عدو تعز.. عدو اليمن الأول

> عبد العزيز المجيدي

>
عبد العزيز المجيدي
عبد العزيز المجيدي
عندما يتحدث صالح عن تعز بتملق فتأكدوا أن كارثة ينسجها للنيل من محافظة يشعر بالتناقض معها فطريا!. صالح لم يتهجم على تعز، بل قتلها، وأحالها إلى قرية. خنق رئتها الاقتصادية وأحال ميناء تاريخيا، لم يربط تعز فحسب، بل واليمن بالعالم طوال قرون، إلى ممر تهريب حصري لعصابات تم نشرها في كل مكان. كان يريد تخليد أول مهنة احترفها في باب المندب، وقد فعل باقتدار كتاجر شهير.
هو يراهن على الذاكرة المثقوبة للناس، وقدرته على الدس والوقيعة وحياكة الفتن بين أبناء البلد، لذلك وجب تذكيره ببعض جرائمه البسيطة في سجله المتخم حيال تعز.
هذا الذي يتمسح بتعز اليوم هو نفسه الذي أمر بمهاجمة طلاب جامعة صنعاء في انتفاضة فبراير 2011، والهتاف ضدهم: “ارحلوا يابراغلة”، وهو نفسه الذي استنفر طوق صنعاء القبلي، محاولا تحشيد عصبياته وتأليبها على تعز، في فترة الثورة، وهو يقول لهم بحقد: “البراغلة يشتوا يشلوا السلطة!”.
هذا الذي يذرف دموع التماسيح على تعز اليوم، محاولا استغلال طبخة فاسدة لتسريب صوتي للإيقاع بين تعز والجنوب، هو نفسه طابخ جريمة قتل صانع الحلاوة القباطي وأبنائه الذين قتلوا في يافع في 2009 لقطع الصلات النضالية التي كانت بدأت تتشكل بين تعز والحراك الجنوبي. اسألوه من أمر بالإفراج عن متهم بقتل شماليين من تعز وإب في الجنوب من مديرية أمن الحبيلين عام 2010؟.
كنتُ كتبتُ تقريرا لصحيفة (الشاهد) في 2011 عن جريمة مصنع الذخائر في أبين، وكيف جرى تسليم المعسكر هناك لعناصر القاعدة، “اللُعبة” بأوامر من صنعاء. كان من ضمن القائمة التي تقود المجاميع المسلحة التي سيطرت على المعسكر، وتعمل لحساب الإرهابي الكبير في صنعاء المتهم الرئيسي بالتقطع والقتل!.
لقد تمكنت السلطات في الحبيلين من القبض عليه في 2010 على ذمة جرائم تقطع وقتل، وكان بحوزته كمية من السلاح، وبدلا من محاكمته أمرت سلطات صالح بإخلاء سبيله، وإقالة مدير أمن المديرية تأديبا، لأنه احتجز المتهم يوما واحدا فقط!. كان مايزال دور هذا العنصر ضروريا للعمل ضمن طاقم صالح التخريبي في الجنوب، لضرب النسيج الاجتماعي وحالة التواصل الوطني بين أبناء المحافظات، وتحديدا بين تعز و الجنوب.
قبل الوحدة كانت تعز أيضا عدوا شخصيا لعقدك المركبة، وعندما كان القتلة يسرحون ويمرحون فوق جثث أبناء المحافظة كنت تحميهم، وتمنحهم عنايتك.. هل تتذكر عندما أمرت بتحليق الطيران الحربي فوق المدينة وفتح حاجز الصوت ترويعا لأنهم خرجوا للتظاهر ضد قتل طبيب، وكانت سلطاتك توفر الملاذ الآمن للقاتل؟ حينها كنتُ ما أزل طفلا، لكنني استمتعت وتابعت هذه القصة والناس يسردونها بمرارة.
حوادث وأعمال جنائية كهذه، وغطرسة مناطقية وطائفية طفحت بها سيرتك، سنحتاج وقتا طويلا يساوي فترة حكمك كي تتعرف (أنت وليس نحن) تماما على حقيقة التقدير الذي تكنه لتعز وأبنائها.
أنت لا تعيش ولا تتعايش إلا من الفتن، ولن يهدأ لك بال إلا وقد حولت البلاد إلى مخيم كبير للنزوح، ومصدر رئيسي للتشرد في العالم.
هذا الذي يتباكى على تعز سامها سوء العذاب، وأفرغ كل عقده فيها، وعندما يحاول بشكل مفضوح إكمال مشهد مسرحية التسريب الصوتي يبدو فجا وسخيفا، ولا يخطر بباله أن تعز تعرفه عن ظهر قلب، ولوسلمنا أن ثمة من تهجم على تعز فصالح قاتلها الذي يجب أن يمثل أمام العدالة.
هو يريد اقناع نفسه بأنه مؤد جيد في عروض عبثية، وفي الواقع كان يقنعها بالفعل بأنه مريض للغاية ويحتاج لعناية طبية عاجلة. الآن يستعد على ما يبدو كتاجر حرب معروف لتدشين حملة جديدة على الجنوب وإعلان حرب، لكنه يتعمد إغفال أن مشروع الانفصال هو من يقوده في صنعاء، وأن اليمنيين ربما يضطرون لحمل السلاح لتحرير العاصمة من قبضة الفرس وعملائهم “الأبناء”.
يا رجل لو صدقك بعض المخدوعين من السذج في تعز والفقراء المحتاجين لبعض الريالات التي سرقت من أفواههم مليارات بالعملة الصعبة طوال حكمك فلن يصدقك أفراد أسرتك وأقرب الناس إليك. حتى المسكين الذي تحاول تدميره بدور القائد المخلّص، ربما لايزال يتذكر أمه بألم، كما قال اللواء المناضل نصار علي حسين ذات ثورة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى