> عبد العزيز المجيدي

عبد العزيز المجيدي
عبد العزيز المجيدي
النسخة الأولى من “انصار الله” في الستينيات قاتلت الجمهورية الفتية جنبا إلى جنب مع المرتزق الفرنسي الشهير (بوب دينار) وشاركت إسرائيل في الحرب لوجستيا وعسكريا.
كان البدر وأصحابه يولون وجوههم شطر الرياض، وكانت الشقيقة الكبرى تضخ جنيهات الذهب، كما لوكان شوالات تراب، لدرجة أثارت شهية قسم من “المجمهرين” الذين ملأوا خزائنهم ببريق الأصفر ووزنه الثمين، وانتقلوا للخندق المقابل في الليل.
قاتل جنود الإمام الهارب، البدر ومرتزقة القبائل، بقيادة الأمير محمد بن الحسن في صعدة باستماتة لمواجهة قوات الجمهورية، وليس مصادفة أن الاسم الذي كانوا يطلقونه على أنفسهم وقتها “أنصار الله”.
كانوا يعتقدون أنهم يدافعون، ليس عن اليمن فحسب، بل عن الدين في مواجهة “المجمهرين” الكفرة و“العملاء”!.
النسخة الثانية تنطلق امتدادا لنفس المزاعم المرتبطة بالأحقية في الحكم، وداخل ذات النسق العرقي والسلالي بلافتة تدشينية تخص “المظالم”، ولاحقا ثوّرت “العصبيات والغرائز” مستعينة بحفنة من لصوص السياسة والسلطة، مطلقة حربا طائفية وتضع البلاد بيدقا على رقعة “الشاه” الفارسي.
ترفع لافتة حماية البلاد والوقوف في وجه التدخل الخارجي و“المؤامرات الأمريكية”، لكن عينها لم تطرف للحظة عن القدس ضمن فيلق القدس أيضا!.
ما من مرتزق هذه المرة، فالجماعة نفسها تقوم بدور بوب دينار، والجديد فقط أنها ولت وجهها شطر طهران.
الثابت الوحيد فقط هو أن كل عمالة وارتهان “مقدس” و“وطني” طالما كانوا هم أدواتها.
اليوم.. مع حليفهم العصبوي الانفصالي الانقلابي صالح يسلمون البلاد لإيران وحرسها الثوري، كما لو كانت رقعة سجاد ينكب عليها كبار النساجين المهرة من طهران لتشكيلها بالطريقة المرضية للطاووس!.
لا يجب أن تقول إن ما يحدث هو خيانة طائفة لبلد، وعمالة لدولة كل ما يربطهما ببعض صلات طائفية وقناعات في الرؤوس المريضة عن دولة الإمام والمرشد.
هذا سلوك و“طني محض”، يشبه ما أقدمت عليه الجماعة نفسها منذ 21 سبتمبر حتى الآن، حيث البلد يسقط رويدا رويدا في “جنة” الحرب الأهلية والتقسيم الطائفي!.
هي لا تريد أن تخذل طهران، فقبل ذلك بشرت وكالة فارس الإخبارية بسقوط العاصمة على يد “كتائب الحسين” ولم تمر سوى أيام قليلة، حتى حققت النسخة الثانية من “أنصار الله” نبوءة “فارس”، وعينهم - أيضا - مازالت على القدس!.
لذلك مايزال مدد إسرائيل مستمرا، ونتنياهو يتكفل بالدعاية على حسابه الخاص.
حتى “العمالة” يجب أن تكون حقا حصريا “للبطنين”!.
لعل ذلك هو “الاجتهاد” الوحيد الذي أضافته الجماعة إلى نظرية الهادي ضمن شروط الإمامة في المذهب الزيدي!.
لنهتف بكل وطنية “الأنصار”: مرحى بجنود الشاه في ديارنا!.