سياسيون انتقدوا تحذير إيران من تفكك اليمن وأكدوا تورطها فيه.. انفصال الجنوب آخر أوراق الحوثي للخروج من ورطة الانقلاب

> لندن «الأيام» العرب اللندنية

> أثار تحذير إيراني من تفكك اليمن انتقادات واسعة من قبل سياسيين وإعلاميين يمنيين وعرب، اعتبروا إيران متورّطة عمليا في تهديد وحدة اليمن والرفع من منسوب المناطقية والطائفية بتقديمها مختلف أشكال الدعم للحوثيين وسعيها لتوطيد نفوذهم في البلاد ومساندتها لانقلابهم على السلطات الشرعية.
وذهب البعض إلى التأكيد على أن تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي هو أصلا ورقة إيرانية حوثية مطروحة لمواجهة الرفض الإقليمي والدولي للانقلاب الحوثي، والاعتراض الداخلي الشديد، من أطراف سياسية وقبلية للتسليم بسيطرة الحوثيين على مناطق البلاد.
وتتحدّث مصادر عن وجود تنسيق وتفاهم سرّي بين الحوثيين والشق الانفصالي في الحراك الجنوبي على إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة قبل وحدة سنة 1990.
وتقول ذات المصادر إن إيران تؤطر ذلك التنسيق خصوصا وأن رموزا كبيرة من الحراك الجنوبي تقيم في لبنان ولها علاقات جيّدة واتصالات مستمرة مع حزب الله ذي العلاقة الوطيدة مع إيران والحوثيين.
وعلى مدار الأسابيع الماضية مثّل الحراك الجنوبي أعلى الأصوات معارضة لانتقال الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن، على أساس أن جنوب البلاد مشروع دولة مستقلة ولا تعنيه مشاكل الشمال.
وقال وكيل وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان أمس إنّ “صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن وهؤلاء الذين في عدن ممن يؤيدون تفكيك البلاد او الحرب الأهلية سيتحملون عواقب ذلك”.
وأضاف “كان الأجدى بالرئيس المستقيل البقاء في صنعاء والبقاء على الاستقالة كي لا يدخل هذا البلد في أزمة”. وحسب متابعين للشأن اليمني فإنّ تقسيم اليمن قد يمثل الحلّ الأنسب، وربّما الوحيد للحوثيين للخروج من الورطة التي أصبحوا يواجهونها بعد موجة الرفض الواسع للانقلاب الذي نفذوه على السلطات الشرعية.
ويؤكّد هؤلاء أنّ القوّة العسكرية لميليشيا الحوثي بلغت مداها، وأن غزوهم توقّف عن حدود المحافظات الوسطى والجنوبية وما عادوا قادرين على مدّ نفوذهم أبعد من محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي قد تكون آخر وجهة لجهدهم العسكري نظرا لأهميتها الاستراتيجية كمصدر لقسم هام من موارد الدولة اليمنية.
وفي المقابل تتنامى بشكل سريع قوّة قبائل وسط البلاد وجنوبها وتأخذ منحى أكثر تنظيما لمواجهة التوسّع الحوثي.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون القبائل موضع رهان قوى إقليمية لمواجهة الحوثيين وتنظيم القاعدة في آن معا، وسد الفراغ الذي بدأ يتركه تراجع دور القوات المسلّحة اليمنية التي سيطر الحوثيون على بعض منها بعد استمالة قيادات بداخلها.
وتردّدت في الأسابيع الأخيرة أنباء غير مؤكدة عن تلقي القبائل اليمنية دعما ماليا سخيا من دول إقليمية غنية.
وجعل تنامي قوة القبائل وإظهارها إصرارا على مواجهة الغزو الحوثي لمناطقها من سيطرة “أنصارالله” على كامل اليمن هدفا غير واقعي وفي غير متناول الجماعة، ومن ثم يصبح التقسيم أقرب السيناريوهات للواقع.
ولن يكون تقسيم اليمن إلى شمالي وجنوبي متعارضا مع الطموحات الأصلية للحوثيين، وهو الحصول على إقليم واسع يمتد من صعدة إلى مأرب مرورا بصنعاء ووصولا إلى الحديدة بغرب البلاد، ليكون بذلك منفتحا على البحر الأحمر ومحتويا على موادر نفطية قادرة على توفير مقومات الحياة له بشكل ذاتي.

وكانت مواصفات هذا الإقليم وراء اعتراض الحوثيين على التقسيم الفيدرالي لليمن الذي نتج عن مؤتمر الحوار الوطني وجعل محافظة صعدة مركز الجماعة الشيعية مجرّد جزء من إقليم آزال الذي يضم إلى جانبها محافظات عمران وصعدة وذمار.
**الحوثي يتهم دولا خليجية بدعم “القاعدة”**
اتهم زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، دولا خليجية بتقديم دعم مالي وعسكري لمتشددين إسلاميين في مساع لتغيير المناخ السياسي في اليمن.
وبثت قناة “المسيرة” التابعة لحركة الحوثيين، خطاب عبد الملك الحوثي، الذي اتهم فيه أطرافا خليجية، رافضا الكشف عن أسماء، بتجنيد متشددين لتنظيم “القاعدة” ودعمهم ماليا وعسكريا قصد تهيئة المناخ لتنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية، حسب قوله.
وقال في كلمته “هل من موقف لهذه الدول سوى إرسال الدعم بالمال والسلاح للعناصر التكفيرية ومن تهيئة المناخ للقاعدة في المحافظات الجنوبية”.
كما ندد الحوثي بحزب الإصلاح الإسلامي، فرع الإخوان المسلمين في اليمن، قائلا “تعمل قوى خارجية ومحلية وفي مقدمتها حزب الإصلاح على استقدام التكفيريين وتوفر لهم السلاح والغطاء السياسي والإعلامي وتمدهم بكل وسائل القوة للهيمنة على اليمن ومن ثم احتلاله باسم مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي وافقت الاثنين على استضافة مفاوضات بين الأطراف اليمنية بالرياض بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وطلبت السعودية من دول مجلس التعاون الخليجي بناء على مناشدة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استضافة المحادثات في الرياض حيث المقر الرئيس للمجلس ووافقت دول المجلس.
بينما أعلن محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي في جماعة “أنصار الله” رفض الجماعة نقل المفاوضات اليمنية إلى الرياض، معتبرا ذلك إخلالا بالاتفاقات.
ويشهد اليمن اضطرابات عنيفة منذ الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011 وتنحى بموجبها الرئيس علي عبد الله صالح. لتتفاقم الأوضاع أكثر مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في خطوة نددت بها دول الخليج ووصفتها بالانقلاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى