لماذا أقول للجنوبيين قدموا قراءة لتاريخكم

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب  محمد  يابلي
نجيب محمد يابلي
إذا قرأت تاريخ أي مجتمع من المجتمعات ـ شرقا أو غربا ـ ستخرج بمحصلة كمية ونوعية لهذا المجتمع أو لذاك.. سترى مراحل تطور حدثت.. سترى سنة التاريخ بأن كل شيء إلى الأمام، إلا تاريخ هذه البلاد، شمالا وجنوبا.
ما يعنيني هنا هو الجنوب وحاضرته عدن اعتبارا من 30 نوفمبر 1967 فقط، وأريد من الجنوبيين تقديم قراءة علمية ومحايدة لتاريخ الجنوب، وحتى لا يتيهوا، أطالبهم بتقديم قراءة للعصرين الوسيط والحديث، وإن تعذر عليهم فنظرة إلى ميسرة، وقدموا القراءة للفترة 1767 - 1967، ما لم فسيظل هذا الجنوب (ومعه الضحية عدن) في أسفل سافلين، لأن ما رأيته بعد 6 نوفمبر 1967 وما أراه اليوم ليس إلا نفس العقلية، لأن التطور عند هؤلاء الناس توقف في 6 نوفمبر 1967، لا يريد أحد أن يعترف بالحقيقة وإن قدمتها له مبسطة ومنزوعة الدسم حتى لايصاب بالجلطة أو الذبحة، فإنه يواجهك بالشتم، وهؤلاء الناس شتامون طعانون لعانون.
لماذا أريدهم أن يقدموا قراءة لتاريخهم، أريدهم أن يقولوا للرأي العام في التاريخ “الآن سنقول الحقيقة”، لأن كل ما قرأناه وسمعناه على عقود من الزمن زيف في زيف، وأكرر هو زيف في زيف.
أقول للجنوبيين إن الباحث عن الحقيقة لن يجد شيئا في عدن أو في صنعاء.. تفاصيل الجنوب أو الشمال ستجدها في مكتبة الكونجرس الأمريكي أو مكتبات جامعات أمريكية عريقة.
إن أردت معرفة تفاصيل كل المنعطفات في الجنوب أو عدن أو صنعاء ستجدها في مكتبة الكونجرس أو المتحف البريطاني أو مكتبات جامعات أو مراكز بحثية بريطانية.. ستقف أمام آلاف الكتب والوثائق والخرائط والصور وبالتفصيل الممل، وكذا سيصل الباحث إلى الحقيقة في مؤسسات نظيرة لتلك في فرنسا وألمانيا وتركيا.
ستصل إلى ضالتك المنشودة في البحث عن الحقيقة في مراكز علمية وأكاديمية متخصصة في تل أبيب وإسرائيل متقدمة جدا على الدول العربية في المؤسسات الأكاديمية والبحثية، والجامعة العبرية واحدة من أفضل (20) جامعة في العالم، ومراكز البحث في إسرائيل لا مكان لها في ميزان المقارنة مع نظيراتها العربية، لأن الباحثين والأكاديميين هناك يلهثون وراء الأبحاث، والأكاديميون عندنا يلهثون وراء الأراضي والعقارات، الاكاديميون هناك جهابذة أبحاث ودراسات، والأكاديميون هنا ـ إلا من رحم الله ـ جهابذة مخابرات.
من الفوارق والمفارقات الصارخة أنهم (في الغرب وإسرائيل) يعملون في ظل المؤسسية، النظام والقانون، فصل السلطات، ولا وجود لصفحات في الجرائد والمجلات تمدح هذا الحاكم وتطري على ذلك الأفندم وتشيد بذلك الشيخ مثلما هو عندنا.. تاريخنا الحديث لا سيما بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر كله مهازل، وكلما خرجنا من مهزلة دخلنا في مهزلة أخرى، مؤتمرات ولقاءات وحوارات وثورات تسير جنبا إلى جنب مع إفلاس في الإعلام وخطباء المساجد والشعراء والسياسيين الذين أهدرت معهم ملايين الدولارات في حوارات صنعاء، والآن يريدون البقاء في دائرة الإهدار والسفه الدولاري في الرياض، وكلها ضحك على الذقون.
أتعرفون لماذا؟.. لأننا عازفون عن تقديم قراءة لكل المنعطفات في تاريخنا شمالا وجنوبا، لأن المنعطفات كلها سلب ونهب أموال وثروات وأراض.. كلها ابتزاز يمارس مع المساعدات والقروض وشراكة المسؤولين مع رجال مال وأعمال لا تقدم على دفع مبلغ من المال مقابل نسبة الشراكة وإنما بـ(حق الحماية) وهي مفردة قذرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد.
قدموا قراءة لتاريخكم ما لم ستظلون مراوحين حيث أنتم في أسفل سافلين، لأن العالم يعرفكم وعلى أساس ذلك يتعامل معكم بحذر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى