الرئيس هادي ولد مرتين

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
تنفس الجنوبيون ومعهم أهل اليمن الصعداء، بعد العودة الحميدة لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ووصوله إلى عدن سالماً غانماً، بعد أن اخترق حاجز الصوت، وتجاوز أكياس الرمل والأسلاك الشائكة ومئات البنادق التي كانت تحيط بقصر الرئاسة إحاطة السوار بالمعصم.. ويمكن وصف مغامرة هادي بأدهى مغامرة، ونصفه بأروع رئيس جمهورية في التاريخ الحديث الذي استطاع الإفلات من قوات خصومه المحاصرة له.
هذه هي الولادة الأولى للرئيس هادي، أما الولادة الثانية فهي التي يقوم بكتابتها اليوم على أوراق عدنية، من خلال إعادة قراءة تجربته السياسية مع النظام السياسي في صنعاء، وإعادة ترتيب البيت الجنوبي، وبعد رجوع النخبة السياسية الجنوبية التي حكمت النظام في صنعاء، وعودتها إلى أحضان مدينتهم عدن.
ولا أظن أن عودة الرئيس هادي إلى صنعاء ستكون في المستقبل القريب، فالظروف السياسية التي أعقبت مجيء هادي إلى عدن استطاعت أن تشطر السياسة إلى نصفين، الأول إصرار أصحاب الإعلان الدستوري على التسيد بالحكم والاستمرار في التعاطي مع السلطة السياسية كعمل ثوري يؤهلهم للالتحاق ونيل الشرعية من خلال تنفيذ سياساتهم المتعلقة بإدارة الدولة من ذات أنفسهم.
أما النصف الآخر من التشطير وهو استعادة عدن لدورها الريادي والذي منعت من تأديته ما يربو علن نصف قرن من الزمان، وستحظى عدن بالمركز الرئيسي والمتقدم في إقرار السياسات المتعلقة باليمن، في حالة أن الرئيس هادي استغل إمكانيات عدن (الجيوسياسية) ومركزها التجاري وموقعها الهام في طريق الملاحة الدولية.
وتعطي بعض المؤشرات البائنة في عدن والمدن الجنوبية الأخرى التي عاشت الحياة المدنية، وانفتاحها على العصر، وثقافة أهلها المدنية ستكون واحة جذابة لدخول المحافظات الشمالية في مثل هذا المعترك، وستنشئ عدن تنافساً لا مثيل له وتسابقاً نحو الحياة العصرية مع المدن الأخرى.
وهذا ما أكدته الحياة المعاصرة حين فشلت صنعاء بإعطاء بقية المحافظات اليمنية الحافز للتقدم، لافتقار صنعاء نفسها لبيئة التقدم، رغم الشعارات التي كانت ترفعها حول ثورة التغيير التي تعثرت في صنعاء.
ولجوء الرئيس إلى عدن سيعطي دفعة قوية لإشهار إمكانات عدن التجارية والاقتصادية والخدماتية، وتجددها بعد أن دمرت مؤسساتها بفعل حرب صيف 1994م وبعودة هذه المؤسسات إلى مجال العمل ستدفع بدواليب التقدم نحو الأمام، محققة بذلك ثورة التغيير التي ستلاقي النجاح وتخلف وراءها كل محاولات استهداف عدن وعرقلة تقدمها.
عياش علي محمد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى