وسط تنامي المخاوف من الحرب والتنافس بين السعودية وإيران.. الخصوم في اليمن يتأهبون لخوض غمار ما قد تصبح حربا شاملة

> الرياض/ دبي «الأيام» انجوس مكدوال ونوح براوننج

> تتأهب الفصائل الرئيسية في اليمن لخوض غمار ما قد تصبح حربا شاملة بعد مناوشات استمرت على مدى أشهر.
واستعدادا لذلك لجأت تلك الفصائل إلى السعودية ومنافستها الإقليمية إيران طلبا للمساعدة في تلك الحرب المحتملة.
ومع سعي الرئيس عبد ربه منصور هادي للعودة من خلال مدينة عدن الساحلية وسط سيطرة جماعة الحوثي الشيعية على العاصمة صنعاء تتبادل الإدارتان المتنافستان التصريحات العدائية بينما تشتد حدة القتال وتسيطر الفصائل على مطارات استعدادا للمرحلة القادمة من الصراع.
ووسط كل هذا ينتظر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية لاستغلال ما يخشى البعض من أن يصبح أسوأ صراع تشهده اليمن منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها عام 1994.
وقال فارع المسلمي الباحث بمركز كارنيجي للشرق الأوسط “تحدى اليمن - على مدى سنوات - كل الصعاب، وأثبت خطأ من قالوا إنه على شفا حرب أهلية وعلى وشك الانهيار.. لكن ربما لم يعد هناك المزيد من المعجزات”.
ودعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس الأول الإثنين دول الخليج العربية إلى تقديم المساعدة لمنع الحوثيين من السيطرة على المجال الجوي.
الحوثيون
الحوثيون

وقال لصحيفة الشرق الأوسط “جرى مخاطبة كل من مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وكذلك المجتمع الدولي بأن يكون هناك منطقة طيران محظورة، وأن يمنع استخدام الطائرات العسكرية في المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون”.
وقال وسيط الأمم المتحدة جمال بن عمر يوم الأحد الماضي إنه تم دفع اليمن “نحو حافة الحرب الأهلية”، وأعرب عن اعتقاده بأنه لن يمكن للحوثيين أو هادي الفوز فيها.
وأضاف في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “أي جانب يحاول دفع البلد في أي الاتجاهين سيدخل البلاد في صراع طويل على غرار سيناريو مجمع للعراق وليبيا وسوريا”.
وانتشر العنف في اليمن منذ العام الماضي عندما سيطر الحوثيون على العاصمة وأبعدوا فعليا الرئيس هادي وهو حليف للولايات المتحدة. وأغضب ذلك دول الخليج التي يحكمها السنة وعلى رأسها الرياض التي تعتبر الجماعة التي كانت مغمورة ذات يوم والقادمة من المرتفعات الشمالية جماعة إرهابية.
**اختبار القوة**
وحولت الاضطرابات اليمن إلى جبهة في المنافسة الإقليمية بين السعودية وإيران والقائمة في معظمها على أسس طائفية وذلك من خلال إيجاد حليف لطهران في الفناء الخلفي للسعودية.
واستضافت الرياض محادثات رفيعة المستوى مع دول الخليج العربية الأخرى يوم السبت والتي أيدت هادي باعتباره الرئيس الشرعي لليمن وعرضت بذل كل الجهود للحفاظ على استقرار اليمن.. ولم يتضح ما إذا كان ذلك يشمل مساعدات عسكرية.
ونفى الحوثيون الحصول على دعم مادي أو مالي من طهران، لكن مصادر يمنية وغربية وإيرانية قدمت لـ “رويترز” العام الماضي تفاصيل عن دعم عسكري ومالي إيراني للحوثيين قبل وبعد استيلائهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
وفي ضربة للعمليات الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب قالت واشنطن يوم السبت إنها أجلت ما تبقى من موظفيها بما في ذلك نحو 100 من قوات العمليات الخاصة بسبب الوضع الأمني المتدهور.
ومع انغماس هادي والحوثيين في دعاية مضادة متبادلة وادعاء كل طرف أنه الحاكم الشرعي باتت الساحة مهيئة الآن فيما يبدو لاختبار القوة العسكرية للجانبين.
اللجان الشعبية الجنوبية
اللجان الشعبية الجنوبية

ويتلقى كل طرف الدعم من فصائل مختلفة بالجيش، وخلال الأسبوع المنصرم تقدم الحوثيون بدعم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح نحو قوات هادي في الجنوب واشتبكوا مع قبائل في محافظات بوسط البلاد.
وركز القتال على كسب مواقع استراتيجية وقواعد جوية لكن المحللين يخشون العواقب إذا شاركت السعودية وإيران بشكل أوضح.
وقال فرناندو كارفاجال من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة اكزيتر البريطانية “لم تصل الأزمة حتى الآن إلى نقطة التحول نحو الحرب لعدة أسباب منها عدم وجود داعم خارجي يوفر الذخيرة الكافية”، وحذر من مخاطر التدخل الخارجي.
**والمساعدة الخارجية قد تكون حاسمة**
وتتيح سيطرة هادي على الموانيء البحرية والمطارات في عدن لحلفائه في الخليج توفير إمدادات لقواته العسكرية الهزيلة بسهولة، وتعني سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة على البحر الأحمر وبدء تسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران وصنعاء الشهر الماضي أن إيران يمكن أن تقدم لحلفائها مساعدات مماثلة.
**مقاومة..
وفي الوقت الحالي يبدو أن الحوثيين وصالح وهو من المنتقدين لهادي لهم اليد العليا لكن هذا قد لا يدوم.
ويعتقد المحللون أن قواتهما التي تمثل نحو ثلثي الجيش اليمني القديم تواجه ثلاثة أعداء رئيسيين وهم الوحدات الموالية لهادي في عدن والقبائل السنية في محافظة مأرب والقبائل التي تقاتل إلى جانب القاعدة في محافظة البيضاء.
وقالت ندوة الدوسري الباحثة في شؤون القبائل اليمنية إنه قد يكون بإمكان الحوثيين وصالح كسب المعركة الأولية لكنهم سيخسرون الحرب لانهم سيواجهون الكثير من المقاومة. وأضافت إنهم يغرقون بالفعل في البيضاء.
وتركز الكثير من القتال في الأسبوع المنصرم على القوة الجوية، وأقام هادي قاعدة قوية له في القوات الجوية عندما كان في صنعاء حيث أقال قائدها وعين آخر بدلا منه واستغنى عن الضباط الذين كان ينظر إليهم على أنهم غير موالين.
لكن الحوثيين عينوا الأسبوع الماضي قائدا جديدا للقوات الجوية وقصفت طائرات مجهولة مقر هادي في عدن، واستولت قوات هادي بعد ذلك على مطار عدن ومحطة للرادار في قاعدة العند الجوية.
وقد يندلع قتال بري في القريب العاجل في محافظة مأرب والتي تمثل جائزة كبرى بفضل منشآتها النفطية، وكان 12 شخصا قتلوا يوم السبت في اشتباكات هناك بين الحوثيين والقبائل السنية.
وتتمثل المخاوف الأخرى لدول عربية وغربية في إمكانية سيطرة الحوثيين أو جماعات جهادية سنية على المجال الجوي مما يهدد منشآت الطاقة في المنطقة ومضيق باب المندب وهو ممر حيوي لشحن إمدادات الطاقة لأوروبا وآسيا والولايات المتحدة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى