القوات العراقية تحاصر الجهاديين في تكريت شمال بغداد

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب

> تضغط القوات العراقية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين في مدينة تكريت، في وقت تعهد التنظيم الجهادي بتحقيق انتصارات وتوسيع “خلافته” بقبول بيعة جماعة بوكو حرام الافريقية.
إلا أن القادة الميدانيون العراقيون قالو أمس الأول الخميس أن القوات الامنية لن تتسرع في عملية العسكرية لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لتفادي وقوع خسائر في صفوف عناصرها.
وبدأ نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية، عملية عسكرية في الثاني من مارس لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ومناطق محيطة بها. وتقدمت هذه القوات تباعا لاستعادة بلدات وقرى في محيط المدينة، وتمكنت امس من دخول بعض احيائها، لا سيما حي القادسية (شمال).
وقال اللواء الركن في الشرطة بهاء العزاوي أن القوات الامنية، وعلى رغم تفوقها العددي وقوتها النارية، لن تتقدم بسرعة لتفادي وقوع خسائر كبيرة، لا سيما وان التنظيم يعتمد تكتيك القنص وتفخيخ المنازل وجوانب الطرق.
وقال لوكالة فرانس برس “لا نريد أن نتسرع لأننا نريد تفادي وقوع خسائر”، وذلك خلال جولة قام بها في قرية البو عجيل، والتي يمكن منها رؤية تكريت في الجانب الآخر من نهر دجلة.
واضاف “تكريت مطوقة من كل الجهات”.
وكان هادي العامري، قائد “منظمة بدر” التي تعد ابرز الفصائل الشيعية المقاتلة إلى جانب القوات الحكومية، قال للصحافيين ليل الاربعاء أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية محاصرون في تكريت.
وأوضح “لديهم خياران، الاستسلام او الموت”، مضيفا “لا حاجة لنا للهجوم. هذا قد يؤدي إلى خسائر في صفوف المقاتلين” الموالين.
وأشار صحافي في فرانس برس متواجد في المنطقة، أن القوات الحكومية تقوم الخميس بقصف متقطع نحو تكريت من البو عجيل.
ويحاصر آلاف المقاتلين مئات من الجهاديين عناصر الدولة الإسلامية الذين أصبحوا هدفا لقصف جوي وبري، فيما تتقدم القوات العراقية بحذر لتجنب آلاف العبوات الناسفة التي زرعها المتطرفون في عموم مدينة تكريت (160كلم شمال بغداد).
وبعد يومين من إعلان بغداد لعملية كبيرة ضد الدولة الإسلامية في عمق مدينة تكريت، قال عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس أن “القوات الامنية تسيطر على حوالي خمسين بالمئة من المدينة”.
وقال العقيد وهو من قيادة عمليات صلاح الدين أن “قواتنا تسيطر على اكثر من 50 بالمئة من تكريت وتحاصر المسلحين في وسط المدينة”. وأضاف أن “تقدم القوات يسير ببطء بسبب وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي تعيق التقدم”.
وأضاف الضابط انه يتوقع أن يكون المسلحون زرعوا قرابة عشرة آلاف عبوة ناسفة في عموم المدينة.
ويستخدم التنظيم الجهادي في تصديه للهجوم تكتيك العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة وعمليات القنص.
وأعلن العقيد عن “مقتل ستة عسكريين وإصابة 11 من رفاقهم في هجوم انتحاري ضد تجمع للجيش في منطقة الديوم” في الجانب الغربي من مدينة تكريت.
وأضاف أن انتحاريا يقود عجلة نوع همر هاجم حوالي 7,30 ( 04,30 تغ) تجمع للجيش في منطقة الديوم حيث تتحشد قوات العراقية بعد أن سيطرت عليها بالكامل”.
وأكد ضابط برتبة رائد في الجيش تفاصيل الهجوم وحصيلة الضحايا.
وبدأ الجيش العراقي بمساندة قوات موالية للحكومة “الحشد الشعبي” ومقاتلين من عشائر سنية، منذ 12 يوميا عملية تحرير تكريت.
وتتمتع تكريت ذات الغالبية السنية، باهمية رمزية واستراتيجية. فهي مسقط راس الرئيس الاسبق صدام حسين، وفيها ثقل لحزب البعث المنحل الذي يعتقد أن بعض قادته في المدينة تعاونوا مع التنظيم الجهادي في هجوم يونيو.
ولم تتمكن قوات الجيش العراقي من الصمود أمام هجمات المتطرفين الذين شنو هجوما شرسا بدأ بالسيطرة على مدينة الموصل ، شمال البلاد، في العاشر من يونيو ثم على مناطق واسعة في شمال وغرب والبلاد.
وتمكنت القوات العراقية خلال الاسابيع الماضية، بدعم مباشر من الجارة ايران ومشاركة فاعلة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة السيطرة على مناطق كبيرة.
وبدأت العمليات مطلع العام الحالي، بهدف تأمين المدن الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف وتأمين الحماية لمدينة بغداد ثم العمل على استعادة السيطرة على مناطق في محافظة ديالي، شمال شرق بغداد.
ويرى القادة العسكريون أن استعادة السيطرة على مدينة تكريت ذات الغالبية السنية تمثل خطوة على طريق تحرير الموصل ثاني كبرى مدن العراق ويسكنها حوإلى مليوني نسمة.
من جانبه، حاول تنظيم الدولة الإسلامية في ظل تعرضه لخسائر متلاحقة، اعتماد دعايات مضادة مثيرة مثل نشر مشاهد لقيام طفل باعدام اسرى او تدمير مواقع اثرية.
كما اعلن التنظيم المتطرف قبوله مبايعة الجماعة النيجيرية، وذلك في تسجيل صوتي بث الخميس على الانترنت وقدم على انه كلمة للمتحدث باسمه ابو محمد العدناني الشامي.
وجاء في التسجيل “نبشركم اليوم بامتداد الخلافة إلى غرب افريقيا، فقد قبل الخليفة حفظه الله بيعة اخواننا في جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)” التي كانت اعلنت في بداية مارس مبايعتها التنظيم المتطرف.
وحاول العدناني التقليل من اهمية الخسائر الاخيرة التي تعرض لها التنظيم في العراق. وقال أن “الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض (الشيعة) في فضائياتهم ليست سوى انتصارات وهمية مزيفة لا تعدو استرجاع بعض المناطق والقرى في حرب كر وفر”.
وأضاف أن “دولة الخلافة صامدة بفضل الله وتزداد قوة وصلابة يوما بعد يوم ولا زالت منتصرة”.
ويرى محللون أن معركة تكريت اختبار لقدرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على شن عملية عسكرية لاستعادة الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، والتي شهدت انهيارا لقوات الامن خلال هجوم يونيو.
لكن العدناني اتهم ايران بالعمل على بناء امبراطورية اقليمية خاصة بها، عبر التدخل في العراق والصراعات الاقليمية الاخرى، ووصف اللواء قاسم سليمان (قائد قوات القدس الايرانية المشرف على عمليات تنفذها قوات عراقية) بـ “الصفوي”.
ويعد سليماني المسؤول الايراني البارز الذي يظهر في مقاطع مصورة في اجهزة الهاتف النقال، المشرف الرئيسي على العمليات السرية من قبل ايران، في العراق.
وتعرض نشاط سليماني إلى انتقادات من بعض وسائل الاعلام التي وصفته بمسؤول يتصرف بكامل الحرية.
وعرضت المشاهد، صورا لسليماني مع قادة بارزين منذ انطلاق عمليات تحرير تكريت ما عكست تصورا بانه يلعب دورا المنسق الرئيسي.
وقال كيرك سويل الاعلامي المختص بالسياسية الداخلية في العراق، انه “لا يمكن تفسير قبول سليماني (في العراق) الا بانهيار الجيش العراقي في الصيف الماضي”.
ودفع انهيار الجيش العراقي قبل تسعة اشهر العراقيين إلى الثقة بالفصائل الشيعية المدعومة من ايران.
ويرى سويل انه “عندما يشعر الناس بالخطر فانهم يبحثوا عن المنقذ دائما”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى