صنعاء لكم وعدن لنا

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
هل سمعتم صراخ الحوار من موفنبيك صنعاء؟ لقد بلغ أقصى مداه ووصل إلينا دون أن نفهم معناه، فقد لعبت الرياح بكلمات الحوار وقامت ببعثرتها، حتى أن الكثير من الناس أقفلوا شبابيكهم ليمنعوا وصول ذلك الصراخ إليهم.
طال وقت الحوار وزادت ساعاته ويومياته وكثرت نفقاته وكلفته وتعدت مدته الزمنية أكثر مؤتمرات العالم، فمؤتمر (يالطا) الذي قسم نفوذ العالم بين الدولتين العظيمتين آنذاك (روسيا والولايات المتحدة) لم يستغرق الحوار فيه أكثر من عدة أيام تحسب باليد الواحدة.
ومؤتمر (بريتون وودز) الذي عقد في مدينة (نيوهامبشير) الأمريكية قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يزد الحوار بين المشاركين فيه عن أسبوع واحد، تكللت خاتمته ببزوغ عهد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
فما بال حوار موفنبيك يستهلك تلك المدة القياسية بين أحزاب سياسية وجماعات تحاول تحديد مستقبل النظام السياسي في اليمن وحل أزماته التي كانوا سببا في تفاقمها.
ماذا يفعل خان بهادر جمال بنعمر، هل تاه وعجزت عبقريته عن إيجاد السبل الكفيلة بتجاوز المحنة اليمنية؟ أم أنه أحبط بفعل عدم تنفيذ الجماعة لقرارات مجلس الأمن القاضية بإخلاء صنعاء من المظاهر العسكرية. الحوار يمشي بطريقة السلحفاة، والرئيس هادي، رئيس الجمهورية حر في عدن، وحكومة السيد (بحاح) مأسورة في صنعاء، والسيد جمال بنعمر نقص منه نصيف.
هذا وضع الأمم المتحدة اليوم، أما وضعها بالأمس فكان مشرفا للغاية، فأيام السيد (يوثانث) الآسيوي، الأمين العام للأمم المتحدة، كانت محل فخر الآسيويين بأمينهم العام حين وقف وقفته المشهورة في حرب حزيران بين مصر وإسرائيل، وموقف النمساوي (فالدهايم) الذي تقلد منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت مواقفه باهرة في حرب السادس من رمضان 1973م، فأين موقف (بان كيمون) الأمين العام الحالي من موقف منظمته التي أعيتها الجماعة المنقلبة على الشرعية؟!.
من الممكن وحالة العجز السياسي في معالجة المشكلة اليمنية الطارئة يقترح أحد النبهاء في عدن أن يستبدل الحضور السياسي للأحزاب بقوى فنية وتقنية تعالج المشكلة دون التأثير السياسي، ويقوم المشاركون بمعالجات فنية وتكتيكية للمشكلة السياسية في اليمن برعاية المبعوث الدولي، وتعطى الأحزاب المشاركة في ذلك الحوار إجازة طوعية أو إجبارية من أجل إتاحة الفرصة لبرنامج تقني وأفكار تقنية تكون ملاذا لحياة مستقرة في اليمن، وتعود باليمن إلى وضعها الطبيعي التي عاش فيها اليمنيون حياتهم السلمية لقرون عديدة.
وإذا ظلت الأحزاب والجماعات على خلاف فيما بينها، وفي حالة ظل الوضع في اليمن حكومة مأسورة في صنعاء وجماعة ممسكة بالسلطة في الشمال، بينما الرئيس هادي حر في عدن يمارس صلاحياته من عدن، فنقول لهم إذا ظل الوضع هكذا لكم صنعاء ولنا عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى