إيران والسعودية وبينهما اليمن

> عبد الإله هزاع الحريبي

>
عبد الإله هزاع الحريبي
عبد الإله هزاع الحريبي
إيران لها طموحاتها التوسعية وبالذات في منطقة الخليج العربي، وهي قد حققت نتائج قوية وهامة في هذا الطموح الذي تسعى إليه، حيث حققت حركة الحوثيين (أنصار الله) نجاحات عسكرية وسياسية مهمة في شمال اليمن، واستطاعت هذه الحركة السيطرة على العاصمة السياسية لليمن (صنعاء)، وطبعاً كانت هذه السيطرة بدعم قوي من القوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح، نكاية بآل الأحمر واللواء علي محسن، قائد الفرقة الأولى مدرع، الفرقة التي كانت تمثل الجيش اليمني، والتي تعد الجناح العسكري للإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح).
سيقول أحدهم ما دخل الإخوان بالجيش، فأرد عليه.. إن هذه الفرقة تكونت من الجبهة الإسلامية التي أسسها الإخوان مع علي صالح لمحاربة الجنوب في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، تحت غطاء محاربة الشيوعية، وعندما وقفت الحرب وتم تصفية الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى، تم تشكيل الفرقة الأولى مدرع وجعلها نواة الجيش البديل للجيش الوطني الذي عمل على تنظيمه على أساس وطني الشهيد إبراهيم الحمدي.
إيران أيضاً استطاعت اختراق الجنوب من خلال فصيل من فصائل الحراك ومولت قناة إعلامية لهذا الفصيل تدار من بيروت، كما هو الحال مع قناة (المسيرة) الناطقة بلسان حال (أنصار الله)، وقناة (الساحات) التي تحاول عبرها اختراق المناطق الوسطى، إيران كانت على وشك وضع اليمن تحت هيمنتها، لولا سياسات معينة سارت بها الحركة الحوثية أدت إلى انفضاض الكثير من القوى السياسية والاجتماعية والمدنية من حولها، لعل أبرز ما جعلها شبه منبوذة تحالفها الكبير مع علي صالح الذي يفتقد إلى ثقة الشعب وإلى ثقة القوى السياسية، وأيضاً للسجل الحافل من الفساد الذي ارتكبه نظام علي صالح وما يواجه الرئيس السابق وأركان نظامه من اتهامات بارتكاب جرائم حرب، أبرزها كانت خلال الحروب الست على صعدة وخلال ثورة الشباب الشعبية السلمية.
السعودية كانت الداعم الرئيسي لنظام صالح وللمرتبطين بهذا النظام، وكانت هناك لجنة خاصة من المشايخ وكبار الشخصيات تتسلم الملايين من المملكة، وهذا من أجل أن تبقي السعودية نفوذها في اليمن، وكانت هناك مساعدات تضيع في أيدي الفاسدين داخل النظام، قللت السعودية من اهتمامها باليمن بعد أزمة الخليج وموقف اليمن الرافض للحرب على العراق فتأثر اليمنيون كشعب من هذه الجفوة، وظلت السعودية بعلاقاتها مع المشايخ والنافذين في اليمن، وحدثت مزيد من القيود على المغتربين اليمنيين، مما جعل كثيرا من الشرائح الاجتماعية لا تحتفظ بالود تجاه المملكة، وكان هناك تعاطف واضح مع الحوثيين الذين رأى فيهم الشارع مخلصاً من نظام أنهك البلاد، ورأى فيهم حتى الجنوبيون أو كثير منهم قوة يمكن أن تسقط نظام علي صالح الفاسد والمستبد.
السعودية تخطئ عندما تظن أن هباتها للمشايخ والنافذين تخدم أمنها القومي، أو من خلال دعم فصيل سياسي معين، كالإصلاح أو غيره، لكنها ستكون موفقة إذا ما دعمت الدولة التي ينشدها الشعب اليمني، والتي تم التأسيس لها عبر الحوار الوطني ومخرجات هذا الحوار، ويعتقد جموع الشعب أن علي صالح هو الحجر التي تعيق تقدم اليمن، الحوثيون أصبحوا في قبضته يحركهم حيث يشاء، ويهدد بهم الشعب كما يهدد السعودية (المناورات العسكرية على الحدود اليمنية السعودية مثال)، ومحاولة دخول عدن دليل آخر على أن علي صالح لم يقتنع أصلاً بالحوار ولا بمخرجات هذا الحوار، وأن وجهته قد تغيرت من الرياض نحو طهران.
اليمن الآن تقف بين نقيضين: السعودية بخوفها من التوسع الحوثي المدعوم إيرانياً، وإيران التي ترى أنها تقف مع ثورة شعبية ذات طابع طائفي ستستفيد منه في التحكم بمضيق باب المندب وبمساندة مدها في عمق الخليج الذي تحلم به من أجل الإمبراطورية الفارسية، ما سيضر اليمنيين والخليج هو الحروب الأهلية التي لو اندلعت - لا قدر الله - ستحرق الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى