اليمن بين التحرك العسكرى والأفق السياسي

> محمود سعد الدين

>
محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
المشهد اليمني مرتبك، داخليا وخارجيا، جماعات وقبائل متناحرة داخل المحيط الجغرافي ووجهات نظر متباينة لدول الجوار حول مصير اليمن الموحدة التي طالما عاشت فى الحلم ولم يتحقق، ولكن بعد التدخل العسكرى الجديد لتحالف «5+5» المعروف بعاصفة الحزم، أصبح مستقبل اليمن رهينا لما ستنتهى إليه إدارة العملية العسكرية.
وهنا لابد من التأكيد على أن العبرة ليست بالبدايات ولكن بالنهايات، ليست باتخاذ قرار عسكري بالتدخل في اليمن للقضاء على الحوثيين ولكن بكيفية إدارة مشهد النهاية فى اليمن لإعادة الأوضاع إلى اتزانها الأصلي.
الأوضاع الأصلية نفسها محل تساؤل، لماذا؟، لأنه حتى الآن المشاركون في عاصفة الحزم، شاركوا بناء على دعوة المملكة العربية السعودية، وتلبية لطلب الرئيس اليمني عبدربه هادى، دون تحديد الخطوط العريضة للهدف الأساسي من الضربة ودون تحرير مصطلح «عودة الأوضاع لأصلها فى اليمن»، وهل معناه تراجع الحوثيين خطوة للوراء والجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات أم القضاء تماما على الحوثيين واستئصالهم من جسد اليمن مثل ما عبر الرئيس اليمني نفسه في كلمته بالقمة العربية أو لا هذا ولا ذاك ولكن قطع يد إيران عن التدخل في الشأن اليمني والدعم اللوجستي لجماعة الحوثيين والتمدد الشيعي في المنطقة. قليلا من الانتباه.. في محاولة للوقوف على حقيقة نجاح عاصفة الحزم، فالأصل أنه مع التحرك العسكري، يترسم خط سياسي جديد يضمن حراكا بالمحيط الجغرافي اليمني وصولا إلى «الأوضاع الأصلية»، وهو ما يقصر المسافة نحو تحقيق الهدف الأصلي من الضربة العسكرية.
ولكن اللافت أنه حتى الآن لم يظهر فى الأفق أي حوار سياسي، حتى التصريحات المنسوبة للرئيس اليمني الأسبق عبدالله صالح بقبول المصالحة، لم يتم تأكيدها ولم تظهر أي بوادر حقيقية لاعتمادها من قبل أطراف المعادلة اليمنية داخليا وخارجيا، وبالتالي أنت أمام تحرك عسكري لاقى إعجابنا وتأييدنا ولكنه يفتقد الأفق السياسي، مما يزيد التساؤلات الصعبة حول نجاحه. الجديد أن عاصفة الحزم تحديدا، ستكون بمثابة حقل تجارب فيما بعد لما يعرف بـ«القوة العسكرية المشتركة»، لأنها بالمفهوم البدائي هي قوة عسكرية مشتركة لـ 10 دول، وبالتالي نجاح عاصفة الحزم، وإدارتها للمشهد اليمني، سيترتب عليه حسما إقدام الدول العربية عبر «القوة العسكرية» لاختراق ملفات أكثر تعقيدا وصعوبة مثل ملف ليبيا وسوريا وداعش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى