اغتيال الخيواني .. من المستفيد ؟

> عبدالإله هزاع الحريبي

>
عبدالإله هزاع الحريبي
عبدالإله هزاع الحريبي
اغتيال الكاتب والصحفي الكبير عبدالكريم الخيواني، هو استهداف للعقل المدني داخل أنصار الله، أنا من أولئك الذين انتقدوا أداء الخيواني والمقالح عضوي اللجنة الثورية العليا لعدم اعتراضهم على بعض السياسات التي انتهجها أنصار الله فيما بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م.. التي تحولت إلى نوع من الطائفية الممقوتة، ولكنني أجزم أن الشهيد الخيواني كان لديه أحلام لدولة مدنية حديثة، يمكن من خلال أنصار الله أن تكون، طبعاً الكوادر المتعلمة والمثقفة داخل أنصار الله ومكتبهم السياسي هم المستهدفون، ومن يستهدفهم يريد لحركة أنصار الله أن تسيطر عليها عقلية البندقية والثأرات التي لا تنتهي، من اغتال الخيواني استهدف ضرب أي توجه لأنصار الله من أجل إيجاد حلول واقعية للأزمة الراهنة.
تم اغتيال البرفسور الدكتور أحمد شرف الدين وقبله الدكتور عبدالكريم جدبان وبعدهما الدكتور محمد المتوكل القريب من الحركة الحوثية والآن الصحفي والكاتب الكبير عبدالكريم الخيواني، الأمور لا تحتاج إلى فلسفة، المستفيد من كل ذلك هو طرف يجر أنصار الله إلى مستنقع لن يستطيعوا الخروج منه، مستنقع الدماء والأشلاء والاغتيالات، كثير من أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي، إلا أنه إلى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن هذه العملية الإجرامية، ومعلوم أن الشهيد الخيواني كان قد تعرض للاعتقال في عهد النظام السابق، ومكث في المعتقل فترات كبيرة، وكان معرضاً للموت بعد خروجه على يد من يهمهم كتم صوت الحق في وجه الباطل.
إن الخطر الحقيقي الذي يواجهه اليمنيون اليوم هو من أولئك الذين يغتالون المخالفين لهم في الرأي والمذهب والطائفة، فهم لا يؤمنون بتعدد ولا برأي آخر، هم لديهم تفكير غير ما نراه نحن، أنه يجب أن يموت من يحمل فكرة قيام دولة مدنية حديثة (الفساد ـ التخلف ـ التطرف)، وكما قلت سابقاً إنني اختلف مع الخيواني في بعض المواقف التي كان فيها خاصة بعد اقتحام الحوثيين لدار الرئاسة، إلا أن اغتياله يشكل اغتيالا لي ولكل حامل رأي، ولا أجد هذا الاغتيال إلا في سياق عمليات الاغتيال السياسي منذ قيام الوحدة حتى اليوم.
سلسلة من الاغتيالات استهدفت أفضل الكوادر اليمنية، ومن يقف وراءها هم المستفيدون من كل ذلك، وعلى عاتق اللجنة الثورية العليا للحوثيين واللجنة الأمنية العليا التي تقع تحت سلطتهم (سلطة الأمر الواقع) أن تكشف خيوط الجريمة، وتعلنها للرأي العام، وتكشف من يقف وراءها، هذا أقل واجب يعملونه تجاه أحد كوادرهم الثورية، وتجاه أهم من دافع عنهم وعن ثورة 21 سبتمبر التي قادها أنصار الله.
هناك من قد يتشفى باغتياله ممن قد امتلأت صدورهم بالكراهية للحركة الحوثية، ولكن ليعلم مخالفوه أن اغتياله هو اغتيال لهم ولحريتهم، اغتيال للحرية وللسلام وللكلمة التي تناهض الرصاص والدم، هو أراد خدمة الوطن من داخل الحركة التي نظنها مخطئة في الكثير من خياراتها السياسية، الرحمة والمغفرة للشهيد.. والصبر والسلوان لأهله ومحبيه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا نامت أعين الجبناء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى