437 عملية سحب المياه البيضاء وزراعة عدسات في مخيم طبي بردفان

> ردفان «الأيام» خاص

> جميلة هي المبادرات الأهلية والمجتمعية سواء كان لأفراد أم جماعات والأجمل عندما تستهدف المواطنين والمحتاجين وتقدم من جهات مجتمعية ومنظمات تشترك فيها سلطات الدولة لتكتمل الصورة ويتعاون الجميع لخدمة المواطنين كهدف ينشده كل محب للخير.
مخيم طبي جراحي مجاني للعيون بردفان أُقيم ثالث أيام عيد الفطر المبارك في مستشفى ردفان العام بمدينة الحبيلين بمشاركة شعبية ورسمية وأهلية بغرض تقديم خدمة المواطنين لمعاينة العيون، وإعادة النظر إليها من خلال تركيب عدسات، وإزالة المياه البيضاء والزرقاء بكادر طبي مختص من أبناء الجنوب.
فقد بادرت مؤسسة النقيب الخيرية التنموية بإقامة مخيم طبي مجاني لهذا الغرض الإنساني لخدمة المواطن الجريح ولتلك المنطقة الصامدة والمحرومة التي تعتبر مركز لكل مديريات ردفان بالإضافة إلى يافع والضالع وأبين ومعظم مديريات لحج الذين تقاطروا إلى هذا المخيم .
المدير التنفيذي للمؤسسة الأستاذ نبيل البكري تحدث عن الفكرة من إقامة مثل هذه المخيمات والأهداف النبيلة قائلا: "المخيم جاء بتوجيهات كريمة من الشيخ عبدالله عوض النقيب كمخيم رابع في ردفان لأن المؤسسة مهتمة بالجانب الصحي أكثر من المجالات التي تستهدفها مؤسسة النقيب والجانب الصحي هو من أولويات المؤسسة كمرافق أو دعم وعلاج المرضى في الداخل أو الخارج أو بالمستشفيات بشكل عام وخاصة لمواطن الفقير المحتاج في جميع المحافظات ونحن مستمرين بالدعم والعمل مع الخيرين من أبناء هذا الوطن".

مسؤول الفريق الطبي للعيون د/ صالح حسن تحدث للصحيفة قائلًا: "كانت فكرة المخيم مطروحة لقسم الجراحة العتمة وليس للعيون ولكن بعد أن قدمت للمؤسسة تصورا عن حجم مرضى العيون الوافدين من الحبيلين وضواحيها وعن حاجة الناس لمثل هكذا مخيم ومدى الاستفادة منه لا سيما من محدودي الدخل والمعدمين، وعملت تصورا حتى عن حجم الإقبال للمعاينة وعدد المستفيدين من العمليات، فاقتنع مدير المؤسسة بإقامة المخيم".
وأضاف د/ صالح :" زرت مستشفى ردفان العام، وكان مجهزا تجهيزا رائعا، وقد لمسنا تعاونا من قبل إدارة الصحة بالمديرية وإدارة المستشفى، وكذلك اللجنة المجتمعية التي لعبت دورا جبارا".
وحول مرضى العيون ومدى الاستفادة في مديريات ردفان ويافع وضواحيها باعتبارها من أكثر المناطق تعرض للإصابات قال: "يأتي مرض المياه البيضاء في قمة الهرم لأمراض العيون، حيث يغطي ما يصل 10% من عدد السكان أي أن لكل مائة فرد من السكان يوجد 10 أشخاص مصابون بالمياه البيضاء، ومرض المياه البيضاء أو (الساد) عتمة أو عدم شفافية العدسة الطبيعية للشخص مما تؤدي إلى ضعف النظر التدريجي، ويحتاج المريض إلى سحب المياه البيضاء أي سحب العدسة الطبيعية التي أعتمه وتبديلها بعدسة صناعية في نفس مكانها".
وعن أهداف المخيم أوضح د/ صالح أن"مساعدة المرضى وبالذات مرضى العيون والتخفيف من معاناتهم وإعادة النور الذي فقدوه والذين لا يستطيعون إجراء مثل هذه العمليات على حسابهم الخاص هي الهدف الأساسي".
وحول المصاعب التي تلقاها الفريق الطبي أردف قائلا: "بالنسبة للمصاعب الحمد لله الكل عمل بكل جهد من سلطة ومجتمع ومواطن وكادر صحي، وكانت كبرى الصعوبات في موضوع الكهرباء، لكن مؤسسة النقيب أكرمتنا بمولد كبير بقوة 45 كيلو وات ، لهذا لم نواجه أي مصاعب بل الكل كان متفاعلا".
وحول العدد المستفيد من المخيم قال: "كان العدد المستهدف من المخيم بحدود 2000 مريضا للمعاينة وإجراء 300 عملية سحب المياه البيضاء وزراعة عدسات، لكن الحجم كان فوق المتوقع فقد تم معاينة 3235 مريضا ومريضة من أماكن مختلفة وصل إلى مديريات الحشاء والأزارق وجاف بمحافظة الضالع، وإلى خنفر وجعار وباتيس بمحافظة أبين وإلى كرش والمسيمير والصبيحة بمحافظة لحج، ولهذا كنا في تواصل مستمر مع مؤسسة النقيب، حيث تمت زيادة العدد المستهدف للعمليات من 300 إلى أن وصل 490 عملية".

وواصل الحديث: "وقد أجريت 437 عملية سحب المياه البيضاء وزراعة عدسة، وتم إلغاء 53 عملية لأسباب مرضية أخرى مثل ارتفاع الضغط والسكر، واستفاد من المخيم حوالي 500 مريض تم صرف لهم الأدوية المجانية اللازمة وفقا لحالاتهم، وصرف ما لا يقل عن 100 نظارة طبية للقراءة مجانية، واستفاد 437 مريضا ممن أجريت لهم العمليات المجانية مع صرف لهم الأدوية والنظارات بعد العملية مجانا، وكذلك متابعتهم ستة أسابيع مجانية".
وعن نسبة نجاح المخيم قال: "نجاح المخيم حقق أهدافه بنسبة 99 % حيث عملت العمليات بمستوى عالي من التقنية برغم الزيادة في العدد والتي لم تدخل في الحسبان، ويعتبر أول مخيم على مستوى الجنوب يحقق هذه النسبة من النجاح، وكذلك أول مخيم ينجز هذا العدد الهائل من العمليات في وقت قياسي لم يتعد 7 أيام وبكوادر ماهرة محلية، طبعا الكادر الطبي من الكفاءات العلمية والعملية وجلهم من محافظة لحج، أما بالنسبة لانطباع الناس فكان السرور في محياهم، وقد بانت الفرحة في وجوه الكثير ممن حرم النظر للطبيعة، وخاصة بعد أن عاد النور إليه وراء من حوله نسال الله أن يجزي الأجر من بادر ومول وعمل وأعان على ذلك".
رئيس اللجنة المجتمعية الشيخ أمين الفنيع أوضح قائلا: "الهدف الذي أنشئ من أجله هو مراعات ظروف الناس الصعبة في هذه الأيام، وقد تمت المبادرة من مؤسسة النقيب الخيرية بتبني مخيم طبي للعيون بسحب المياه البيضاء وتركيب عدسات ونظارات لأن تكلفتها كبيرة بالنسبة لحالة الناس في هذه الظروف الصعبة، وقد لاقينا صعوبة ما قبل الافتتاح بسبب تردي الأوضاع داخل المستشفى، وقد بادرنا نحن بصفتنا لجنة مجتمعية بدعم المستشفى من خلال تلبيس الفراشات بالبلاستيك وشراء الطراريح وبعض النواقص والإشراف المباشر على تجهيز غرفه العمليات وقسم الرقود والإشراف على النظافة، وبالنسبة للنجاح فأنا أقول ان نسبة النجاح لا يقل عن 99 %وبالنسبة لانطباع الناس فهو لا يوصف وقد ارتاحت الأوساط الشعبية بجميع مديريات ردفان بهذا العمل الإنساني الخيري، ومن خلال منبركم الإعلامي نشكر مؤسسة النقيب التنموية الخيرية ومالكها الشيخ عبدالله عوض النقيب على ما يقدمه من أعمال خيرية في ردفان وفي غير ردفان، وما هذا المخيم إلا جزء بسيط عن ما يقدمه في شتى مجالات الخير نجدد شكرنا وتقديرنا لهذه المؤسسة الخيرية، ونتمنى من القائمين عليها ومالكها بذل مزيد من أعمال الخير وبذات دعم مستشفى ردفان العام الذي أصبح قلبا نابضا في وسط ردفان، وقد تكرموا مشكورين برفد المستشفى بمولد كهربائي انجليزي 45 kw".

مدير مكتب الصحة بالمديرية أنيس المنصب قال:"هذه الخطوة تمثل أهم النجاحات نتشرف بها في مديرية ردفان، وشكرنا وتقديرنا لمؤسسة النقيب التنموية الخيرية على هذه المبادرة الأولى من نوعها التي لم يسبق لها مثيل، ودعوة للمواطنين للاستفادة من مثل هكذا مبادرات التي ترتبط بأهم ما يملك الإنسان وهو النظر".
المساعد الصحي مجاهد العيسائي تقدم بجزيل الشكر للمؤسسة ولكل الطاقم الطبي وعلى رأسهم قيادة الفريق د. صالح وكل من سعى إلى إنجاح مثل تلك الأعمال الخيرية التي يحتاجها المواطن وخاصة في تلك المديريات التي يعيش الإنسان فيها بحالة مادية صعبة.
مدير مكتب الصحة بالمحافظة عبدالرزاق الشاطري الكان حاضرا في المخيم وتحدث قائلا: " إن مكتب الصحة وكل الخيرين يولوا جل اهتمامهم لإنجاح أي مشروع اهلي يقدم خدمات للمواطنين مثل هذا المخيم الطبي الذي أقامته مؤسسة النقيب بالتنسيق مع مكاتب الصحة بالمحافظة والمديرية والتي نحيي تلك الجهود وسنكون في مساعدة تلك المبادرات المجتمعية والأهلية التي تقدم خدمات جليلة للمواطن".
السلطات المحلية بالمحافظة والمديرية كانت مشاركة خلال المخيم، حيث أشاد نائب محافظ لحج الأستاذ عوض الصلاحي بهذا الإنجاز الصحي كمستشفى ومرفق والذي يشكل العصب الحيوي في مديرية ردفان خاصة، وهو يربط بين عدن من المناطق والمحافظات والمديريات يافع والضالع وردفان، ولما قدمه من جهود خلال الحرب سيسجلها التاريخ.

وحث الصلاحي الطاقم الطبي ببذل المزيد من الجهود الإنسانية في تقديم الخدمات الطبية للمواطن، كما حث قيادة الصحة بالمحافظة والمديرية وإدراة المستشفى بالحفاظ على مثل هذا المنجز الطبي بعد تأهيله وترميمه ليستمر في تقديم الخدمات لأبناء المنطقة، مقدما شكره لكل الداعمين الذين قدموا الدعم من أبناء يافع وصناديق الدعم خلال مراحل إنجاز إعادة تأهيل المشفى، شاكرا اللجنة الأهلية المجتمعية التي تنظم وتشرف وترتب مثل تلك الأعمال ومؤسسة النقيب التي بادرت مثل تلك المخيمات التي يعم خيرها كل بيت لما تعيد النظر لكل مواطن قطعت به السبل من توفير العلاجات.
ومدير عام مديرية ردفان عميران الجهوري قدم شكره لكل الجهود التي تبذل من أطباء وداعمين ومؤسسة النقيب بالتحديد، لما ترفد مستشفى ردفان خاصة هذا المخيم الطبي المجاني.
وبالجانب الأمني لكي يواصل الطاقم الطبي عمله في وضع أمني مستتب قال قائد الحزام الأمني قطاع ردفان العقيد مختار النوبي الذي قام بزيارة إلى المخيم : "إن الوضع مستقر، وعليكم أن تؤدوا رسالتكم الإنسانية على أكمل وجه، ونحن معكم في تذليل الصعاب، ونحيي مؤسسة النقيب على تلك المبادرة الوطنية التي يلتمسها المواطنون في عودة النظر لمن لم يستطع الذهاب إلى المستشفيات خارج المديرية".
وبنجاح مثل تلك العمليات فإن نسبة كبيرة من الناس تم إعادتهم إلى الطبيعة وإلى العمل والإنتاج وإعالة أسرهم، وبهذا تخفف نسبة العاطلين عن العمل وتقديم فئة عاملة مدربة في المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى