مسارات المخلوع

> محمد بالفخر

> حين تستمع لخطابات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح التي يصبها في الحديث عن إنجازات الوطن وعلى الوحدة التي صنعها حد زعمه وكيف يتباكى على كل تلك المنجزات التي أهدرتها الثورة بزعمه وضيعها خليفته وحين ترى حوله المطبلين والمصفقين يزينون له أعماله حتى وصل بهم الأمر إلى رفعه لمنزلة الآلهة بما يصيبك من الغثيان لهذا المستوى من النفاق المبتذل، ويصيبك العجب والدهشة، أي عقول ستصدق هذا الكلام وبأي منطق يمرر ادعاءاته تلك على الناس الذين مازالوا يرون فيه الزعيم الخالي من العيوب والخطايا؟!
ألم يسأل نفسه يوما ما الذي جعل الناس تثور عليه وما هي الأسباب التي دفعت الشعب اليمني كي يخرج للمناداة برحيله وهو صاحب المنجزات وصنم الوحدة؟!.
أهو الفقر الذي أحدق بالناس والضيق الذي عانوه؟ أم هو قمة الترف الذي جعلهم لا يجدون ما يفعلونه سوى التضحية بأرواحهم لأجل الخلاص من حكم طال وامتد ولم ير الناس بدا من خلعه ولو على جثثهم وإزهاق أرواحهم؟!.
ألم يعاتب علي صالح نفسه يوما ولو مجرد عتاب على الفساد الذي بلغ في عهده حدا شارفت معه اليمن على الانهيار؟.
ألم يعاتب نفسه وهو الذي أسقط سيادة الوطن بسماحه للطائرات الأمريكية لتضرب بشكل أعمى في مدن ومحافظات يمنية وجنوبية وأن تقتل من أفراد هذا الشعب فقط بتهمة الاشتباه وليقتل في الطريق عشرات الأبرياء؟.
ألم تخطر بباله يوما صورة للبؤس الذي يعيشه المواطن من ارتفاع للأسعار وانعدام الدخل لديهم؟.
ألم يستمع يوما لبكاء ذوي الضحايا في الجنوب الذين قتلوا على أيدي جلاوزته وأعوانه وبأوامر مباشرة منه وتحت نظره وهو يتغنى بالوحدة التي صنعها؟!.
علي صالح الذي هيأ الله له ومكن له في الأرض فلم يأخذ بأسباب التمكين الربانية وأهدر فرصا كثيرة على مدى 33 عاما من حكمه لأن يكون زعيما حقيقيا للشمال والجنوب فلا يحق له الآن أن يبكي حال اليمنيين ويلطم لما آل إليه وضع البلد، فهو المسئول الأول هو من ربى الفاسدين حوله حتى طغوا و تجبروا.
هو من انقلب على الوحدة الطوعية وحولها من وحدة بالتراضي كان يمكن أن تحقق تقدما للبلدين، إلى فيد شخصي وجميل علقه على رقاب اليمنيين صار يجلدهم به.
فخان الوحدة وأشعل حرب 94م ليلتهم الجنوب تحت دعاوى انتصار الشرعية، فأي وحدة يعلن فيها خطابات الحرب للحفاظ عليها، ألا يعلم أن الوحدة لا تعني الاستحواذ وأن الصمام الوحيد لبقائها هو العدل وما قدمته للمواطن العادي، لا أن تحرك جيشك لتحافظ عليها جبرا ولو بمزيد من الدماء.
وأي وحدة وأنت تسخر من رجالات الجنوب وتذكرهم أنك من حدد لهم ثلاثة مسارات للفرار في حرب 94م أما اليوم فليس لهم إلا مسار واحد؟.
يفترض ألا نتوقف كثيرا عند خطاباته فقد أدمن الحديث والوعيد والتهديد، العتب على أبناء الجنوب الذين لا تزال مصالحهم الضيقة تجعل منهم أسرى حوله ويصنعون من أنفسهم دمى تضحك وتصفق لكل إساءة يأتي بها بحق الجنوب.
قد حددت مسارات ثلاثة للفرار لتلك القيادات الصنمية التي دمرت الجنوب وسلمته إليك على طبق من ذهب، فغير مأسوف عليها.
لكن شعب الجنوب اليوم لم يحدد إلا مسارا واحدا، إنه مسار الحرية للوطن، أما البقاء فيه أحرارا أو الموت دونه ليبقى حرا كريما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى