنوات الماضية، إنهم يغلقون على أنفسهم فرص السلام والشراكة ويكالبون المجتمع الدولي ضدهم، وهم بهذه السلوكيات يجلبون البند السابع والحصار والموت لهذه الأمة المقهورة، وإن بطش ربك لشديد وسيرتد ظلمهم عليهم، فالشعب هو السيد والحاكم، واقتربت ساعة الخلاص، اليمن سيعيد دوره وهو قادر على تضميد جراحه بقوة شعبه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى