الجنوب والمؤتمر والاشتراكي

> عبدان دهيس

>
عبدان دهيس
عبدان دهيس
يبدو أن أعضاء المؤتمر الشعبي العام، في المحافظات الجنوبية، استبقوا الحزب الاشتراكي اليمني، شريكهم في وحدة 22 مايو 1990م، في رغبتهم للانفكاك عن قيادة مؤتمرهم، في المركز بالعاصمة صنعاء، وتكوين مكون جنوبي لهم، رغم أنهم برروا انفكاكهم هذا بأنه يأتي كرد على قرارات قيادة المؤتمر في المركز، التي أعفت الرئيس هادي والدكتور الإرياني، من منصبيهما في قيادة المؤتمر الشعبي العام، منذ بضعة أشهر، وهي القرارات التي يرفضها مؤتمريو الجنوب، حيث أحدثت في حينه - وماتزال - ردود فعل غاضبة لديهم، وخاصة من قبل الموالين والمتعاطفين والمتضامنين مع الرئيس هادي، من قيادات وأعضاء المؤتمر في المحافظات الجنوبية، والتمسك به كنائب شرعي ومنتخب لرئيس المؤتمر الشعبي العام.
لقد أعلن مؤخراً عن تشكيل (لجنة تحضيرية) للمؤتمر الشعبي العام، في المحافظات الجنوبية، وهذا متغير هام في تركيبة مكون المؤتمر في المحافظات الجنوبية، لكنه يستوجب مزيدا من الإيضاحات من المؤتمريين الجنوبيين، ولجنتهم التحضيرية، وأن يقرأ قراءة سياسية صحيحة، خاصة إذا ما عرفنا أن المؤتمر قد انحسر دوره وحضوره في الساحة الجنوبية، خاصة بعد خروج رئيسه المخلوع علي عبدالله صالح، من رئاسة البلاد، تحت ضغط الشارع الشعبي، الذي استمر يطالب بتنحيته لأكثر من عام منذ 2011م، وتزامن ذلك مع ما سمي بثورة الربيع العربي، التي عصفت برؤوس الأنظمة العربية في كل من تونس ومصر وليبيا، فيما لايزال الاحتراب مستمراً في سوريا.
يبدو أن لدى المؤتمر الشعبي العام (المؤتمريين الجنوبيين) مخاوف سياسية كثيرة، فيما إذا انفك الجنوب عن الشمال، لهذا يشعر أنه لابد أن يكون له موطئ قدم، في الساحة الجنوبية، وهو بذلك يحاول أن يستبق (الاشتراكيين الجنوبيين) الذين بات دورهم غائباً وبشكل ملحوظ، ولم يلمس لهم أي حضور فاعل، في فعاليات الحراك الجنوبي السلمي، التي بدأت تتصاعد، رغم أنه قد أصابها وأصاب قيادتها أيضاً شيء من الفتور والانحسار، في الفترة الأخيرة، لهذا لم يجد المؤتمر في الجنوب من وسيلة أمامه إلا رفض قرار إعفاء هادي والإرياني من مسؤوليتهما القياديتين في المؤتمر الشعبي العام، والإعلان عن (تخريجة المؤتمريين الجنوبيين)، وهذه (براعة سياسية) تحسب للمؤتمريين الجنوبيين، دون منازع، ستوصلهم إلى كثير من المسارات، في سياق الاشتراك والحضور الداخلي والخارجي، في حال أن تم التوافق على حل القضية الجنوبية، سواء بقيام دولة الأقاليم المتعددة، أو الإقليمين، أو بانفكاك الجنوب عن الشمال، المهم أن يكون هناك حضور للمؤتمر الشعبي العام في الجنوب، بأية وسيلة، مع ملاحظة أن المؤتمر الشعبي العام، لم يكن في يوم من الأيام، وعلى مدى تاريخه السياسي الطويل، لاعباً سياسياً يحترم الندية مع شركائه، ولم يكن صادق النوايا في تحالفاته مع الأحزاب الأخرى، بل أن قيامه في العام 1982م، كان بهدف صهر وتذويب الأحزاب الأخرى التي كانت قائمة في الشمال حينها، والتي كان يهابها الرئيس السابق صالح، وخاصة الناصريين، واليساريين، والبعث، والإخوان المسلمين، والقوميين أيضاً.
القضية الجنوبية تمر الآن بمخاض عسير، وأمام القيادات الجنوبية، مهمة كبيرة، في مثل هذه الظروف الحساسة، وعلى الحزب الاشتراكي اليمني أن يكون واضحا في موقفه مما يعتمل في الساحة الجنوبية، وتجاه ما يواجهه شعب الجنوب، في التفاف على حراكه السلمي، ولا يمنع ذلك من أن يمد يده للأحزاب السياسية الأخرى، بما فيها أعضاء المؤتمر الجنوبيين، لنصرة عدالة القضية الجنوبية، وفي حال تأخر الاشتراكي عن مثل هذه الخطوات، فإن هناك بدائل حزبية كثيرة منتظرة في الساحة الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى