> عبدالإله هزاع الحريبي

عبدالإله هزاع الحريبي
عبدالإله هزاع الحريبي
في يوم الجمعة من كل أسبوع نجتمع في مساجد الله وفي ساحات الحرية، لنستزيد معرفة دينية ولنهي عن منكر وأمر بمعروف، وتبصير بما نعانيه وطرق الخروج من هذه المعاناة بما يتوافق مع شرع الله.
سمعت جزءا من خطبة الجمعة التي نقلتها قناة (المسيرة) من جامع الإمام الهادي في صعدة، وكانت تحث الناس على الجهاد والتضحية، وأنه من الضرورة أن يجاهد المسلم أعداء الأمة، وفي ذلك إيحاءات بالاستعداد للحرب وللقتال، والخطبة الأخرى كانت من ساحة الحرية بتعز والتي سمعت جزءا منها وكانت تحث الرئيس هادي على العمل الجدي من أجل تحرير صنعاء من الاحتلال، والمقصود الاحتلال الحوثي، وطبعاً خطيب ساحة الحرية كان تعبيراً عن حزب الإصلاح الذي يسيطر على منبر الخطبة في الساحة حتى أن بعض الثوار من المستقلين والاشتراكيين وبالذات فئة الشباب يقيمون صلاة الجمعة في شارع جمال أمام مكتب التربية والتعليم نتيجة خلافاتهم المستمرة مع الإصلاح وسيطرته على الساحة، وبطبيعة الحال ساحة الحرية تعتبر قبلة الثائرين من جميع التيارات السياسية، وذكرنا هذا فقط من باب ما يحدث بين النشطاء الثوريين.
ما يجمع الخطبتين كان التحريض على المواجهة وبطريقة غير مباشرة، وإنما تقرأ من بين السطور، وإن كان خطيب جمعة ساحة الحرية يريدها حربا تحت عنوان شرعية هادي، وليس تحت عنوان آخر، كما أن هناك كمية من المدح لهادي لا تتناسب وحجم ما كالوه لهادي من اتهامات خلال الفترة الماضية، وليعذرني القارئ على ربطي للإصلاح بقوة بما يجري ذلك أن ما جعلني أربط الإصلاح بخطبة الجمعة هو كلمة الإصلاح التي نشرت في موقع الإصلاح نت، والتي فحواها صبرنا لن يطول، فلا تختبروا صبرنا، وهي موجهة ضد أنصار الله الحوثيين، وهذا يعني أن الإصلاح قد حصل على دعم قوي مادي ومعنوي لخوض حرب أو للإستعداد لها من الإقليم، بعد أن كان الإصلاح قد فقد هذا الدعم نتيجة ميله لغير مصالح الإقليم، وهو ما أدى بحسب تقديري إلى خسارة جناحه القبلي والعسكري للمواجهات السابقة في عمران والجوف وصنعاء مع أنصار الله الحوثيين، هنا يتم تسخير الجانب الديني والوطني لتصفية حسابات حزبية وقبلية وسياسية، مع أن الخطاب اليوم يجب أن يكون باتجاه الحوار والتقيد بنتائجه، أو المضي قدماً باتجاه الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي تستطيع أن تقتلع أنصار الله الحوثيين.
خطاب الحرب هو خطاب خاطئ، ويجب على اليمنيين التبصر كثيرا في نتائج الحروب، سوريا وليبيا مثالان بارزان لكل من يريد العبرة والعظة، وبعد الحرب ستجمع المتحاورين طاولة واحدة للخروج بحل، خاصة وأن الحرب إن اشتعلت لها ممولوها الأقوياء في الساحة الدولية، ولن تكون سهلة لا لأنصار الله ولا للأطراف الأخرى، وسيكون الشعب اليمني هو ضحية هذه الحرب، ستدمر المدن وستملأ الصلوات الجنائزية الوطن، الحرب ليست نزهة إن وقعت في بلد يعج بالسلاح، وفي بلد بلغ الاستقطاب لأطرافه من الخارج مبلغه، بمعنى أن كل الأطراف لن تسمح بسقوط مشروعها في اليمن، إيران أمريكا وروسيا ومن لف حول هذه المحاور.
أمام اليمن فرصة النجاة بالوطن من هذه النتيجة التي لن يستفيد منها أحد، عبر الحوار ستحل الخلافات وأظن أن أنصار الله والإصلاح هما أبرز من يجب عليهما النظر لمصلحة الشعب اليمني كله، وهما يستطيعان الخروج بالوطن مما هو عليه للنفوذ الذي يتمتعان به داخل الوطن وخارجه، لطفك اللهم بالشعب!.