ضباط الجنوب والحراك وحوار الرياض

> علي بن شنظور

>
علي بن شنظور
علي بن شنظور
تصادف يوم 24 مارس الجاري الذكرى السنوية الثامنة لتأسيس مجلس المتقاعدين العسكريين في الجنوب انطلاقا من اجتماع بجمعية أبناء ردفان للضباط المتقاعدين، والذي تحول بعد ذالك التاريخ العمل المؤسسي للضباط المتقاعدين في 7 يوليو 2007م إلى حراك سلمي شامل رفع قضية شعب الجنوب بكل خياراتها السياسية المعبرة عن الدولة الجنوبية والهوية والمؤسسات التي دمرتها حرب 94م فتحية وتهنئة لجميع الضباط والعسكريين المتقاعدين ولكل القوى الجنوبية بهذه المناسبة الهامة ولجمعية أبناء ردفان للضباط وبقية جمعيات الجنوب.
لقد كان نجاح الضباط في إبراز قضية الجنوب وتوحيد العمل المؤسسي في سنوات الانطلاق الأولى حتى 2009 قبل أن يتحول الجنوب لمكونات الحراك المدني المتعددة والمتباينة ناتج عن خبرة قيادية للكثير من الضباط وانضباط في العمل المؤسسي الضامن لنجاح أي عمل وطني ولمعاناة طويلة أكثر من غيرهم فقد وجدوا أن موسسات الجيش الجنوبي والمؤسسة العسكرية والأمنية قد دمرت بالكامل تحت مسمى استكمال الدمج بعد حرب 94م.
واليوم والوطن يعيش تطورات سياسية وميدانية هامة في ظل تأثيرات الصراع السياسي على السلطة بصنعاء وانتقال الرئيس عبدربه منصور هادي وعدد من الوزراء والقادة الذين هربوا من صنعاء إلى عدن بعد أن فرضت القوة العسكرية لجماعة أنصار الله الحوثيين السيطرة على السلطة بصنعاء. ورغم أن الحراك السلمي والثورة الجنوبية السلمية ليسوا طرفا في الصراع على السلطة فإن المخاوف قائمة من انتقال الصراع إلى الجنوب بين قوات الرئيس هادي واللجان الشعبية من جهة وقوات الحوثيين والرئيس السابق صالح الذي عاد للتهديد والوعيد للجنوب متجاهلا ثورته السلمية.
ونجدها مناسبة أن ندعو الضباط وقادة الحراك السلمي إلى تقييم المرحلة الماضية ونجاحاتها وإخفاقاتها، والعمل على تطوير الإيجابيات ومعالجة السلبيات، كما ندعو لإعادة النظر بالمواقف المعلنة من تطورات صنعاء السياسية من خلال الحفاظ على الجنوب بعيدا عن تجاذبات هذا الصراع، وفي نفس الوقت دراسة إمكانية المشاركة في الحوار الخليجي الذي تتبناه دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وبدعم الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن الدولي لحل قضية الصراع القائمة على السلطة في صنعاء من خلال انتهاز الفرصة لطرح القضية الجنوبية، وحتى لا نجد أنفسنا أمام وجوه جديدة أو مكررة ستقوم بتمثيل الحراك والجنوب، وليس لدى بعضهم المقدرة على الحوار أو معينين من السلطة الحالية بصنعاء وعدن أو من الأحزاب السياسية باسم الجنوب، ولنا في حوار موفنبيك العبرة حينما قاطعنا مؤتمر الحوار، وكنا على حق في ذلك القرار، لكنهم عينوا من يقومون بالمهمة نيابة عن الجنوب، واليوم نرى أن الوضع تغير، والمعادلة تبدلت، والعالم في حال نجح بمعالجة قضية الصراع على السلطة قد لا ينظر بنفس الاهتمام للجنوب كما هو الآن، بحكم أن عدن محط الأنظار العالمية، فهي دعوة للدراسة وتوحيد الموقف الجنوبي وسرعة اتخاذ القرار بعيدا عن الخلافات الجانبية.
فهل يستطيع الضباط المتقاعدون في الجنوب اليوم أن يعودوا للعمل المؤسسي الذي انطلقوا منه عام 2007م ويعملوا على لم شمل المكونات الجنوبية تحت أي مسمى يوحد العمل الجنوبي بصورة مؤسسية، ومن ثم الانتقال للتفاوض مع القوى الممثلة للشمال وبرعاية خليجية وعربية ودولية للاتفاق على خطوات الحل النهائي لقضية شعب الجنوب والمرحلة الانتقالية بعيدا عن تجاذبات الصراع القائم حول الزعامة والرؤية الجنوبية، وانعكاسات الصراع اليمني على السلطة وتأثيره على القضية الجنوبية؟ أم ننتظر الخارج الذي سيقرر مستقبل الجنوب واليمن، ويفرض أجندته التي تنطلق من مصالحه؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى