علي صالح عبد اللهيان

> عبدالعزيز المجيدي

>
عبدالعزيز المجيدي
عبدالعزيز المجيدي
وكيل الخارجية الإيرانية يعتبر أمن اليمن “جزءا من أمن إيران”.
اليمن هنا ليست سوى جماعة الحوثيين، وحليفهم صالح، لكن هذا التصريح ليس هو أخطر ما في رأس أمير عبداللهيان، فقد قال ما يؤكد أن مسؤول الدبلوماسية الإيرانية في المنطقة العربية يلهو أيضا برؤوس كثيرة في التحالف الطائفي الانفصالي الانقلابي في صنعاء.
كرر المسؤول الإيراني، في تصريحه، الصيغة التي يرددها صالح وإعلامه بخصوص “الرئيس المستقيل” وانتقد مغادرة هادي لصنعاء واتهمه مع المسؤولين الموجودين في عدن “بتأييد تفكيك البلاد والحرب الأهلية” وتوعدهم “بتحمل عواقب ذلك”!، هو لا يتوعد هنا مسؤولا في محافظة أصفهان الإيرانية، بل رئيس بلد ودولة، حولتها عصبة عميلة إلى مسرح للهو عبداللهيان والحرس الثوري.
لا يتجاوز الرجل قواعد العمل الدبلوماسي فحسب، بل يشن اعتداء سافرا على بلد يفترض أنه ذو سيادة.
لكنه لا يفعل شيئا مستفزا بالنسبة لقسم ممن يريدون تحقيق مكاسب سياسية خاصة ولو كان الثمن ضرب البلد وسحقه، يتطابق عبداللهيان في طريقة حديثه هذه مع الحوثي وصالح، لدرجة أن الطرفين يتصرفان وكأنهما في طابقين متجاورين في الخارجية الإيرانية بطهران!. يزيد وكيل الخارجية بصورة أكثر سفورا وفجاجة “صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن” مؤكدا أن “إيران تدعم وحدة اليمن واستقلاله”!، هل هناك ما هو أفضل من هذا الاستقلال؟ من يضع للآخر أجندته؟ صالح كان يتحدث بنفس التفاصيل ولغة الوعيد، وما من تفسير سوى أن عبداللهيان بعث بنسخة من توجيهاته إلى صالح قبل أن يتلو هو الآخر خطبة المرشد في تصريحه للوكالة الإيرانية “إسنا” ! بالتزامن مع تلك التصريحات كان قائد الحرس الثوري الإيراني يتحدث عن تحرير قواته (85 % من الأراضي السورية)، وكان وزير الدفاع شمخاني يقول: إن إيران أصبحت موجودة على ضفاف الأبيض المتوسط، وفي صنعاء وباب المندب! لذلك ستقاتل طهران على ما يبدو لبسط نفوذها في منطقة جديدة بتحالف الحوثي صالح، مستفيدة من حالة الاسترخاء الداخلي للرئيس والقوى السياسية، ومناورات القوى الإقليمية لإشعال حرب أهلية.
سيكون على الحلف أن يفعل الكثير، بما في ذلك العمل تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، كما هو حاصل في العراق وسوريا، طهران حريصة على ما يبدو على تحرير الأرض من اليمنيين، وتسليمها بالكامل لعملائها المخلصين، عوض 20 % من الأرض يسيطرون عليها الآن، وإن كانوا يتجاوزون هذه النسبة بفعل وجود ألوية جيش موالية للحلف في مناطق أخرى!.
أي حوار في ظل هكذا غطرسة وعمالة سافرة لن يكون سوى ملهاة جديدة ومضيعة للوقت، ففي لحظة سانحة كهذه لن تجد إيران توقيتا أفضل لمراكمة المزيد من الأوراق، وتحقيق مكاسب عملية على طاولة مفاوضات النووي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى