لتكن عدن حاضرها كماضيها

> أحمد ناصر حميدان

>
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
مقال لأخي وزميلي الصحفي الرائع علي راوح في صحيفتنا الغراء «الأيام» منبر عدن الأصيل بعنوان (عدن.. البدايات والمنتهى) مقالا جميلا يأخذك معه إلى ذلك الزمن الجميل زمن الطيبين والرائعين زمن الوطن والوطنيين زمن الخير والخيرين، الزمن الذي كانت عدن (بندر) وسباقة في كل ما هو حضاري وتنموي، كانت فعلا كما وصفها البدايات والباب الحضاري الذي دخلت منه اليمن والمنطقة تطورات العصر، كانت الرئة التي تنفست منها المنطقة الصعداء وتحررت من جبروت الطغاة، حاضنة المشاريع التحررية والوطنية والإنسانية جمالها ورونقها وصفاء روح أبنائها يستقطب الزائرين من كل حدب وصوب، عدن التي يلجأ لها المظلومون هربا من جبروت الطغاة وقوى العنف والاستبداد وكانت مرتع القوى التحررية في المنطقة، عدن لا خوف عليها لأنها أصيلة وأصالتها في صمودها أمام التحديات.
ما استعرضته أخي هو ماض وتاريخ عدن الناصع الذي يشع نورا إلى يومنا هذا يضيء حاضر دول المنطقة التي استقطبت كوادرها وخبراتها من عدن وانتعشت بلدانها من تجربة عدن، لكن أين نحن من هذه التجربة أين نحن من هذا الماضي الجميل الزمن الذي نتذكره ونعيش على ذكراه.
انظر أخي لعدن اليوم لحاضرها هل يرضيك ويرضيني ويرضي محبيها؟! عدن التي بزغ منها نجوم الفن ومنهم ابوبكر سالم بلفقيه (يا طائرة طيري على بندر عدن) وقيل عنها (ياريت عدن مسير يوم شسيربه ليلة ما شرقد النوم)، وكوكبة من أروع فناني الجزيرة والوطن اليمني.
عدن التي كانت تعج بالمسارح والسينمات والأندية الثقافية والرياضية والمنتديات، عدن مدينة التنوير والثقافة والفكر، عدن المدنية والإنسانية والتنوع.. ماذا بقي من ذلك، لا مسرح ولا سينما ولا ثقافة ولا فكر، شباب ضائع، عشوائية في الشوارع، ومبارز قات في الأركان والحواري، وحاملو السلاح يتجولون في الساحات والأحياء، والفوضى تعم المدينة تبث منها روائح الكراهية والتحريض وشطط في كل صغيرة وكبيرة، غابت القيم النضالية والمبادئ الإنسانية التي حملناها وتربينا عليها، كل هذا نتاج مرحلة كانت فيها تحت وطأة الطغاة والناهبين الذين دمروا تاريخ عدن وإرثها الثقافي والفكري والروحي.
ولكن عدن صمدت في وجه أعتى نظام استبدادي عرفته اليمن، وثارت ضده وجمعت الوطنيين لاقتلاعه إلى يومنا هذا وعدن ثائرة وتستوعب الثوار منتفضة ضد جبروت وعنجهية العنف والاستبداد تقاوم التخلف والجهل عسى ان يستوعبوا الدرس.
المسئولون عن عدن اليوم أمامهم مسئولية وطنية هي إعادة الاعتبار لهذه المدينة وأبنائها والكف عن الممارسات التي تزيد من تأزم الأمور وتحول عدن لصراعات هي غير مسئولة عنها، ابعدوا عدن عن صراعاتكم وجنبوها شروركم وأوقفوا العبث بها وبجمالها وأراضيها، عدن ليست غنيمة لتغتنموا منها فتحتقركم كما احتقرت أسلافكم.
عدن تحتاج أن تكون جوهرة مضيئة بكهرباء وماء وحياة كريمة ومؤسسات خدمية ودولة مدنية لا تريد خطبا ووعودا كاذبة، وعبثا وهرجا ومرجا وصراخا ومعارك.. تعبنا وهرمنا، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى