في بحور السياسة اليمنية
> عبدالإله هزاع الحريبي
الحديث عما يجري في اليمن من أحداث سياسية، وبالأخص عندما نتحدث عن نتائجها، أشبه بالتنجيم من أن يكون توقع نتائج لحوار يجري، معروفة مطالب أطرافه. وسئل يوما الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان عن توقعاته لمستقبل الأحداث في اليمن، فرد على سائله “اسألني عن أي بلد إلا اليمن”، ذلك أن اليمن أحداثها تنقلب من الضد إلى الضد بين ساعة وأخرى، بحيث لا يمكنك توقع ما ستؤول إليه الأمور.
السياسة في اليمن الغوص فيها كالغوص في أعماق البحور، وأقول البحور جمعاً، لأن سياسة اليمنيين ليس لها بحر واحد، ولكن بحار عديدة يسبح فيها السياسيون، ويتوهون في أحلامهم، كل له مسار، لا يلتقي بالمسار الذي يسلكه الآخر، وكما هناك بحور للشعر العربي، فهناك بحور للسياسة اليمنية، بحر الاشتراكي وبحر الإصلاح وبحر الحوثيين وبحر المؤتمر الشعبي جناح صالح، وبحر هادي المتقلب، يرفعون نفس المطالب تقريباً، ولكنهم غير قادرين على تنفيذها، لأن بحارهم تختلف، فهناك البحر الأزرق، والبحر الأحمر، والبحر الأسود، بحار سياسة، وليس البحار المعروفة بهذه الأسماء.
الجميع يرفع شعار الدولة المدنية الحديثة، ولكن عند التنفيذ يوجدون العراقيل لهذا الشعار من أن يتحول إلى واقع ملموس، والعراقيل لا شك بأنها تأتي من أولئك القادرين على تعطيل التنفيذ، بواسطة القوة التي يمتلكونها، قوة عسكرية وقوة مادية وقوة قبلية.
من عجائب السياسة في اليمن أن من يمكن أن يكونوا في صف فك الارتباط بين الشمال والجنوب يدافعون عن الوحدة في وقت بإمكانهم كسب القاعدة الشعبية في الجنوب عبر تبني مطالب الغالبية التي تخرج إلى شوارع الجنوب، ومن يفترض أن يكونوا حسب ما يصرحون في صف الوحدة يمارسون أعمالاً تعمق الخلاف بين الجنوب والشمال وتبرر لمطالب فك الارتباط، ومن عجائب السياسة في اليمن وغرائب أهلها (أهل السياسة) أن من كان يعتبر الوحدة من المقدسات الدينية أصبح اليوم يطالب بحق تقرير المصير (موقف فرع التجمع اليمني للإصلاح بعدن).
ومن أحدث العجائب أن يكون الحوثيون وحزب الله اللبناني هم المسيطرين على قناة (عدن لايف) التي تتبنى مطلب فك الارتباط، وتبث برامج ضد كل ما هو من الشمال، هذا ما صرح به مدير مكتب الأستاذ علي سالم البيض، ويصفون قوات الأمن والجيش في الجنوب بقوات احتلال، كيف تستقيم هذه السياسة المتناقضة؟!.
وهنا يصفون عبر قناة (المسيرة) اللجان الشعبية الجنوبية التي حاربت القاعدة ودعمت الجيش في حربه الحقيقية ضد القاعدة قبل التطورات التي حدثت بعد 21 سبتمبر الفائت بأنهم “كانوا أبطالاً”، والآن يقولون عنهم “مليشيات هادي وتنظيم القاعدة”، حيث يستغلون وجود عبداللطيف السيد الذي كان محسوباً على القاعدة، ثم انضم للجان الشعبية وحارب مع الجيش ضد القاعدة، لتشويه خصمهم الرئيس هادي ومن سيصطف في معسكره، وهو من المطلوبين للقاعدة وحاولوا اغتياله.
انتظروا، وسترون عجائب أخرى في تحولات اليمن السياسية والعسكرية، كل الاحتمالات غير المحتملة واردة في مستقبل ما ستؤول إليه الأمور في اليمن، الشيء الذي تعتقد أنه سيحصل قد يحصل ضده تماماً، خاصة في ظل هذا الاهتمام الإقليمي والدولي بما يدور في اليمن ووجودها في البند السابع، الذي يجيز التدخل الدولي في اليمن، في الأخير نسأل الله أن يحفظ شعبنا من كل مكروه.
السياسة في اليمن الغوص فيها كالغوص في أعماق البحور، وأقول البحور جمعاً، لأن سياسة اليمنيين ليس لها بحر واحد، ولكن بحار عديدة يسبح فيها السياسيون، ويتوهون في أحلامهم، كل له مسار، لا يلتقي بالمسار الذي يسلكه الآخر، وكما هناك بحور للشعر العربي، فهناك بحور للسياسة اليمنية، بحر الاشتراكي وبحر الإصلاح وبحر الحوثيين وبحر المؤتمر الشعبي جناح صالح، وبحر هادي المتقلب، يرفعون نفس المطالب تقريباً، ولكنهم غير قادرين على تنفيذها، لأن بحارهم تختلف، فهناك البحر الأزرق، والبحر الأحمر، والبحر الأسود، بحار سياسة، وليس البحار المعروفة بهذه الأسماء.
الجميع يرفع شعار الدولة المدنية الحديثة، ولكن عند التنفيذ يوجدون العراقيل لهذا الشعار من أن يتحول إلى واقع ملموس، والعراقيل لا شك بأنها تأتي من أولئك القادرين على تعطيل التنفيذ، بواسطة القوة التي يمتلكونها، قوة عسكرية وقوة مادية وقوة قبلية.
من عجائب السياسة في اليمن أن من يمكن أن يكونوا في صف فك الارتباط بين الشمال والجنوب يدافعون عن الوحدة في وقت بإمكانهم كسب القاعدة الشعبية في الجنوب عبر تبني مطالب الغالبية التي تخرج إلى شوارع الجنوب، ومن يفترض أن يكونوا حسب ما يصرحون في صف الوحدة يمارسون أعمالاً تعمق الخلاف بين الجنوب والشمال وتبرر لمطالب فك الارتباط، ومن عجائب السياسة في اليمن وغرائب أهلها (أهل السياسة) أن من كان يعتبر الوحدة من المقدسات الدينية أصبح اليوم يطالب بحق تقرير المصير (موقف فرع التجمع اليمني للإصلاح بعدن).
ومن أحدث العجائب أن يكون الحوثيون وحزب الله اللبناني هم المسيطرين على قناة (عدن لايف) التي تتبنى مطلب فك الارتباط، وتبث برامج ضد كل ما هو من الشمال، هذا ما صرح به مدير مكتب الأستاذ علي سالم البيض، ويصفون قوات الأمن والجيش في الجنوب بقوات احتلال، كيف تستقيم هذه السياسة المتناقضة؟!.
وهنا يصفون عبر قناة (المسيرة) اللجان الشعبية الجنوبية التي حاربت القاعدة ودعمت الجيش في حربه الحقيقية ضد القاعدة قبل التطورات التي حدثت بعد 21 سبتمبر الفائت بأنهم “كانوا أبطالاً”، والآن يقولون عنهم “مليشيات هادي وتنظيم القاعدة”، حيث يستغلون وجود عبداللطيف السيد الذي كان محسوباً على القاعدة، ثم انضم للجان الشعبية وحارب مع الجيش ضد القاعدة، لتشويه خصمهم الرئيس هادي ومن سيصطف في معسكره، وهو من المطلوبين للقاعدة وحاولوا اغتياله.
انتظروا، وسترون عجائب أخرى في تحولات اليمن السياسية والعسكرية، كل الاحتمالات غير المحتملة واردة في مستقبل ما ستؤول إليه الأمور في اليمن، الشيء الذي تعتقد أنه سيحصل قد يحصل ضده تماماً، خاصة في ظل هذا الاهتمام الإقليمي والدولي بما يدور في اليمن ووجودها في البند السابع، الذي يجيز التدخل الدولي في اليمن، في الأخير نسأل الله أن يحفظ شعبنا من كل مكروه.