الجنرال يقلب الموازين

> عبدالإله هزاع الحريبي

>
عبدالإله هزاع الحريبي
عبدالإله هزاع الحريبي
انتقال اللواء محمود الصبيحي من صنعاء إلى عدن في أول فرصة سنحت له يعني أن هذا الجنرال العسكري الذي يمتلك شعبية قوية في البلاد لم يكن راضياً عما يدور في صنعاء من أحداث، وحضوره الصوري مع الحوثيين كان تحت ضغط القوة والتهديد بها، ورأى مسايرة الوضع حتى تأتي الفرصة للخروج أو الهروب المشرف إلى عدن.
هذا الجنرال له سمعته العسكرية القوية، وقد خاض حرباً حقيقية وفاعلة مع القاعدة ونجح فيها بأبين وحضرموت وشبوة، ولولا أن الجيش اليمني منقسم في ولاءاته لقيادات حزبية وقبلية وأسرية لاستطاع هذا الجيش بقيادة هذا الجنرال المتمكن من دحر القاعدة، ويستطيع دحر المليشيات المسلحة وإنهاءها أو إعادتها إلى كهوفها في مران.
وصوله إلى عدن يقلب الموازين العسكرية، إن قرر هو أن يكون في صف الرئيس عبدربه منصور هادي كرئيس شرعي للبلاد، وتولى زمام المؤسسة العسكرية من جديد، فهو قادر على أن يعمل من عدن أكثر من قدرته على العمل من صنعاء، وهذا مشهود له خلال الحرب على الإرهاب المتمثل بأنصار الشريعة الذراع العسكرية للقاعدة في اليمن، بعودته إلى عدن يضيق الخناق على حكام صنعاء، الحوثيون يخسرون أكثر وتتضح صورة بشعة لهم بجانب علي صالح، ومن أفسدوا في البلاد خلال أكثر من 33 عاما مضت، ثقة المؤيدين لأنصار الله سوف تبدأ بالعد التنازلي من أولئك الذين يفكرون بعقولهم ولا يسيرون بغير هدى ووضوح، بالمختصر ليسوا كالأنعام يسيرون بعد سيدهم بالحق وبالباطل، العقل ضروري للعمل وللتبصر ولأخذ الحكمة والعظة والعبرة من خلال تقارير نشرت رد الجنرال الصبيحي على الرئيس السابق علي صالح عندما سأله: لماذا لم توجه بالدفاع عن معسكر الصباحة؟ رد عليه: أنتم من جعلتم وزير الدفاع كائنا ليس له من المنصب إلا الكرسي الذي يجلس عليه، والاسم الذي يتزين به، وكنتم من تمسكون بكل القرارات والتوجيهات. هذا معنى وليس نص رده على علي صالح، هو يريد أن يقول له ومنذ متى في عهدكم وإلى الآن كان لوزير الدفاع صلاحية فعلية لتوجيه القوات حسب المصلحة الوطنية.
أنا أحد الذين يثقون بالجنرال محمود الصبيحي ونزاهته وعفته، وقدراته العسكرية الكبيرة التي لو وظفت مع كوادر المؤسسة العسكرية التي كانت تنتمي لجيش اليمن الديمقراطية، ستصنع الكثير وتؤسس لجيش وطني حقيقي، بعيداً عن السيطرة الحزبية والقبلية والأسرية.
العميد ثابت جواس هو أيضاً أحد هذه القيادات التي تشكل محور القوة في أية ضرورات لمواجهة مليشيات علي صالح والحوثي، التي يبدو أنها تذهب نحو محاولة غزو الجنوب ونهبه مرة أخرى، وهذه رسالة لقادة الحراك الجنوبي الذين يعملون حالياً على إرباك الرئيس هادي والتشويش عليه في عمله بعدن، والمفترض العمل الجاد والحقيقي مع هادي أو تركه يجرب طريقته في إعادة حقوق أبناء الجنوب، ومواجهة قوى الفيد والنهب والسلب، التي تحاول هذه المرة غزو الجنوب تحت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.
بانتظار الجنرال محمود الصبيحي صيف حافل بالعمل لأجل الوطن والشعب، لأجل اليمن وتحريره من قبضة الطائفة وقبضة المليشيات، وتحرير اليمن من وصاية علي صالح إن قررت هذه المليشيات رفض الحوار العادل وتوجهت نحو القوة. أمام أنصار الله (الحوثيين) فرصة وحيدة لإعادة الاعتبار لأنفسهم ولحركتهم من خلال ضرب بقية النظام الذي ثار عليه الشعب والموجود في صنعاء، والدخول في حوار جدي تحت سقف مخرجات الحوار الوطني الشامل، وشرعية الرئيس هادي، غير ذلك حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى