حان وقت التغيير.. قراءة على هامش أحوال أندية الجنوب

> رصد/ عوض بامدهف

> أندية عدن والجنوب صاحبة الريادة والسبق والعطاء الرياضي البديع في مجال الممارسة الرياضية على صعيد الجزيرة والخليج العربي، ولا أبالغ عند الإشارة إلى الوطن العربي الكبير، حيث تزامن موعد انطلاق الممارسة الرياضية في عدن والجنوب مع بعض البلدان العربية.
هذه الأندية الجنوبية الرياضية والتي شكلت على امتداد قرن ونيف من الزمن كيانات رياضية رائدة شامخة الوجود باسقة العطاء، وجزيلة الإبداع، وباهرة الإنجازات والنجاحات الساطعة والكبيرة، كانت وعلى امتداد (21) عامًا عجافًا مثلت حقبة مظلمة في تاريخها الطويل والعريق، أُدخلت مرغمة وبفعل مؤامرة دنيئة دبرت بليل ورسمت بخبث شديد خطوطها، وحددت أهدافها وبإحكام شديد، وكان هدفها الأول والأخير سحب البساط من تحت أقدام أندية عدن والجنوب وإفراغها من مضمونها، وتعطيل دورها الفعال لضمان سهولة إيقاعها وإسقاطها في مستنقع التدني والتراجع، وكذا أفقدها القدرة الإيجابية على التعامل مع الواقع الجديد وبندية واضحة.
وكان ذلك يعد بمثابة رد الجميل لأندية عدن والجنوب التي كان لها السبق في اتخاذ الخطوات الإيجابية على طريق الوحدة، ولكنها لقيت (جزاء سمنار)، وهكذا انطبق على هذه الحالة الشاذة القول المأثور (إن الطبع يغلب التطبع) رغم تلك النوايا الطيبة والصادقة.
الميناء
الميناء

وهكذا وجدت أندية عدن والجنوب نفسها وبفعل فاعل تدخل مجبرة في النفق المظلم، وذلك من خلال التعامل معها على طريقة (الكيل بميكالين) وإغراقها في أتون المعاناة المالية الصعبة مع توفر النية السيئة والقصد والترصد، وكذا العمل من جانب آخر على تطفيش الكوادر الرياضية المجربة والخبيرة وإتباع نهج الإهمال المتعمد بطمس معالم أقدم منشأة رياضية في الجزيرة والخليج العربي إلا وهي ملعب الشهيد محمد علي الحبيشي الشهير في عدن.
هذا بالإضافة إلى اعتماد أساسية تقديم الإغراءات المالية لانتقال لاعبي أندية عدن والجنوب إلى الضفة الأخرى وبهدف شل وتعطيل قدرات أندية عدن والجنوب على العطاء والتواصل وتقديم الأفضل.
**المال السائب**
الشعلة
الشعلة

وتواصل كر مسبحة المؤامرة المقصودة والمبيتة لأندية عدن والجنوب، وعندما لم تحقق سياسة الإغراءات المالية ما كان مرجو منها، تم استبدالها بمخطط أشد خبثًا ودناءة والذي تجسد من خلال أتباع مخطط إغراق بعض الأندية بالمال السائب.
وهذا ما حدث مع العميد نادي التلال الرياضي الذي تم وبشكل متعمد ومقصود بالمال السائب وذلك ليس حبًا في سواد عيون التلال، ولكن بغرض إحداث الفتنة والتفرقة بين أندية عدن، وكذا القضاء على هذا الصرح الرياضي العدني الجنوبي الشامخ والذي تحول إلى ما يشبه بيت الغرباء بعد تدفق المال السائب وبالمقابل استقدام واستجلاب اللاعبين الأجانب والمحليين من كل فج عميق بهدف النظر على المستويات الفنية والقدرات على العطاء، حتى التلال دفع مقدم عقد صفقة خاسرة مع لاعب محلي قارب عمره الافتراضي في الملاعب على الانتهاء مبلغ خمسة ملايين ريال وراتب شهري بنصف مليون ريال لم يلعب مع الفريق سوى أقل من (60) دقيقة في دور الذهاب، وسجل هدفًا يتيمًا وحيدًا وهو الهدف الأغلى على الإطلاق ليعاوده الحنين بالعودة إلى نادية الأول، وتم ذلك بسهولة غريبة وذهبت أموال التلال الطائلة هباءً منثورًا، وعندما أنغض السامر من حوله وتوقفت حنفية (الكاك) المال السائب ليجد العميد الشامخ نفسه في وضع لا يحسد عليه، ويبحث في المزاد العلني عن رئيس ولا أحد يرغب في ذلك وهجرة عكسية للاعبيه سعيًا عن وضع أفضل لهم والبحث عن تحسين معيشتهم، وهذا حق لهؤلاء اللاعبين.
**التنصيب الأجوف**
وحدة عدن
وحدة عدن

وتواصلت خيوط المؤامرة هذه من خلال القيام بالتنصيب الأجوف لعناصر دخيلة على الرياضة لتتولى إدارة قيادة كيان رياضي شامخ مثل (نادي الأخضر العدني) والذي يبدو أنه أصيب بلعنة تسميته الجديدة (وحدة عدن) فغدا هذا الكيان الكبير أشبه بورقة خريفية تقاذفها رياح الأهواء العشوائية والمزاجية والعبث البليد بتاريخ وعراقة هذا الكيان الشامخ.
**اغتيال الفارس**
حسان
حسان

كما برز الوجه القبيح بهذه المؤامرة السيئة الصيت، وذلك عبر الاستغلال الخبيث لإجمالي الظروف الصعبة التي أحاطت بعض الأندية وخير مثال على ذلك القيام باغتيال فارس أبين الأصيل نادي حسان الرياضي وبدم بارد، حيث لم يشفع لهذا النادي العريق أنه كان وبحق مصنع المواهب والأبطال الذي رفد بهم أغلب أندية بلادنا والمنتخبات الكروية لمختلف الدرجات والفئات والأعمار، وذلك عندما عانى من تداعيات الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة أبين في الآونة الأخيرة، وتحول لاعبوه إلى نازحين خارج حدود المحافظة، ولم يجد مع الأسف الشديد من يقدر ظروفه الصعبة، حيث سارع اتحاد الكرة وبأقصى سرعة إلى تطبيق لائحته العرجاء وبحذافيرها على هذا الفارس، وذلك نظرًا لعدم قدرته وتمكنه من الحضور في المواعيد المحددة للمباريات الخاصة، فكيف يستطيع النادي ولاعبوه التفكير مجرد التفكير في لعب الكرة وأداء المباريات في ظل هكذا أوضاع شديدة الصعوبة والمأساوية.
شمسان
شمسان

ولكن لم يراعِ ويقدر ذلك حيث قام اتحاد الكرة وفي زمن قياسي بامتياز باتخاذ جملة من القرارات الظالمة التي قضت بهبوط نادي حسان إلى الدرجة الثانية ومنها الدرجة الثالثة، وهكذا تعامل أحاد الكرة مع نادي حسان الرياضي بقسوة لا مبرر لها.
**حان وقت التغيير:
إن ما تقدم في هذا التناول هو مجرد أمثلة فقط للدلالة على حدوث الظلم والمعاناة على أندية عدن والجنوب، لأن المعاناة الشديدة كانت من نصيب أندية الجنوب كلها وبنسب متفاوتة.
واليوم وبعد أن انتفض شعب الجنوب على جلاديه وعلى الظلم والمعاناة نشير إلى أن وقت التغيير في الجانب الرياضي قد حان وأصبح لازمًا على الرياضيين، وهم أهل السبق والريادة للانتفاضة على الأوضاع الرياضية المتردية ووضع حد حاسم للمعاناة الشاملة والمعاملة الشاذة والكيل بمكيالين وكل أشكال الظلم والجور.
فحمان
فحمان

وهذا لن يتأتى إلا بتوحيد كل الجهود الرياضية من أجل تحقيق واقع رياضي أفضل وإعادة الأمور إلى نصابها، واستعادة سابق عهود التألق والازدهار والإنجازات الكبيرة .. وما ذلك على شباب أندية الجنوب بعسير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى