الحوثي يقترب من نجران

> محمد العزعزي

>
 محمد العزعزي
محمد العزعزي
أقيمت مناورات عسكرية حوثية بدعم جيش الرئيس السابق علي صالح على الحدود اليمنية السعودية لا تهدف إلى تحرير نجران وجيزان وعسير - كما تروج لها ما تسمى جماعة الحوثي - وإنما تحرير سعر النفط الإيراني من الانخفاض الذي وصل إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل الواحد.
وليس خافيا على أحد أن الميزانية الإيرانية أصبحت تعاني العجز، وهي تعول على عودة السعر إلى سابق عهده 100 دولار للنفط الخام.
جدير بالذكر أن الدول المنتجة أصيبت بخسائر فادحة جراء هبوط الأسعار، ما أدى إلى تضرر عميق لاقتصاديات الدول المنتجة، وما زال التدهور يقصم اقتصادها مع ظهور بوادر الانهيار.
ولإنقاذ الاقتصاد الإيراني بادر الحوثيون بمناورة عسكرية مستفزة للسعودية بالقريب من منفذ البقع الحدودي مع نجران، ويعتبر هذا تهديدا صريحا للنظام السعودي، كون هذه المناورات تخالف الاتفاقات الدولية التي تمنع تواجد الجيوش بأعداد كبيرة على الحدود بين الدول، وهو ما يعد خرقا واضحا من قبل الحوثيين لكل المواثيق وروابط الجوار المتعارف عليها.
وبدون شك فإن هدف تلك المناورات هو الاستفزاز وإشعال حرب بين البلدين ستأكل الأخضر واليابس، وسيتضرر منها المغترب اليمني، ناهيك عن التداعيات الأخرى بين الشعبين المرتبطين بالنسب والدم والإخاء منذ القدم.
إن إيران أصبحت تهيمن على صنعاء، كما أن التدخل العسكري الإيراني الحالي في اليمن هو الأكثر وضوحا مع غياب إستراتيجية عربية محددة الملامح لتحديده أو احتوائه.
ويجب إلقاء نظرة متأنية على عناصر هذا المخاض (الجيواستراتيجي) جنوب الجزيرة العربية الذي يؤثر على طرق الملاحة العالمية.
وليس غريبا إعلان إيران عن انتصاراتها الإقليمية وأحلامها التوسعية، بل غياب أي رؤية إستراتيجية عربية لدورهم في المستقبل يعطي مؤشرا أن العرب غير مؤهلين للحفاظ عن الخارطة (الجيو بولتيكية) للمنطقة.
إن التوسع الإيراني في اليمن والسيطرة على الملاحة في باب المندب هي سياسة ثابتة تسعى إيران لفرضها على الأرض بجعل الهيمنة الحوثية أمرا واقعا، فهل تستطيع السعودية تغيير سياستها تجاه اليمن بشكل جديد حفاظا على أمنها القومي، وضمان استمرار العلاقات في خارطة جديدة تشكل ملامح الإقليم؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى