آخر فرصة للشرف العسكري ومنع حرب أهلية

> عبدالعزيز المجيدي

>
عبدالعزيز المجيدي
عبدالعزيز المجيدي
لا تستطيع ميليشيات الحوثي دخول تعز عنوة مهما كانت قوتها.
حتى الآن هناك معسكرات للجيش تعهدت بالدفاع عن المحافظة، وإذا قررت التخلي عن وظيفتها كألوية لحماية بلد وليس تبعا لمخططات طائفة، فإنها ستكون قد اطاحت بآخر فرصة لاعادة الاعتبار للبزة والشرف العسكري.
في تعز وحدها مازال المرء يشعر بالتقدير كلما مر من حاجز عسكري لجنود يقومون بدورهم في ارساء الاستقرار وحماية أمن المحافظة.
لا يكترث الناس لهوية العسكر المناطقية، فالكثير منهم من محافظات ذمار وصنعاء وعمران، وسكان المحافظة ممتنون لأن هؤلاء مازالوا موجودين لأداء وظيفتهم الوطنية الجسورة، ويشعرون بالاطمئنان لانهم ينتشرون في الحواجز والنقاط.
كما بقية المحافظات التي عبرتها ميليشيات الحوثي، لا يمكن لتعز أن تسقط الا إذا تخلت معسكرات الجيش عن وظيفتها الوطنية، واذا حدث ذلك، فإن هذه المعسكرات وقادتها سيطلقون على أنفسهم رصاصة الرحمة الأخيرة، متواطئين ضد بزتهم ووظيفهم وشرفهم العسكري للقيام بدور مرتزق لمصلحة ميليشيات طائفية.
إذا حدث ذلك - وهذه مخاوف تؤرق الكثيرين - فإن تشكيل اللجان الشعبية يمكن أن يصبح خيارا اضطراريا، للحفاظ على أسلحة الجيش والوقوف في وجه الغطرسة وحالة الانكشاف العسكري أمام ميليشات باتت تقدم نفسها بكل صراحة كرأس حربة في مشروع وأجندة قوى إقليمية ودولية، تريد تقسيم البلاد والمنطقة على أسس طائفية.
مازالت ثقة الناس بالمعسكرات مرتفعة، ومعظم الرهان منصب عليها لوقف أي مخطط حوثي لدخول المحافظة.
مع ذلك فالمخاوف من تكرار نفس سيناريوهات المحافظات الأخرى مازالت تحوز مساحة معتبرة، وبالتأكيد فلن يقف الناس وقتها لممارسة الفرجة!.
تقع على هذه المعسكرات اليوم، ليس مسؤولية حماية المحافظة من المليشيات فحسب، بل والدفاع عما تبقى من تقدير للزي العسكري وهيبة الجندية في مواجهة الحرب البشعة التي تستهدف في المقام الأول آخر مهمة وطنية لجيش مفترض، والأهم من هذا وذاك منع الانزلاق النهائي إلى مستنقع حرب أهلية لا نهاية لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى