بعد 26 عاما.. تنتقل د. أوراس إلى جوار ربها وبجوار والدها

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب  محمد  يابلي
نجيب محمد يابلي
الأربعاء الحزين، 25 فبراير 2015 نعى الناعي وفاة العبقة الذكر الدكتورة أوراس سلطان ناجي، فقيدة المجتمع المدني في عدن والوطن عامة، وفقيدة الحياة النيابية، وفقيدة طب الأطفال، وفقيدة النخب الوطنية والسياسية، وفقيدة لجنة الصحة العامة في البرلمان، وفقيدة المجتمع عامة، وفقيدة المرأة اليتيمة في المجتمع الذكوري الإقطاعي المتخلف كانت المرأة الوحيدة في البرلمان، أي بنسبة 0.332 %.
الفقيدة الغالية بالنسبة لي: التاريخ والجغرافيا والثقافة والوطنية والقومية والإسلام، وإذا طرقت الجزئية الأولى: التاريخ، فهي بنت عدن، فوالدها أستاذنا سلطان عبده ناجي من مواليد 7 يناير 1936م، وهو علم من أعلام الوطن في عدد من المضامير: خبير الخدمة المدنية، من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب، مؤرخ، من مؤسسي مؤتمر الخريجين في عدن، ومن الرعيل الأول في التعليم الأكاديمي عند تأسيس كلية التربية العليا بعدن، وانتقل إلى جوار ربه في 7 أبريل 1989 في صنعاء، ووري ثرى مقبرة خزيمة. (لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة ما كتبته عنه في حلقة من حلقات “رجال في ذاكرة التاريخ” صحيفة «الأيام» 15 سبتمبر 2002).
أما أم أوراس فهي أختي العزيزة الغالية فردوس محمد أحمد الأصنج جارتي وبنت حافتي، وترتيبها الثاني بين إخوانها: عبدالحميد - فردوس - بثينة - عزام - عادل - مجيد - أحمد - عبدالله - بلقيس، وهم أبناء محمد أحمد الأصنج وزينب بنت حمادي، رحمهما الله ورحم أولادهما: عبدالحميد وعزام وعادل وأحمد وبلقيس وخالد، إضافة إلى أمون التي توفيت وهي في ربيعها السادس في نهاية خمسينات القرن الماضي، وكان عمنا محمد أحمد الأصنج من أعلام مكتب العلاقات العامة والنشر بعدن ومن أرقام منتديات عدن وأبرزها مبرز دنبوس ومبرز سعيد سالم يافعي، وكان أستاذنا عبده حسين أحمد من أصدقائه.
أما جدها أحمد محمد سعيد صالح الأصنج (المعروف بالأستاذ أحمد الأصنج) فهو علم من أعلام عدن ودخل تاريخ المجتمع المدني والحضري من أوسع أبوابه عندما أسس “نادي الإصلاح العربي” بالشيخ عثمان، والكلام عن هذا النادي مع نظيريه نادي الإصلاح العربي في كريتر ونادي الإصلاح العربي في التواهي وأعوام تأسيسها على التوالي 1930، 1929، 1930 لايتسع لها كتاب، وكفى الأصنج فخراً أنه حال دون وصول الزعيم المغربي أو زعيم الريف المغربي عبدالكريم الخطابي إلى فرنسا لإكمال عقوبته السياسية، وتدخل لدى شيخ الأزهر المراغي ورئيس الوزراء مصطفى النحاس وأمين عام جامعة الدول العربية عبدالرحمن عزام، حيث أنزل الخطابي من الباخرة عند وصولها إلى ميناء بور سعيد ليقيم في القاهرة حتى وفاته عام 1962م، وقامت الحكومة المغربية بنقل رفاته قبل عامين من ثرى المحروسة مصر.
قام الأستاذ عبدالله فاضل بجمع كتابين للأستاذ الأصنج هما “نصيب عدن من الحركة الفكرية” (ثلاثينات القرن الماضي) و“أريج عدن” (ستينات القرن الماضي)، رحم الله الأستاذ أحمد الأصنج (1903 - 1975).
أما الأستاذ عبدالمجيد الأصنج (يصغر شقيقه بحوالي أربع سنوات) من مواليد الشيخ عثمان، وكانت وفاته في نهاية 1959، ومع ذلك فإن عطاءه كان جزيلاً، وقد كان - رحمه الله - مصلحا اجتماعيا بارزاً وشاعراً كبيرا ومجادلا حصيفا في الندوات والمناظرات ومنها مناظرته في يعرب بن قحطان عام 1943 وغطتها “فتاة الجزيرة” مع الشيخ عثمان الأزهري، فكانت مناظرة قل أن تجد لها رديفا في هذه الأيام - أيام البيزنيس - ومحورها “الصلاح في من أولاً الراعي أم الرعية”، وكان رأي الأستاذ الأصنج أنه في الرعية، وهو محق في ذلك، ونلمس ذلك هذه الأيام، الحاكم والرعية (إلا من رحم الله) فاسدون.
وفي نهاية خمسينات القرن الماضي (1959) فاضت الروح الطاهرة إلى ربها وخلف وراءه سجلاً عطراً من الأعمال وولدا هو عبدالله الأصنج، الزعيم النقابي والوطني الكبير، وآسيا التربوية الجليلة المعروفة باسم (آسيا حميدان) رحمها الله.
**الدكتورة أوراس إلى جوار ربها وبجوار والدها**
قال نبي الله يوسف لأبيه النبي يعقوب، عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: يا أبتاه لماذا أكثرت من البكاء عليّ، ألم تكن تعلم أن الله إن لم يجمعنا في الدنيا فسيجمعنا في الآخرة؟ قال نبي الله يعقوب: إني كنت أعلم ذلك يا ولدي ولكني خفت أن تغير دين الإسلام فيفرق الله بيني وبينك يوم القيامة.
ذكرت هذه الواقعة ويزن سلطان ناجي، شقيق أوراس يقول لي: من محاسن الصدف أن قبر شقيقتي أوراس يفصله عن قبر والدي سلطان ناجي (المتوفى عام 1989) ثلاثة قبور فقط، فقلت: سبحان الذي جمع بين الشتيتين بعد أن ظنا أن لا تلاقيا.
أسعدك الله ياسلطان ناجي أن أكبر أولادك تنام إلى جوارك، يرحمكما الله ويرحم أمواتنا وأمواتكم، فأنتم السابقون ونحن اللاحقون، وأذكرك يا أستاذي سلطان ناجي بواقعة مشاهدة الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لجنازة فقال: ميت الغد يشيع ميت اليوم.
عصم الله قلوبكم بالصبر يا آل ناجي ويا آل الأصنج ويا آل محمد الحاج ويا آل حميدان ويا آل عبدالعزيز هايل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى