بلاغ للنائم العام

> بشرى العامري

>
بشرى العامري
بشرى العامري
بينما كنت البارحة في أحد المطاعم المطلة على شارع الزبيري، ﻻحظت من إحدى النوافذ المطلة على الشارع الرئيسي تجمعا لحوثيين مسلحين ينتظرون المسيرة التي ستمر بالقرب منهم يتأهبون للاعتداء عليها، فقمت على الفور بالتقاط صور لهم وانتظرت قدوم المسيرة لتصوير لحظة اﻻعتداء عليها.
وبعد لحظات فوجئت بدخول خمسة أطفال ما بين التاسعة والرابعة عشرة من العمر مسلحين وهم شعث غبر يرتدون ملابس مهترئة.. هيئتهم كاؤلئك الذين كنت أجدهم في دار رعاية الأيتام ودار الرعاية الاجتماعية أثناء نشاطي هناك.
أخبروني بأنهم لجان شعبية وأني موقوفة من قبلهم وأني أهدد السلم العام ﻻلتقاطي صورا لأفراد من اللجان الشعبية أثناء تأدية مهامهم الوطنية.
أخبرتهم بأني لم أصور شيئا وأني كنت أقف بالصدفة وأبحث عن رقم في التلفون وأخذت التلفون لأريهم، وفي نفس الوقت ضغطت لإرسال الصور وتسجيل الحوار الدائر بيننا للإعلاميين في قائمة على الواتس، ولكن التلفون كان يعلق كالعادة، ولم أستطع إرسال شيء، ولعنت التكنولوجيا ويمن زفت في قرارة نفسي، وسألتهم إن هم يجيدون القراءة والكتابة فنفوا ذلك لأنهم لم يذهبوا إلى أي مدارس نهائيا.
وفجأة وجدت نفسي في منزلي محاصرة أنا وعائلتي وتحت الإقامة الجبرية، ومسلحون حوثيون يحاصرون المنزل ويمنعوني من المغادرة.. وزوجي يطلب مني ارتداء ملابس رجالية لأتمكن من الهروب إلى عدن مع أوﻻدي وبقية أفراد الأسرة الذين سمح لهم بالمغادرة.. فرفضت الهروب، وأصررت على البقاء ومواجهة هؤﻻء المعتدين والخروج بشكل مشرف ﻻ بالتخفي بثياب الرجال والتسلل في أنصاف الليالي.
خرجت أواجههم وأخبرهم بأننا لن ننحني وسننتصر ولن نرضخ لأحد وسنقيم دولتنا المنشودة وسنعود للمسار الديمقراطي ونكمل المشوار في بناء وطننا ومستقبل أوﻻدنا وأجيالنا.
ولكني فوجئت بأحدهم يمد عصاه في وجهي لضربي بها، فاستيقظت من النوم وأنا أتصبب عرقا وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وألعن الساعة التي شاهدت فيها الأخبار وتابعت الأحداث قبل النوم.. حتى أحلانا اقتحموها وجعلوها كوابيس!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى